15 يونيو 2025

الزوج المخدوع يقدم بلاغاً للشرطة: زوجتي على ذمّة رجل آخر

فريق كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

قصة حب غريبة كان المفروض أن تنتهي نهاية طبيعية، إما بالزواج واستمرار العلاقة، وإما الانفصال بهدوء، مثل أيّ قصة، لكن ما حدث كان أغرب من الخيال، قصة الحب لم تكتمل، والفتاة تزوجت بشاب آخر أحبّها بجنون، وبعد بضعة أشهر، تعرّضت زوجته للابتزاز من أحد الأشخاص كان يهدّدها بالفضيحة، وعندما حرّر الزوج محضراً ضد هذا الشخص، اكتشف الطامة الكبرى، مأساة حقيقية، وجدل قانوني أصاب جميع الأطراف.

قصة حب لم تكتمل

كانت البداية بقصة حب كبيرة نشأت بين العروس الجميلة، وزميلها الشاب الوسيم، رتبت كل أحلامها وطموحاتها وهي معه، لم تشك أبداً، ولو بنسبة ضئيلة، في أنها لن تكون من نصيبه، أما هو فاقترح عليها الزواج عرفياً، حتى يضمن أنها لن تكون لأيّ شخص آخر غيره، ورغم رفض الفتاة في بادئ الأمر، إلا أن كثرة الإلحاح دفعتها إلى الضعف أمامه، والموافقة على اقتراحه. كان من ضمن بنود إقناعه لها أنه سوف يتقدم لخطبتها بشكل رسمي، ومن ثم يعقد عليها بعد ذلك، وعلى عكس المتوقع كان كلامه بالنسبة إليها هو شريان الحياة، وترياق الأمل الذي جعلها تتمسك به أكثر.

زواج في السّر

تقدم الشاب، بالفعل، لخطبة حبيبته، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد شاءت الأقدار أن يحدث خلاف عائلي كبير بين الطرفين، فشلت معه كل محاولات الصلح لإتمام الارتباط بينهما، وكان قرار أسرة العروس هو الفيصل في رفض هذه الزيجة. وقع الانفصال بينهما قبل أن تبدأ حياتهما معاً، ومضى كل منهما في طريقه، ورغم محاولات الفتاة المستميتة لإتمام هذه الزيجة كان قرار العائلة حاسماً ونهائياً، أما الفتاة من جانبها، فمشكلتها كانت أكبر من مجرّد فسخ الخطوبة، فهي بالفعل متزوجة في السّر بحبيبها.. ماذا تفعل؟

جنّ جنونها، خصوصاً أن ورقتَي الزواج العرفي كانتا بحوزة حبيبها الذي أكد لها أن كل شيء قسمة ونصيب، ثم اختفى عن الأنظار بعد فسخ الخطوبة. حاولت الوصول إليه، لكنه اختفى تماماً، ولا أحد يعلم هل السبب هو حزنه الكبير، أم كان يفكر في الانتقام من أسرة العروس التي أهانته؟ أسئلة لم تكن لها إجابة واضحة في حينها، إلى أن انكشفت المفاجآت تباعاً.

الزوج المخدوع

على الجانب الآخر، كانت الفتاة الجميلة محطّ إعجاب جارها المحاسب الشاب، كان يرى فيها النموذج المثالي لفتاة أحلامه، مثقفة، جميلة، سمعتها وأسرتها من أفضل ما يكون. بعد فسخ خطبتها ببضعة أشهر تشجع وتقدم لخطبتها، وافقت الفتاة على مضض، خصوصاً أنها لم يكن عندها أيّ أسباب مُقنعه للرفض، وباركت أسرتها هذه الخطوبة، وتم تحديد موعد عقد القران والزفاف، في غضون أشهر قليلة، أما عن السر الكبير التي تحتفظ به الفتاة بين ضلوعها فلم يشغلها كثيراً، فبعد اختفاء حبيبها اعتبرت أن الموضوع قد انتهى.

