28 ديسمبر 2025

ليلى غفران: أعود بعد أن بحثت عن الغناء ولم أجده..!!

متعاونة من مكتب بيروت

مجلة كل الأسرة

بدأت الفنانة المغربية ليلى غفران مشوارها الفني في ريعان الشباب، اجتهدت ونوّعت في اختيارتها الفنية، وأطلقت العديد من الألبومات، وعُرفت بلقب «ملكة الأغنية الدرامية»، و«سلطانة الطرب العربي»، إذ صالت وجالت في الوطن العربي، وحققت نجومية واسعة طالما حلمت بها بعد إطلاق ما يقرب 13 ألبوماً غنائياً، ونحو 120 أغنية، لكن الظروف الصحية، والصدمة الكبرى بعد مقتل ابنتها هبة، أدّت إلى غيابها القسري عن الساحة الفنية.

مجلة كل الأسرة

اليوم، تعود ليلى غفران بانطلاقة جديدة، اختارت أن تكون من بيروت، المدينة التي طالما احتضنت النجوم، وكانت منصة للعودة والتجدّد، حاملة في صوتها النابع من الألم والحنين وعداً لجمهورها بمواصلة العطاء بطريقتها الفريدة ، بإدارة سيدة الأعمال رانيا عثمان، التي دعت الإعلاميين إلى حضور مؤتمر صحفي، تمّ فيه الإعلان رسمياً، عن انطلاقتها الجديدة، كما تمّ تكريمها بدرع تكريمية قدّمتها لها رانية باسمها، واسم نقابة المزينين في لبنان.

وعلى هامش المؤتمر التقينا الفنانة القديرة، وسألناها:

بعد رحيل ابنتك مررت بحالة كآبة أبعدتك عن الناس والوسط الفني، ما الذي أعادك اليوم؟

كل شيء يولد صغيراً ويكبر، إلّا الحزن يولد كبيراً، ويصغر، وليس معنى ذلك أني نسيت، أو أن الجرح قد شُفي، ولكني بعد مرحلة من العذاب وإدمان الأدوية المهدئة، التي لم أجدها حلاً، جلست مع نفسي وقلت لا بُدّ أن أعود قوية كما تعرفني، وكما تريدني ابنتي، ولو كانت على قيد الحياة لما قبلت أن أعتزل فني، فلملمت نفسي، وقررت الانطلاق من جديد.

قرار العودة إلى الساحة الفنية اليوم كان قرارك، أم أن الصدفة فيه لعبت دورها؟

كان قراري طبعاً، والسبب أني كنت أبحث عن الغناء فلا أجده.

مجلة كل الأسرة

ولكن الساحة ملأى؟

أين ؟... هناك أغاني تضرب لفترة، ثم تختفي مع أصحابها، وهذا ما دفعني إلى العودة بشدّة، لإسعاد نفسي والناس.

 خلال فترة غيابك اختلفت موضة الغناء، فكيف ستحاولين التوفيق بينها وبين ذوقك الخاص الضارب في الأصالة؟

الأصالة لا يمكن أن تختلف، ومهما غابت ستعود، لأنه لا يصحّ إلّا الصحيح، وما تتم سرقته من الغرب ليس لنا، فنحن لنا شرقيتنا، ومقاماتنا الجميلة الرائعة التي يجب أن نحافظ عليها.

نحن من أرغم الجمهور على إفساد ذوقه بما أعطيناه

 هذا يعني أنك لست مع مقولة «الجمهور عايز كده»؟

نحن من أرغم الجمهور على إفساد ذوقه بما أعطيناه، والدليل النجاح المدوّي لأغنيات فضل شاكر الأخيرة التي لم يُساير فيها الموضة.

تحبين التعامل مع فضل في أغنية ثنائية؟

أتمنى ذلك بعد أن يفك الله كربه، خصوصاً أني سأكون متواجدة بشكل شبه دائم في لبنان، إن لم أستقرّ فيه.

تحاولين اغتنام الفرصة؟

لطالما اغتنمت فرصة كل عمل جيد، ولم أكن أفوّت استغلاله بغية النجاح.

