27 أبريل 2025

عليا آل علي: دراستي تناولت تحديات التوطين في القطاع الخاص

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

نشأت عليا آل علي، في بيت تعليميّ بامتياز؛ في كنف أسرة مثقفة، تعتز بالعلم، وترى فيه اللبنة الأولى لبناء الإنسان والمجتمع. كان والداها دوماً يؤمنان بأن التعليم هو الاستثمار الحقيقي، وأن تمكين الفتاة يبدأ من تمكين فكرها. من هذا المبدأ، بدأت رحلة عليا التي امتدت من صفوف الدراسة في الدولة، مروراً بمراحل أكاديمية ومهنية متعدّدة، لتصل اليوم إلى موقع عالميّ، لكونها أول إماراتية تنضم إلى فريق Global Investor Access، في بنك HSBC على مستوى الشرق الأوسط، والعالم.

لماذا اخترت هذا المسار المهني؟

لأنه يمثل تحدّياً حقيقياً، وشغفاً شخصياً، ولطالما آمنت بأن الاقتصاد هو لغة المستقبل، وأن على أبناء هذا الوطن أن يكونوا في طليعة من يتحدث بها. اليوم، أعمل ضمن فريق يُعنى بفتح أبواب الاستثمار العالمي إلى منطقتنا، من خلال ربط المستثمرين الدوليين بالفرص الاستثمارية في الشرق الأوسط، وجنوب إفريقيا، مع تركيز استراتيجي على الأسواق المحورية، مثل الإمارات والسعودية، باعتبارها مراكز ثقل إقليمي تنبض بالحيوية، والرؤية الاقتصادية المستقبلية.

مجلة كل الأسرة

ما التخصصات العلمية التي أهّلتك للعمل في قطاع البنوك؟

دراستي الأكاديمية، وبحوثي، ركزت على الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، وكيف يمكن للمنطقة أن تستفيد من حركة رأس المال العالمي. وكان من أبرز محطاتي العلمية رسالة الماجستير التي تناولت تحدّيات التوطين في القطاع الخاص، وتحديداً في القطاع المصرفي الدولي، ودور القيادة المستدامة في صياغة حلول حقيقية. واليوم، أعمل على تطبيق هذه الرؤية بشكل عملي في موقعي الحالي، وأسعى، باستمرار، لتطوير نفسي ومهاراتي، ومواكبة التغيّرات المتسارعة في عالم الاستثمار العالمي.

ولأني أؤمن بأن التعلّم لا يتوقف، أستعد لخوض تجربة مهنية جديدة ضمن برنامج إماراتي متميز، قريباً، مدّتها ثلاثة أشهر في هونغ كونغ، أعمل خلالها ضمن مهمة تخصصية دولية، وأتعلم أفضل الممارسات العالمية، وأعود بعدها إلى الإمارات بحزمة من المعارف الثقافية، والخبرات المهنية، والرؤى المتقدمة، لأُسهم بها في تطوير بيئة العمل والاستثمار في وطني.

حدثينا أكثر عن المهام التي تقومين بها؟

دوري يتماشى مع رؤية الإمارات 2031 التي تسعى لترسيخ اقتصاد معرفي ومستدام، ويخدم الأجندة الوطنية الاقتصادية الهادفة إلى تعزيز جاذبية الدولة كمركز استثماري عالمي. أؤمن بأن دبي ليست مركزاً مالياً إقليمياً فقط، بل مرشحة قوية لتكون مركزاً اقتصادياً عالمياً (Global Economic Hub)، وهو ما أراه يتحقق يوماً بعد يوم، من خلال نماذج ناجحة في مؤسسات دولية مثل «إتش إس بي سي».

مجلة كل الأسرة

ما الدور الذي تقومين به كرئيسة لمجلس الشباب في «إتش إس بي سي»؟

من هذا المنطلق، لا يقتصر دوري على الجانب الاستثماري فقط، بل أتشرف أيضاً بقيادة مجلس شباب HSBC، إلى جانب كوني مديرة لجنة الأجيال، وهي مسؤولية أعتبرها امتداداً طبيعياً لقيمي الشخصية، إذ أؤمن بأهمية دمج الطاقات الشابة مع الخبرات المتنوعة، لخلق بيئة عمل مبتكرة وشاملة، تعزز من التفاعل بين الأجيال، وتفتح آفاق الإبداع والتكامل في القطاع المالي.

ما المسؤولية التي تشعرين بها كأول إماراتية تعمل في هذا القطاع؟

لقد تلقيت دعماً كبيراً من أسرتي، وأخصّ بالذكر والدتي ووالدي، اللذين غرسا فيّ حب الطموح، وحسن الاختيار، واحترام التخصص.. و«كوني الأولى لا يعني أن أكون وحيدة، بل أن أفتح الباب لمن يأتي بعدي»، هذه عبارة أردّدها دائماً في داخلي، وأعتبرها جزءاً من مسؤوليتي تجاه الأجيال القادمة، خاصة الشابات الإماراتيات المقبلات على سوق العمل.

مجلة كل الأسرة

كيف تشجعين الشباب الإماراتي على العمل في القطاع الخاص؟

أدعو شباب الإمارات، وأوجه لهم من القلب: لا تتردّدوا في خوض غمار القطاع الخاص. فهناك من يظن أن النجاح مرتبط بالمناصب الحكومية، أو المؤسسات المحلية فقط، لكن الحقيقة أن القطاع الخاص مملوء بالتحدّيات التي تُصقل المهارات، وتفتح آفاقاً غير محدودة من المعرفة والتطور. الإمارات اليوم لا تبني اقتصادها على الثروات فقط، بل على الكوادر الوطنية المؤهلة، من المواطنين والمقيمين، الذين يملكون خبرات متنوعة ومتكاملة، تصنع الفارق في جميع المحافل، والمجالات.

مجلة كل الأسرة

ما التقديرات التي حصلت عليها؟

من أبرز المحطات التي أفتخر بها، حصولي على عدة تكريمات، داخلية وخارجية، تقديراً لمبادراتي في مجالات الاستدامة، والتنوّع، وتمكين الشباب. ومن الإنجازات التي أعتز بها، مساهمتي في تطوير خطط استثمارية استقطبت اهتمام مستثمرين عالميين، ما كان له أثر مباشر في رفع جاذبية الأسواق المحلية، ودعم أهداف الدولة في بناء اقتصاد تنافسي عالمي.

وفي محطة شخصية مميّزة، يبقى أقرب التكريمات إلى قلبي هو اختياري ضمن برنامج برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وهي لحظة لا تُنسى، حملت لي رسالة تقدير من وطني، ومسؤولية أكبر تجاه تمثيله، في الداخل والخارج.