تنشغل الفنانة ماريتا الحلاني بالتحضير لمجموعة من الأعمال الجديدة، بعدما تجاوزت أزمة طلاقها، وتقول إنها أصبحت مهيّأة لممارسة حياتها الفنية بشكل أنضج، تمثيلاً وغناء. ماريتا تؤكد أنها مرت بمراحل فنية كثيرة، منذ انطلاقتها وحتى اليوم، وتشير إلى أنها لا تزال في طور التغيير، واعدة نفسها، وجمهورها، بالكثير من المفاجآت لأنها لا تحب أن تكون شخصاً عادياً.
هل يمكن القول إنك تغيّرت على المستويين، الفني والشخصي، بعد الطلاق؟
التغيير يتحقق من خلال الخبرة التي نعيشها ونكتسبها في الحياة، لكن الشخصية لا تتغير تماماً، بل يظل الطبع والسمات الأساسية كما هي، لكن مع الخبرة تصبح رؤيتنا للحياة مختلفة، وتصبح الشخصية أقوى وأفضل، وحتماً سينعكس كل هذا على فني، لأنني أحبه حقيقياً، صادقاً، ونابعاً من القلب.
وما عدد المراحل الفنية التي مررت بها منذ انطلاقتكِ وحتى اليوم؟
صراحة، مررتُ بمراحل كثيرة، وكنتُ دائمة التجربة. وإذا أردتُ اختزال مسيرتي الفنية، سأقول إنني ما زلت في طور التغيير، وسأستمر في مفاجأة نفسي، ومفاجأة الجمهور بما سأقدمه. لا أحب أن أكون شخصاً عادياً، بل أحب التجربة، وتقديم عنصر المفاجأة في أعمالي.
إذن، لا يمكن توقع ما ستقدمينه لاحقاً؟ وربما نراكِ في إطار غير متوقع؟
أنا دائماً أرى نفسي شخصاً غير متوقع.
شاركتُ مع جمعيات في حملات توعية تخص قضايا المرأة وهذا الأمر يعزز من قدرتي على المساعدة
تحبين المفاجأة. هل يمكن أن نراكِ الآن في دور الفنانة المناصرة لقضايا المرأة التي تقدم لها رسائل توعوية، وهذا ما تبلور في مقابلاتكِ الأخيرة؟
في الواقع، آخر ثلاث أغان قدمتُها كانت كل واحدة منها تحمل رسالة، وجميعها تكمل بعضها بعضاً، والصورة بدأت تتضح أكثر، ونحن فريق عمل كبير نعمل وفق خطة محدّدة. وبالتأكيد، لطالما كانت المرأة عنصراً أساسياً في ما أقدمه، وهذه ليست المرة الأولى التي أفعل ذلك، فقد قدمتُ سابقاً أغنية «أنا بنت»، وأغنية «ما فيك تنسى» التي تناولت العلاقات الإنسانية. كما شاركتُ مع جمعيات كثيرة في حملات توعية تخص قضايا المرأة. وهذا الأمر يعزز من قدرتي على المساعدة، بخاصة بعد الأصداء التي حققتها أغانيّ الأخيرة والرسائل التي وصلتني من فتيات يمررن بنفس الحالات، وشعرتُ بمسؤولية كبيرة حين رأيتُ تفاعل المجتمع والناس معي، وكما قلتِ، أصبحت لديّ قضية.
حسناً، ما هي القضايا النسائية التي تفضلين الحديث عنها؟
يهمني كامرأة، لبنانية وعربية، وضع المرأة في مجتمعاتنا، كما تهمني الأسرة والوطن، وأن نكون جميعاً بخير في لبنان.. هناك مواضيع كثيرة يمكن تناولها في أعمالي.
وهل تطمحين إلى أن تكوني قدوة لفتيات ونساء جيلك؟
نعم بالتأكيد، وهذا حدث معي من دون تخطيط مسبق، حيث وجدتُ نفسي قادرة على أن أكون مؤثرة، ولهذا أقول إنها مسؤولية كبيرة، أصبح يهمني جداً ما أقوله، وما أفعله، لأنني أدرك أنني تحت الأضواء.
يقال إن الإنسان يتعلم من تجاربه، ومع أنك ظهرتِ سابقاً مع شقيقكِ في بعض الأعمال وقدمتِ أغاني منفردة، لكن هل كنتِ بحاجة إلى وقت للتعافي بعد الطلاق؟
نعم، كنتُ بحاجة إلى وقت طويل قبل أن أظهر مجدداً. احتجتُ إلى هذا الوقت لأستعيد نفسي، وأحدّد وجهتي، وماذا أريد. لا أريد الدخول في التفاصيل، لكن ما مررتُ به لم يكن سهلاً، ولا أتمنى أن يمرّ أحد بهذا الموقف، لكنني تعلمتُ الكثير، وأصبحتُ أقوى، ونضجتُ بسرعة في وقت قصير.
وكيف تعلقين على ردّ طليقك عليك بتغريدة على عبر منصة «إكس» استعان فيها بمقولة الإمام علي «حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق»؟
ليس لديّ أي تعليق. لقد قلتُ كل ما لديّ في مقابلتي مع محمد قيس، ومنذ ذلك الوقت، طويتُ هذه الصفحة تماماً، ولا أريد الحديث فيها مجدداً.
بما أنك طويت صفحة من الماضي وتتطلعين نحو المستقبل بتفاؤل، ما هي أولوياتكِ للمرحلة المقبلة؟
تركيزي الحالي منصبّ تماماً على عملي، وأنا سعيدة جداً بتفاعل الناس معي، ومتحمسة للأعمال الجديدة القادمة.
بعد الطلاق عندما كنتِ في حالة حزن، ربما جهّزتِ أعمالاً ثم قمتِ بتغييرها عندما استعدتِ توازنكِ؟
أغنية «سولو» كانت تعبّر عن رد فعل مباشر؛ كنتُ أقول فيها إنني سأكمل طريقي وحيدة بقراري.
وهي نجحت كثيراً...
هذه الأغنية كانت بمثابة صرخة، أو ردّ فعل قد يراه البعض مبالغاً فيه، لأنها نتجت عن مشاعر «متلخبطة» في حينها، وتعبّر عن حالتي بعد الصدمة، وكيف كان الناس يحكمون عليّ. «سولو» كانت ردّي الواضح. ولكن لاحقاً، تغيّرت الرؤية في أعمالي الأخرى؛ فالحياة مدرسة نتعلم منها، ونتقبل كل ما يحدث فيها، والمرحلة الحالية تتسم بالوعي، والتحليل الأعمق، وأنا أتطلع إلى ما هو أجمل.
وبالنسبة إلى التمثيل الذي يفرغ الفنان طاقته من خلاله، هل هناك مشاريع قادمة؟
أنا الآن جاهزة للتمثيل أكثر من أيّ وقت مضى. التجارب التي مررتُ بها جعلتني أفهم الأدوار وأبعادها الإنسانية، بشكل أعمق. آخر عمل لي كان في 2023، وأنا أؤمن بأن الفنان يحتاج أحياناً، إلى فترة ابتعاد لمراجعة نفسه والعودة بشكل أقوى، تماماً كما يفعل الفنانون.
وبالنسبة إلى الأغاني الجديدة المقبلة؟
هناك مجموعة جديدة من الأغاني، كما أنني أحضّر للاستعراض الخاص بي.
وهل ستكون أعمالك باللغة العربية أم يمكن أن تفاجئي الجمهور بعمل غربي؟
كل أعمالي ستكون باللغة العربية، ولكن الفن لا حدود له، ولا أعرف ماذا يمكن أن يستجد.