مجلة كل الأسرة

تعرّضت لمحاربات من الوسط الفني؟

تعرضت لأشياء كثيرة صعبة في حياتي، لا يمكن لأحد أن يتحمّلها، وليس في الوسط الفني فقط، ولكني رميتها كلها خلف ظهري، خصوصاً بعد وفاة ابنتي، حيث صغرت كل الأشياء في عيني، ولم يعد في هذه الدنيا ما يستحق الوقوف عنده.

تلاشى حبّك للشهرة والمال والجاه؟

كل هذه الأشياء جاءت نتيجة الاجتهاد والعمل، ولم تكن غاية بحد ذاتها، وهي كانت مثل المدّ والجزر في حياتي، يوم لك ويوم عليك، والمال الذي جنيته في فترة معيّنة خسرته في مرحلة ثانية تعرّضت فيها للابتزاز من أجل ابنتي.

ذهب تعب السنين؟

إلى حد ما، ولكن الأمور ماشية بالستر، ولديّ ما يكفيني، فأنا قنوعة، ولا ألهث وراء المال، لأن أحداً لا يأخذ معه شيئاً.

 سامحت من ظلمك؟

أبداً... أنا من جنس البشر، أولاً وأخيراً، ولا أدّعي أني ملاك، والظلم الذي تعرّضت له كان كبيراً.

مجلة كل الأسرة

تحاولين ترجمة معاناتك في أغنية؟

لا، بل أحاول ترجمة معاناة النساء جميعاً في الوطن العربي .

عندما تزورين شاعراً أو ملحناً تختارين من أدراجه، أم تطلبين منه تفصيل أغنية على مقاسك وبشروطك؟

في البداية أستمع إلى النماذج الموجودة في الأدراج، فقد أجد الفكرة التي تعجبني، لأنه لكل ملحن أو مؤلف وجهة نظر وفلسفة قد نجدها في الأغنية، من دون أن نبحث عنها، وإذا لم أجد قد أطرح فكرة معيّنة لتنفيذها.

 تركزين على اللحن أأ الكلمة ؟

الكلمة كانت وتبقى قبل كل شيء، وهي تحدّد اللحن ليأتي التوزيع مكمّلاً الباقة الفنية .

أنا إنسانة لا تجيد التمثيل، لا في الحياة ولا في الأعمال، لأني حقيقية في كل شيء

نعيش اليوم عصر المنصات والدراما، هل تفكّرين في التمثيل؟

أبداً، فأنا أشعر بأن مجال التمثيل غير حقيقي، وأنا إنسانة لا تجيد التمثيل، لا في الحياة ولا في الأعمال، لأني حقيقية في كل شيء، أما الغناء فهو ينبع من القلب، والإحساس، والوجدان، لذلك أعطي كل ما في داخلي حين أؤديه، وإذا أردت الاقتراب من مجاله فسيكون في مجال تترات المسلسلات.

هل تتعمدين تمرير رسائل معينة في أغانيك؟

في بعض الأحيان، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالمرأة وحقوقها، لأني متعصّبة للمرأة العربية التي لا تزال تعاني في مجال تحصيل حقوقها الضائعة.

ولكن المرأة اليوم حصلت على كثير من حقوقها؟

ولكنها لم تحصل بعد على كامل حقوقها، خصوصاً أنها تعيش ضغطاً عملياً كبيراً مع الخروج إلى سوق العمل، بموازاة العمل المنزلي والاهتمام بالأسرة.

لذلك اخترت أغنية «المرأة القوية» من الشاعر الغنائي طوني أبي كرم؟

كان اختيار هذه الأغنية لأنها لبنانية أولاً، وأنا متحمّسة جداً لخوض تجربة الغناء بهذه اللهجة التي أخوضها للمرّة الأولى، وثانياً لأن موضوعها أعجبني.

مجلة كل الأسرة

 هل العودة ستحمل معها ألبوماً كاملاً يعوّض عن الغياب، أم أغاني منفردة؟

سأتركها للظروف.

من ينافسك فنياً؟

لا أحد، فلكل فنان بصمته الخاصة، وهوية لا يمكن أن يُشبه فيها الآخر، فالساحة الفنية كالحديقة التي تتنوع فيها الأزهار ولكل زهرة شكل، ولون، ورائحة، وبصراحة، أنا بحثت عن صوت يشبه صوتي، فلم أجد.

 من تحبين من الأصوات الموجودة على الساحة اليوم؟

أعشق صوت آمال ماهر، وشيرين.