بعد غياب دام عامين عن الشاشة الصغيرة، تعود الممثلة ساشا دحدوح بثقة وحماسة إلى الدراما التلفزيونية، من خلال الموسم الثاني من مسلسل «تحت الأرض» الذي يأتي استكمالاً للنجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول منه في الموسم الرمضاني الفائت، واستطاع أن يصنع حالة جماهيرية خاصة، ويحقق متابعة واسعة.
المسلسل من إنتاج شركة «كلاكيت»، على أن يكون الجزء الجديد الذي يحمل عنوان «جردة حساب»، امتداداً درامياً للأحداث التي انتهت أحداث الجزء الأول منه بمقتل شخصيتَي جودت وشقيقته، اللتين جسداهما ماكسيم خليل ولين غرة. والتغييرات التي يشهدها هذا العمل لا تقتصر على اسمه فقط، بل هي تمتد أيضاً إلى النص الذي يتشارك في كتابته بسام جنيد، ومصطفى شرف، على أن يواصل مضر إبراهيم مهمته كمخرج، فضلاً عن انضمام أسماء جديدة إلى الموسم الجديد، خصوصاً في ظل التغييرات التي يشهدها مسار القصة، وتوسّع خطوطها بين سوريا والإمارات، حيث سيؤدون أدواراً محورية إلى جانب استمرار أسماء أخرى في الموسم الثاني، وفي مقدمتهم سامر المصري، كارمن لبس، أحمد الأحمد، فايز قزق، روزينا لادقاني، وغيرهم.
كيف تتحدثين عن مشاركتك في مسلسل «جردة حساب» خصوصاً أنك بعيدة عن الشاشة بعد آخر أعمالك «لعبة حب»؟
بصراحة، بعد مشاركتي في مسلسل «لعبة حب»، وصلني أكثر من عرض، وليس عرضاً واحداً، لكن ظروف عدّة منعتني من الالتزام، منها مدة التصوير، أو تضارب المواعيد، أو عدم توافق وقتي مع وقت العمل.
وما هو العمل الذي كنت قد التزمت به؟
كنت حينها قد وقعت على بطولة مسلسل «رقصة مع الموت»، مع الممثل محمد الأحمد، ولكنه لم يبصر النور بسبب بعض الظروف، وأبرزها الحرب التي ضربت لبنان، حيث كان من المفترض أن يتم التصوير، والتزامي بهذا العمل جعلني اعتذر عن العروض الأخرى، لأنني رغبت في أن أسخّر كل وقتي له.
وما أكثر ما لفتك إلى مسلسل «جردة حساب» ودورك فيه؟
بصراحة، أعجبني العمل كله، نصاً وإخراجاً وكتابة وإنتاجاً، والممثلين المشاركين فيه، عدا أنه حقق نجاحا كبيراً في موسمه الأول. أما بالنسبة إلى الدور، فلا يمكنني أن أكشف عن تفاصيله، ولكنه دور رئيسي، ومختلف، وجديد، وصعب وليس سهلاً على الإطلاق، ويضعني في قلب القصة تماماً.
يبدو أنك تفضلين الأدوار الصعبة؟
يهمني أن ألعب الأدوار المركّبة التي تترك أثراً في الناس، ولا تعنيني الأدوار التي ترتكز على الشكل الجميل فقط. أنا أحب التمثيل كثيراً، وتوجد لدي حماسة دائمة لخوض تجارب وأدوار جديدة تساعدني على إظهار جانب مختلف من شخصيتي الفنية.
المسرح يكشف الممثل الحقيقي، لأنه لا يسمح بالأخطاء ولا يمنح الفرصة لتكرار المشهد
وهذا هو السبب الذي جعلك تتجهين نحو المسرح خلال الفترة الماضية؟
المسرح مساحة مختلفة تماماً عن الدراما التلفزيونية، فهو يمنح الممثل حرية أوسع، وقدرة أكبر على التعبير المباشر أمام الجمهور، كما أنه يكشف الممثل الحقيقي، لأنه لا يسمح بالأخطاء، ولا يمنح الفرصة لتكرار المشهد، ما يجعل التجربة أكثر صدقاً وعمقاً.
كان يفترض أن تتعاوني مسرحياً مع زياد نجار؟
هو عرض عليّ مسرحية مكتوبة خصيصاً لي، لأن تفاصيل القصة فيها الكثير من تفاصيل حياتي كأم، ونحن كنا اجتمعنا سابقاً على مشروع مسرحي مختلف، ولكنه لم يكتمل بسبب ضيق الوقت. زياد كان يريد أن يراني على المسرح، ولا شك في أنها مجازفة كبيرة، وفيها الكثير من التحدّي، وأنا أحب أن أتحدّى نفسي في كل دور ألعبه، خصوصاً أن العرض سيكون منفرداً، ويتطلب طاقة عالية، وحضوراً قوياً على الخشبة.
هل ترين أن الإقبال على الأعمال المشتركة لم يتراجع على الرغم من التقدم الذي تحرزه الدراما المحلية؟
الجمهور يحب الدراما المشتركة، عدا عن أن العمل فيها يعتبر تجربة هامة بالنسبة إلى الممثلين، اللبنانيين والسوريين، لكونها أوجدت مساحة واسعة للانتشار، وسمحت بمزيج فني، غني ومنوّع.
وما مصير المسرحية بعد أن ارتبطت بمسلسل «جردة حساب»؟
نحن لم نحدد موعداً نهائياً لافتتاح المسرحية، وبالتالي يمكنني تنظيم وقتي. أخوض التجربة المسرحية من باب الشغف، وليس من باب الانقطاع عن الدراما.
بصراحة، ألا تخافين المنافسة؟
النجاح لا يأتي بسهولة، ويجب على الممثل أن يطوّر نفسه باستمرار. ولا شك في أن المنافسة موجودة، وقوية، لكن الإصرار والاجتهاد يصنعان الفرق.