عودة الزوج الغائب

فوجئت الزوجة الجميلة في أحد الأيام برسالة على هاتفها المحمول من حبيبها السابق، وبعد جدل وعتاب بين الطرفين، وشدّ وجذب، ولحظات من الحنين للماضي، طلبت الزوجة الجميلة من حبيبها السابق نسيانها، حيث إنها أصبحت زوجة لرجل يكنّ لها كل تقدير واحترام، إضافة إلى أنها حامل. لكنها فوجئت بحبيبها السابق يطلب منها الطلاق من زوجها، والعودة إليه. كان الأمر جنونياً، واعتبرته تهوّراً غير مأمون العواقب، ما دفعها لإغلاق الهاتف في وجهه، وبعد بضعة أيام، فوجئت للمرة الثانية برسالة وصور خاصة جمعت بينهما سابقاً، هدّدها إما بالانفصال عن زوجها والعودة إليه، وإما تدبير مبلغ مالي ضخم ثمناً لصمته، وإما ستكون الفضيحة مصيرها، هي وزوجها.

فضيحة منتظرة

كانت الزوجة الجميلة بين أحد أمرين، أحلاهما مُر، إما الطلاق من زوجها الحالي، والشرعي، والرسمي، الذي تزوجته أمام كل الناس، والذي يتعامل معها بكل حب واحترام، وإما حبيبها السابق الذي يهدّدها بالفضيحة المدوّية، إذا لم تمتثل لكلامه. لم يكن أمامها سوى طلب الطلاق لكنها في حاجة إلى أسباب قوية تدفعها إلى الطلاق، خصوصاً أن زوجها لم يقصّر معها، ويعاملها بمنتهى التفاهم. شرعت في تنفيذ خطتها المجنونة بتحريض من حبيبها، حيث اختلقت العلل والأعذار المختلفة، للابتعاد عن زوجها، وأصبحت عصبية بشكل مبالغ فيه، تثور وتغضب لأتفه الأسباب.

سجن الزوجية

تحوّل منزل الزوجية إلى سجن صغير تعيش فيه، طلبت الطلاق، ورفض زوجها هذا الكلام، جملة وتفصيلاً، حاول بشتى الطرق إرضاءها، لكن من دون جدوى، وصلت العلاقة بينهما إلى طريق مسدود، كان الزوج يشعر بأن هناك أمراً غريباً يحدث في الكواليس، هو سبب التغيّر المفاجئ لزوجته. وضعها تحت الرقابة المشدّدة، بدأ يعدّ عليها أنفاسها، ويراقب كل تحركاتها، حتى علم، بطريقة أو بأخرى، أنها تتحدث إلى أحد الأشخاص، خصوصاً بعدما نجح في التسلل إلى هاتفها، واختراقه، وشاهد العديد من الصور الخاصة جداً، التي تجمع بين زوجته وأحد الأشخاص في أوضاع مريبة، كما شاهد المحادثات التي تؤكد أن هناك شيئاً غامضاً، أما باقي الرسائل فكان يظهر أنها تمت إزالتها، ما يؤكد أن هناك شيئاً تخشى منه، لذلك قامت بحذفها.

تهديد بدعوى الزّنى

حاول الزوج أن يتحدث مع زوجته. منحها الفرصة الأخيرة لتبرئة نفسها، لكنها لم تكن تجيب عن أيٍّ من أسئلته، كانت في موقف صعب جداً أمام نظرات زوجها إليها، واتهامه لها بالخيانة على خلاف الحقيقة، وبين ماضيها الملوّث الكارثي. كل ما نطقت به هي طلبها الطلاق بهدوء، من دون أيّ فضائح، لكن هذا الكلام لم يعجب الزوج، مؤكداً إذا لم توضح له حقيقة علاقتها بهذا الشخص سيقيم دعوى زنى ضدها، أمام محكمة جنايات العاصمة. توسلت إليه الزوجة ألا يفضحها، مؤكدة له أن الأمر ليس كما يتصور، وأمام إصرار كل طرف على موقفه، وخوفاً من الفضيحة المدوية التي ستنال من سمعتها، وسمعة أسرتها، بل وعائلتها بالكامل، اختلقت قصة مختلفة بعض الشيء.

