12 مايو 2025

آمنة وحمدة القبيسي: قدمنا صورة مختلفة وجديدة عن المرأة الإماراتية

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

في عالم رياضة السيارات، حيث السرعة والتحدي هما العنوان الأبرز، تبرز قصص ملهمة لفتيات شققن طريقهن نحو القمة، متحديات كل الصعاب.. حمدة وآمنة، شقيقتان إماراتيتان، سطع نجمهما في سماء سباقات الفورمولا، وكتبتا اسميهما بأحرف من ذهب في سجلات هذه الرياضة.

في هذا الحوار، نغوص في رحلتهما الاستثنائية، ونستكشف كيف بدأتا مسيرتهما في عالم سباقات الفورمولا:

آمنة وحمد القبيسي
آمنة وحمد القبيسي


بدأتما رحلتكما في عالم سباقات الفورمولا في سِن مبكر.. كيف تصفان تجربتكما؟

نظراً إلى هيمنة الرجال على هذه الرياضة، في البداية واجهنا صعوبة في الحصول على موقعنا فيها، بل شعرنا بأننا لا ننتمي إلى هذا المجال. لكن مع مرور الوقت، ومن خلال إثبات قدراتنا على الحلبة، والتركيز على شغفنا، اكتسبنا الثقة بأنفسنا، وسرعان ما انعكس ذلك على أدائنا ونتائجنا، وانعكست على حياتنا اليومية، مثل الانضباط والإصرار، والتحكم في مشاعرنا عند مواجهة التحدّيات، والمحافظة على هدوئنا عندما لا تسير الأمور كما نريد.
فخلال مسيرتنا، واجهنا تحدّيات عدّة، أبرزها كسب احترام المتسابقين الآخرين على الحلبة، وتأمين الرعاية من جهات تؤمن بقدراتنا، وتدفعنا نحو التقدم.

مجلة كل الأسرة

ما شعوركما عند التنافس في سباقات الفورمولا؟

التسابق يمنحنا إحساساً لا مثيل له بالتحدي، وتخطي إمكاناتنا. فهي تجربة مُرضية للغاية عندما نتمكن من اجتياز منعطف بدقة مثالية، أو تحسين أوقات لفّاتنا، وإبراز أقصى طاقتنا على الحلبة. ومن بين اللحظات التي ستبقى محفورة في ذاكرتنا، هو تحقيق إنجاز تاريخي، ومن المحطات المميزة أيضاً، أن نخوض سباقات إلى جانب بعضنا البعض كشقيقات، حيث نتشارك شغفنا العميق برياضة السيارات في تجربة استثنائية.

ما روتينكما اليومي أثناء الاستعداد للسباقات؟

نلتزم ببرنامج تدريبي صارم يشمل حصّتين يومياً، مع تخصيص بعض الأيام للراحة والتعافي، الأمر الذي يعزز أدائنا بشكل مستمر، كما يضمن أن نبقى في قمة تركيزينا ولياقتنا، من دون أن يؤثر الإرهاق في أدائنا خلال السباقات.

كيف أثّرتما في الفتيات ليخضن تجربة سباقات الفورمولا؟

لكوننا من أوليات النساء اللواتي شاركن في رياضة السيارات في المنطقة، قدمنا صورة مختلفة وجديدة عن المرأة في مجال يهيمن عليه الرجال. ونشعر أننا مهّدنا الطريق أمام نساء أخريات لملاحقة شغفهنّ بعالم رياضة السيارات. ونعتقد أن شخصاً واحداً يمكن أن يكون بداية لتغيير إيجابي يتحدّى المحظورات، ليصبح مصدر إلهام للآخرين.

ما أهمية توفر رعاة وداعمين لمسيرتكما الرياضية؟

الأمر هام لضمان الاستمرارية والتطوّر، فقد كنا نبحث عن شركاء لدعم مسيرتنا في عالم السباقات، ونحن ممتنتان جداً لأننا تواصلنا مع AKCEL GP، هذه الشراكة ستمنحني الفرصة للاستمرار في تطوير مسيرتي في رياضة السيارات، ونفخر بأن نكون جزءاً من رؤيتها، وأهدافها وطموحاتها الملهمة، ونحن متحمستان جداً لتحقيقها معاً. 

