فيلم «باحة سالم»، إخراج غاري داوبرمان (الولايات المتحدة- 2024) هو اقتباس آخر عن واحدة من أكثر أعمال الروائي ستيفن كينغ شهرة. تدور حول كاتب، اسمه بن ميرز (لويس بولمان)، يعود إلى البلدة الصغيرة التي وُلد فيها بحثاً عن الإلهام، بعدما فشلت رواياته الأخيرة في تحقيق المبيعات ، وهي بداية قريبة من بداية فيلم The Shining حول ذلك الكاتب الذي يقصد العزلة في مكان ناء بحثاً عن الإلهام.
يقصد مكتبة البلدة، ويقضي فيها الكثير من الوقت، ما يجعله حديث البلدة. هناك يتعرّف إلى سوزان (مكنزي لي)، والإثنان يتحابّان، ويصبحان معاً حديث البلدة.
الأمور ستتعقد بعد اختفاء صبي، ومقتل آخر. الظنون تحوم حول الكاتب لكون البلدة كانت آمنة إلى أن وصل هو إليها. وبينما عليه تبرئة نفسه، والبحث عن مخرج آمن له، ولمن يحب، على الفيلم أن يصل إلى تلك المناطق العويصة، حيث لا تكفي الحكاية لإحداث الرعب المنشود، بل على المخرج ابتكارها بأسلوب فعّال.
يكاد المخرج أن يفعل ذلك، وهناك دراية لا بأس بها في هذا الشأن، بما في ذلك توفير بداية واعدة تستفيد من تأسيس الشخصيات، والأماكن. لكن الموضوع لا يسير على نحو حثيث، بل يصرف الكثير من الوقت في التمهيد، والإيحاء بما هو قادم. وهذا المنوال يستمر لفترة أطول من المفترض، حتى إذا ما وصل الفيلم إلى ذروته خسر أنيابه، وتحوّل إلى سرد ميكانيكي. أفضل ما في الفيلم نفحات ناجحة لوصف الأماكن المعتمة، وبضعة مشاهد تحيط بالخطر الذي تتعرّض له الشخصيّتان الرئيسيّتان.