26 يونيو 2025

«كنوز إماراتية مختومة بالتاريخ».. الطوابع ذاكرة وطن محفوظة

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

قد يبدو الطابع البريدي اليوم، في عصر الرسائل الإلكترونية والتواصل الفوري، شيئاً من الماضي، لكن في الواقع هو قطعة تاريخية تحمل في تصميمها ورسالتها بُعداً بصرياً وثقافياً يوثق أحداثاً سياسية واقتصادية واجتماعية، فالطابع ليس مجرد وسيلة لإرسال رسالة، بل هو وثيقة رسمية مصغّرة تُصدرها الدولة لتعبّر بها عن أحداثها، ورموزها، وشخصياتها الوطنية، وإنجازاتها، وتراثها، وحتى طموحاتها المستقبلية.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

وفي الإمارات، شكّلت الطوابع منذ بداياتها جزءاً مهماً من رواية الهوية الوطنية، فقبل قيام الاتحاد كانت كل إمارة تصدر طوابعها الخاصة، وتحمل هذه الإصدارات رمزية عالية تعكس مشاهد من الحياة المحلية، والعادات، والمعالم الطبيعية. وبعد عام 1971، بدأت الدولة بإصدار طوابع اتحادية تُوثق تاريخ الاتحاد، وقادة الدولة، والمناسبات الوطنية، وأحداث المنطقة والعالم.

مجلة كل الأسرة

الطابع البريدي.. شاهد صغير على حدث كبير

وفي مشهد ثقافي نابض بحب التراث وتقدير التفاصيل الصغيرة التي تسرد تاريخاً عظيماً، وفي مبادرة تسعى إلى إعادة إحياء هواية غابت عن الضوء لكنها لم تغب عن الذاكرة، نظّمت مكتبة محمد بن راشد، بالتعاون مع جمعية الإمارات لهواة الطوابع، فعالية بعنوان «كنوز إماراتية مختومة بالتاريخ: من أرشيف الذاكرة إلى مقتنيات الأجيال»، حوّلت أروقة المكتبة إلى معرض حيّ لذاكرة الوطن المحفوظة في طوابع بريدية نادرة تروي قصة الإمارات منذ البدايات حتى رفع راية الاتحاد، وضمّ مجموعة نادرة من الطوابع التاريخية التي توثّق مراحل تطور الدولة، ومن بينها طوابع دبي، وأبوظبي، والشارقة، وصولاً إلى الطوابع الاتحادية.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

ضمت الفعالية التي استهدفت الشباب، والمهتمين بالتراث والتحف، والجهات الثقافية، وهواة جمع الطوابع مقتنيات نادرة لمجموعة من أقدم الظروف البريدية التي تعود إلى عام 1908، والتي تروي قصة التواصل والنقل البريدي في بداياته عبر القنوات البحرية والبرية بين مدن الخليج وجنوب آسيا، مثل كراتشي ومسقط. وتشكّل هذه الظروف شهادات تاريخية نادرة تحمل في طياتها ذاكرة الزمن الجميل وتطور وسائل الاتصال، إلى جانب كونها شاهداً على الروابط التجارية والثقافية، التي كانت تربط هذه المناطق بعضها ببعض، وبالعالم الخارجي.

* تصوير: السيد رمضان