حمدة القبيسي
حمدة القبيسي

تجربة حمدة القبيسي

وحول تجربة حمدة القبيسي،كأول امرأة في تاريخ بطولة الفورمولا 4 الإيطالية تصعد إلى منصة التتويج، أوضحت «شعرتُ بأنني أعيش حلماً. قبل ذلك السباق، بذلت جهداً هائلاً لتحقيق نتائج متميزة على الحلبة. واجهتُ تحديات كثيرة، بخاصة في ما يتعلق بثقتي بنفسي. أحياناً، تحتاج إلى خوض أصعب التجارب لتتمكن من العودة بقوة وتقديم أفضل ما لديك. في تلك اللحظة، شعرت بأن عبئاً كبيراً قد زال عن كاهلي، وأن كل العمل الشاق قد أتى بثماره».

كما سألنا أيضاً حمدة عن أبرز الإنجازات التي حققتها في مسيرتها الرياضية حتى الآن، فقالت:

  • بطولة الفورمولا 4 الإماراتية (2020 و2021)
  • 9 مراكز أولى، 17 منصة تتويج، 6 انتصارات
  • بطولة الفورمولا 4 الإيطالية (2021)
  • منصة تتويج واحدة
  • أكاديمية الفورمولا 1 (المركز الثالث في الترتيب العام)
  • 4 انتصارات، 5 منصات تتويج
  • أكاديمية الفورمولا 1 مع فريق ريد بول ريسينغ (المركز الخامس في البطولة، مع الحصول على نقاط رخصة السوبر)
  • 3 منصات تتويج.
مجلة كل الأسرة

تجربة آمنة القبيسي

من جهتها، أوضحت آمنة شعورها كأوّل امرأة من الشرق الأوسط تشارك في برنامج اختبارات سباقات الفورمولا إي، «كان ذلك شرفاً عظيماً ومحطة بارزة في مسيرتي المهنية. فقد كان تمثيل الشرق الأوسط على هذا المستوى العالمي حلماً قد تحقق، وأعتز بأن أكون جزءاً من هذه اللحظة التاريخية. وآمل أن يسهم ذلك في إلهام المزيد من النساء في المنطقة، وتحفيزهنّ على خوض عالم رياضة السيارات، ما يعكس أن الإصرار يحقق المستحيل».

بالنسبة لك، آمنة، كيف أثّر والدك، بصفته بطلاً في سباقات التحمّل، في مسيرتك المهنية؟

كان والدي أعظم مُعلّم لي، ومصدر إلهامي، فقد أسهم في تدريبي على المضمار، وقام بتوجيهي خلال تحدّيات هذه الرياضة، كما لعب دوراً محورياً في رسم ملامح مسيرتي المهنية، حيث شكلت خبرته وحكمته ودعمه المستمر الأساس لرحلتي.

وبشكل عام، فقد ساندتني عائلتي طوال مسيرتي المهنية، سواء من خلال تشجيعها، وحضورها سباقات نهاية الأسبوع، أو تقديم النصائح في اللحظات الصعبة، فقد كان دعمها متواصلاً على الصعيدين، الجسدي والمعنوي، ومنحني إيمانها بي دافعاً حفزني على تجاوز الحدود، والسعي وراء تحقيق أحلامي في عالم رياضة السيارات.

في عالم رياضة السيارات، حيث السرعة والتحدّي هما العنوان الأبرز، تبرز قصص ملهمة لفتاتين شقّتا طريقهما نحو القمّة، متحدّيتين كل الصعاب.. إنهما حمدة وآمنة، شقيقتان إماراتيتان، سطع نجمهما في سماء سباقات الفورمولا، وكتبتا اسميهما بأحرف من ذهب في سجلات هذه الرياضة.

* تصوير: محمد السماني