استطاع سائق يعمل لدى مالك إحدى الشركات التجارية، سرقة مبلغ مالي ضخم منه، بالتعاون والتنسيق مع صديق له، لكن آماله في الاستفادة من المبلغ باءت بالفشل، بعد أن أخفقت خطة هروبه، في اللحظة الأخيرة.
تفاصيل خطة السائق «المُثيرة والخبيثة» وكيف فشلت، اطّلعت «كل الأسرة» عليها من حكم قضائي صدر بحقه بعد إدانته بالجريمة:
تعود تفاصيل القصة إلى أن السائق نمى إلى علمه، في أحد الأيام، أن مالك الشركة كلف المحاسب باستلام مبلغ مالي قدره مليون و340 ألفاً و83 درهماً، من إحدى الشركات التي يتعامل معها.
قيمة المبلغ الضخم دفعت السائق إلى التفكير في طريقة لسرقته، والاستيلاء عليه، وأخذت الفكرة تدور في رأسه بشكل جدّي للغاية، بخاصة مع علمه بأنه الوحيد الذي سيرافق المحاسب من أجل جلب المبلغ.
توجه السائق إلى أحد أصدقائه، وعرض عليه مساعدته على سرقة المبلغ المالي الضخم، وتقاسمه، فوافق الصديق الذي طمع هو الآخر في قيمة المبلغ، والرقم الكبير.
يوم استلام المبلغ
في يوم استلام المبلغ، توجه السائق برفقة المحاسب إلى الشركة المقصودة، فنزل الأخير، وقابل صاحب الشركة، وجلب برفقته المبلغ المالي، ثم صعد إلى السيارة.
يروي المحاسب تفاصيل ما حدث بعد ذلك، فيقول «جلست بجوار السائق، ووضعت الحقيبة على جانبي الأيسر، ثم قُمت بارتداء حزام الأمان، وطلبت منه التوجه إلى مقر سكن مالك الشركة لتسليمه المال».
وتابع «أثناء الطريق، كان السائق يستخدم هاتفه الخاص، ولا أتذكر ما إذا كان قد تواصل مع شخص آخر، لكن بعد نحو 15 إلى 20 دقيقة، أوقف السيارة في أحد المواقف، وأبلغني أنه سينزل لمدة دقيقتين وسيعود».
عادة وبرفقته «مجهول»
لم يأبه المحاسب لتصرف السائق، واستمر في الجلوس داخل السيارة، وإجراء المكالمات الهاتفية، إلى أن عاد السائق، وكان برفقته «صديقه» الذي ظهر من أجل تنفيذ الجريمة.
يقول المحاسب «بعد دقائق، حضر السائق وبرفقته شخص مجهول، لا أعرفه، وفجأة أقدم هذا المجهول على سحب حزام الأمان الذي كنت أرتديه، وشدّه حول عنقي، ثم أقدم الاثنان على سحب يديّ إلى خلف الكرسي، وتقييدي بواسطة حبل قماشي».
استطاع السائق وصديقه مُباغتة المحاسب والسيطرة عليه، ويضيف المحاسب «بعد تقييدي، نزل المجهول، وبقي السائق معي في السيارة، فباشرت في الصراخ حتى يلتفت الناس نحونا، إلا أنه أقدم على رفع صوت الراديو حتى لا يسمعني أحد، ثم أخذ هاتفي النقال ووضعه في وضعية الصمت، ورماه في الصندوق الخلفي للسيارة».
وتابع «عقب ذلك، خرج السائق من السيارة، ولاذ بالفرار، فيما مكثت في السيارة لمدة تقارب الساعة ونصف الساعة، وأنا أحاول الاستنجاد بالمارّة، ولكن لم يساعدني أحد، وبعد محاولات عدّة، تمكنت من الضغط على زر حزام الأمان وفتحه، ما مكنني من النهوض وإخراج يدي من خلف الكرسي، والتخلص من الحبل القماشي».
بلاغ وإحباط الهروب
على الفور، توجه المحاسب إلى هاتفه النقال، وأخرجه من صندوق السيارة، ثم اتصل مباشرة بمالك الشركة، وأبلغه خيانة السائق، وسرقة المال، ثم انطلق الاثنان إلى مركز الشرطة، وقدّما بلاغاً بالواقعة.
عمّمت الشرطة اسم السائق على المنافذ الحدودية، وبالفعل، تبيّن أنه كان يسعى إلى مغادرة الدولة عبر المطار، ليتم إلقاء القبض عليه في اللحظات الأخيرة، وإعادة المال إلى مالكه.
اعتراف بالجريمة
أقرّ السائق في تحقيقات النيابة العامة بأنه مذنب، مشيراً إلى أنه يعمل لدى مالك الشركة، وأنه كُلّف مع المحاسب بالذهاب لاستلام مبلغ مالي، وراودته فكرة سرقة المال بالتنسيق مع صديقه، وأقدما على تقييد المحاسب داخل السيارة.
وأكد السائق أنه أقدم على تقييد المحاسب حتى لا يتمكن من منعه من الاستيلاء على الحقيبة التي تحتوي على المبلغ المالي، مشيراً إلى أنه أخذ الحقيبة وهرب بعد أن حجز تذكرة طيران، لكن تم إلقاء القبض عليه.
لائحة اتهام.. وعقوبة تصل إلى المؤبد
بعد ضبطه، وجّهت النيابة العامة إلى السائق، أمام الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، تهمة «حجز المحاسب، وحرمانه من حريته برفقة صديقه المجهول، لغرض الكسب المالي وسرقة المبلغ الضخم».
وطالبت النيابة العامة بمعاقبة السائق عملاً بالمادة 395، ضمن بنودها، الأول والثاني والثالث، من المرسوم بقانون الجرائم والعقوبات الاتحادي رقم 31 لسنة 2021، والتي تصل العقوبة فيها إلى السجن المؤبد.
التنازل أنقذه من المؤبد
أمام هذه العقوبة المشدّدة، وخلال فترة المحاكمة، استطاع السائق استعطاف مالك الشركة، والحصول على تنازل منه عن القضية، وعن حقه الشخصي، بعد استعادته المال، فيما أخذت المحكمة بهذا التنازل، وقرّرت تخفيض العقوبة ضمن الحدود القانونية، واكتفت بحبس السائق لمدة 6 أشهر، وأمرت بإبعاده عن الدولة بعد قضاء مدة الحكم.