إلسا زغيب، من أبرز نجمات الدراما اللبنانية والعربية، في السنوات الأخيرة. تمتاز بأدائها الطبيعي، وقدرتها على تجسيد مختلف الأدوار، بين الرومانسية، والتراجيدية، والاجتماعية، فضلاً عن حضورها القوي، وأسلوبها التمثيلي المقنع. شاركت في عدد كبير من المسلسلات اللبنانية والعربية المشتركة، وحققت نجاحات لافتة فيها، وآخرها مسلسل «ع أمل» الذي فازت عن دورها فيه بجائزة «الموركس دور».
إلسا ستشارك في الموسم الرمضاني 2026 بمسلسل «بالحرام»، من إنتاج «إيغل فيلمز»، إخراج فيليب أسمر، وبطولة ماغي بو غصن، وباسم مغنية، وطوني عيسى، ونخبة من نجوم الدراما اللبنانية.
عمل جديد، دور جديد، وشخصية جديدة، فكيف يمكن إن نشاهدك في جديدك، وماذا نتوقع منه، وماذا تتوقعين من الدور بما أنك قرأت النص ووافقت على دورك فيه؟
بما أنني أشارك هذه السنة في رمضان مع ماغي بو غصن في مسلسل «بالحرام»، سيُقارن الجمهور بين دوري فيه، ودوري في آخر أعمالي «ع أمل»، الذي قدمت فيه شخصية «صفاء»، وحصلت عنه على جائزة «الموركس دور»، لكنني أقول لهم إن هذا الدور مختلف تماماً عنه، شكلاً ومضموناً وشخصية، وأنا أحببته بصراحة، وأتمنى أن يحظى بصدى طيب في أذهان الناس، كما حصل مع «صفاء». هو دور جديد لم أقدّم مثله من قبل، ومع أن مساحته لن تكون كبيرة، ولكنه بارز بشكل واضح.
تتميزين بأداء نابض وحقيقي. كم تتحدّين نفسك في كل دور، وكم يتعبك هذا التحدّي؟
صحيح أنه يقال عني إنني حقيقية وطبيعية، ولديّ هذه الطاقة، أي أداء نابض، كما وصفت، لكني أجد أن هذا الأمر يسبب لي شيئاً من التعب، لأنه يجعلني أشعر بالخوف ألّا أؤدي بشكل صحيح، وألّا يرى الناس ما أقدّمه بشكل صحيح، كما أنني أخاف أن أشبه نفسي بدور قدمته سابقاً، وهذا الهاجس يلاحقني دائماً. أنا أحب أن أقدّم دائماً للجمهور أدواراً لم أقدمها سابقاً، لكي يستمتع بمشاهدة كل ما أقدمه، وأن يشعر بأنني أتحدّى نفسي من دور لآخر، وأن يقال إنني ممثلة وبجدارة، ولست ممثلة تظهر من أجل شكلها فقط.
أنا أشجّع وأحب أن تكون هناك صناعة لبنانية وطنية تسوّق إلى الخارج ولا تظل محصورة داخل لبنان
هل تتوقعين أن تكون المنافسة بين الأعمال اللبنانية الصرفة أكبر هذه السنة، خصوصاً أنه تم الإعلان عن أكثر من عمل لبناني، وفي رأيك ما الذي يجب أن يقدمه المسلسل اللبناني لكي يتصدر المشهد الدرامي، وهل يسير حالياً على السكة الصحيحة؟
أنا أعرف أن هناك مسلسلاً لبنانياً واحداً هو «بالحرام»، من بطولة ماغي بو غصن، وبالنسبة إلى باقي المسلسلات التي عرفت بها فيها أبطال مشتركون، ولست متأكدة إن كان هناك مسلسل لبناني ثانٍ، ويسعدنا حقاً أن تكون هناك مسلسلات لبنانية تجعلنا نشعر بأننا قادرون فعلاً، لأنهم جعلونا نشعر في مرحلة من المراحل بأننا عاجزون، وغير قادرين على النهوض وحدنا، ولكننا نجحنا، وأثبتنا العكس، مع أننا لم نكن بحاجة إلى أن نثبت ذلك لأنفسنا، لكننا أثبتنا للآخرين أننا نملك قدرات تفوق أحياناً قدرات بعض الأسماء التي يُقال إنه لولاها ما كنا نهضنا. نعم، وبالتأكيد أنا أشجع، وأحب أن تكون هناك صناعة لبنانية وطنية تسوّق إلى الخارج، ولا تظل محصورة داخل لبنان، وهذا الأمر يشرفنا جميعاً، ويرفع رؤوسنا جميعاً.
هناك مسلسل يجمع بين كارلوس عازار وريتا حايك؟
اعتقد أن هذا المسلسل يتعلق بمنصة «سين»، وهي المنصة التي تصنع مسلسلات قصيرة. في كل الأحوال، أنا أحب كارلوس عازار، وريتا حايك، كثيراً، وهما صديقان، وزميلا عمل أيضاً، كما أنني أحب الكاتب طارق سويد أيضاً. أتمنى التوفيق لـريتا وكارلوس، وأن يلمع مسلسلهما، مثلما يلمعان هما فيه.
نوعت في الأدوار والشخصيات التي قدمتها خلال مسيرتك الفنية، فهل كانت تلك الأدوار على قدر طموحاتك وأحلامك؟
بصراحة، ما زلت أشعر بأنني لم آخذ حقي بالكامل بعد، وبأن هناك طاقات موجودة في داخلي حتى اليوم، وأستطيع أن أفجّرها. والجمهور لم يرَ كل ما أستطيع أن أقدّمه لأن الأدوار التي تُعرض عليّ لا تكون بالمساحة الكافية التي تساعدني على إظهار كل ما لدي.
أنت خريجة مسرح؛ لماذا بعيدة عنه، وهل التلفزيون يتناسب أكثر مع وضعك وظروفك؟
صحيح أنني خريجة مسرح ولكنني بعيدة عنه، لأنني بعد تخرجي أخذوني فوراً إلى التلفزيون، وبدأت التصوير فيه، وكما هو معروف في التصوير، يجب أن تعطي الأولوية لعمل الشاشة، لأن المسرح يتطلب التزامات كثيرة، وهناك وقت محدّد يتطلب مني أن أغيب عن عملي اليومي في التصوير، عدا عن أنه في بعض الأحيان كان يطلب مني تصوير مشاهد ليلية، ولم يكن هناك إمكانية لترتيب الأمر لي، بخاصة أنني كنت في بداية مسيرتي المهنية، ولا أستطيع أن أفرض طلباتي، كما أنني لم أكن مشهورة كفاية لكي يتمسكوا بي، ويقولوا «نريدها وسوف ننسق لها مواعيد التصوير»، لذا، اضطررت للابتعاد من أجل تنسيق عملي في التصوير التلفزيوني، وهذا ما جعلني أبتعد عن المسرح. لكنني، إن شاء الله، سأقوم قريباً بتجربة مسرحية، ومع أنه لا يوجد شيء مؤكد بعد، لكني أخطط لهذا الموضوع، لأنني أرغب في تجربة العمل في المسرح، وتجربتي فيه تقتصر على الرقص عام 2003، لكن لم أمثل على الخشبة حتى الآن.
