يعمد المخرج البلجيكي ماتييس بوب إلى دمج الحكاية الدرامية بالشكل التسجيلي. الدراما في فيلم The Jacket تقع على الأرض أمام أعين المشاهد، والتسجيل هو المعالجة الغالبة، مشهداً وراء آخر.
انتقل المخرج إلى مخيّم شاتيلا في لبنان، ليقصّ حكاية ممثل فلسطيني (جمال هنداوي) سيلعب دوراً على خشبة المسرح. يخضع في هذا المشهد لتوجيهات المخرج التي تتطلب أن تقوم السترة التي يرتديها بدور رمزي سياسي. إنها التجسيد لحال الأمم، أو كما يقول الفيلم في أحد مشاهده «الجاكيت هو مفهوم ورمز للدول الكبرى التي وضعت لبنان والعالم في جاكيتات».
وفي مشهد آخر، يربط المخرج البلجيكي الوضع بواحد من قرارات المحكمة الإسرائيلية التي تقضي بطرد أربع عائلات فلسطينية من منازلها، في حي الشيخ جراح، بالقدس، وأنه ليس قراراً منفرداً عن قرارات أخرى صدرت طوال العقود الماضية.
لكن ما الذي يمكن أن يحدث فيما لو أضاع الممثل السترة المرقّعة التي عليه ارتداؤها في المسرحية المزمع تقديمها قريباً؟ هنا نقطة الضعف في الفيلم بأسره. لأن المعالجة الشاملة للفيلم تسجيلية تلمّ بحياة هذا الممثل، وسعيه لتقديم المسرحية ذات الرؤية السياسية. لكن المشهد الذي يفقد فيه الهنداوي السترة مركّب بوضوح. سيترك الكيس الذي وضع فيه السترة بالقرب من سيارة تبيع البنزين. تنطلق السيارة ولن يدرك الممثل فقدانه السترة، إلا لاحقاً.
في الفيلم التسجيلي لا تستطيع أن تتدخل في العرض من خلال تفعيلة تخرج عن السرد الذي تختاره لفيلمك، ربما عجز المخرج عن الاهتداء إلى طريقة أخرى، لينتقل وراء سعي الممثل لاسترداد السترة (لأن لا مسرحية من دونها)، لكن في هذه الحالة كان عليه أن يعمد إلى سرد درامي لتبرير تلك الهفوة.
على هذا، يستحق الفيلم تقديراً كاملاً بسبب اختياره للموضوع، ومراميه، والطريقة الإجمالية لتقديمه.