خطيبي السابق يبتزّني

أكدت الزوجة الجميلة لزوجها أن هذا الشخص هو خطيبها السابق ويحاول ابتزازها ومضايقتها منذ فترة، وهو سبب تغيّر حالتها المزاجية خلال الفترة الأخيرة من حياتهما الزوجية، مشيرة إلى أنها كانت تحاول الوصول معه إلى حلول مُرضية للطرفين حتى يتركها لحال سبيلها من دون جدوى، ما دفعها لطلب الطلاق خوفاً من أن ينفذ تهديده ويرسل هذه الصور التي جمعتهما معاً أثناء مدة الخطوبة، مشيرة إلى أن حبيبها السابق ساومها بين الطلاق، أو دفع مبلغ مالي ضخم لا تمتلكه، أو فضحِها أمام الجميع.

بلاغ من الزوج المخدوع

جنّ جنون الزوج وهو يسمع هذا الكلام، ما دفعه إلى الذهاب إلى قسم شرطة العاصمة، وحرّر محضراً يفيد بقيام أحد الأشخاص بابتزاز زوجته، وتهديدها، وترويعها. تم استدعاء الزوجة للتحقيق معها، والاستماع لأقوالها، حيث أكدت صحة بلاغ الزوج، كما أدلت بمعلومات تفصيلية عن خطيبها السابق الذي قلب حياتها رأساً على عقب، وهدّدها بالفضيحة، محاولاً ابتزازها.

على الفور تم تسيير مأمورية أمنية لسرعة القبض على المتهم بتهمة الابتزاز الإلكتروني، والترويع، والتهديد بالفضيحة، حيث تمت مواجهته بما هو منسوب إليه، والذي انكره تماماً بالأدلّة، والمستندات، والقرائن، بل فجّر مفاجأة من العيار الثقيل صدمت الجميع، حيث أكد أن هذه السيدة زوجته، ومعه كل الأدلّة التي تثبت صحة كلامه، حيث أظهر ورقتَي الزواج العرفي بينهما، وأظهر مجموعة من الصور التي جمعتهما معاً، برضاها، من بينها صور «سيلفي» تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أن الأمور بينهما كانت على ما يرام، مؤكداً أنه لم يطلقها، وبالتالي يكون زواجها من زوجها الحالي باطلاً.

زوجتي على ذمّة رجل آخر

لم يكن هذا الكلام صادماً فقط، إنما كان كالزلزال الذي قضى على الأخضر واليابس. انتابت الزوج ثورة عارمة، كان مثل الثور الهائج، لم يتمالك أعصابه، وانهال على زوجته صفعاً وضرباً وسباباً، واتهمها بخداعه، والكذب عليه لأنه كان يحبها بصدق، لكن المشكلة الحقيقة أن الزوج شكّ في كل شيء حتى في حمل زوجته منه، فلم يعد يعرف هل ما تحمله في بطنها هو نجله، أم لا. تلاعبت الأفكار الشيطانية بعقله، ما دفعه لتقديم بلاغ ضدها، يفيد بالجمع بين زوجين، مشيراً إلى أنها تزوجته رسمياً، على الرغم من أنها في عصمة رجل آخر، وقدّم كل ما تحت يده من مستندات تؤكد صحة كلامه، كما أنكر علاقته بحمل زوجته، لحين إثبات هذا الأمر.

كانت الزوجة الشابة الجميلة تخشى من الفضيحة، والآن انكشف المستور، وانقلب السحر على الساحر.. أصبحت سمعتها على المحك، حيث علم الجميع بهذه التفاصيل المخزية، ولم يتعاطف معها أيّ شخص. تمت إحالتها، وزوجها العرفي، إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسها 15 يوماً على ذمة القضية، كما أمرت بانتداب الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على كليهما.. لم يكن هذا كل شيء، وإنما أصبح على النيابة انتظار وضع الزوجة طفلها لإثبات نسبه، بعدما تبرأ الزوج الشرعي من حمل زوجته، مؤكداً أن ما بُني على باطل فهو باطل.

مُعضلة قانونية، ومأساة إنسانية، وفضيحة مدوّية طالت الجميع، ولا أحد يعلم ماذا تخبّئ الأيام المقبلة لجميع الأطراف..

* إعداد: كريم سليمان