نيكول سابا: «رقية العسكري» خطفتني من القراءة الأولى وتوقعت نجاح الشخصية
تحرص النجمة نيكول سابا على انتقاء أدوارها في السينما، أو الدراما التلفزيونية، وتدقق في اختياراتها بشكل كبير، ما يجعلها مقلّة في ما تقدمه من أعمال، وقد عادت إلى الدراما المصرية بعد غياب ثلاثة أعوام من خلال مسلسل «وتقابل حبيب»، الذي عرض في موسم الدراما الرمضانية الأخير، ونالت عنه العديد من الجوائز والتكريمات، وهو ما كان محور اللقاء معها، كما نتحدث عن دورها فيه، وعودتها إلى العمل مع ياسمين عبد العزيز بعد غياب 19 عاماً، وأسئلة أخرى.
حصلت على جائزة التميّز والإبداع في مهرجان دير جيست بمصر، وأخيراً على جائزة أفضل ممثلة لبنانية في الدراما المصرية لعام 2025، في حفل «موريكس دور»، بلبنان، عن دورك في مسلسل «وتقابل حبيب»، فهل كنت تتوقعين هذه الجوائز؟
كنت أتوقع النجاح بخبرة السنين، لكن بالتأكيد لم أتوقع الحصول على جوائز، أو تكريمات، وهي سعادة كبيرة لا توصف أن أحصل على جائزة أفضل ممثلة لبنانية في الدراما المصرية لعام 2025، والتي تزامنت مع اليوبيل الفضي لجوائز «موريكس»، وبحضور عدد ضخم من نجوم الوطن العربي، وقبلها جائزة التميز والإبداع في مهرجان دير جيست بمصر، عن دور «رقية العسكري» في مسلسل »وتقابل حبيب»، فهو أمر أسعدني جداً.
ماذا تعني الجواز بالنسبة إليك، وهل تفكرين فيها أثناء العمل؟
أولاً، لا يوجد فنان يفكر في الجوائز أثناء عمله على الإطلاق، لكن لا يمنع أن الجوائز بالنسبة إلى أي فنان إضافة هامّة إلى مشواره الفني، وتكون بمثابة «بوصلة» تؤكد له أنه يسير في الاتجاه الصحيح، وأن اختياراته الفنية في محلها، لأن الفنان أحياناً يختار دوره على الورق باقتناع شديد، لكن عند التنفيذ يجده شيئاً آخر، لذا، عندما يحدث التوافق بين ما تم اختياره على الورق، وما ظهر للجمهور على الشاشة، يكون أمراً جيداً، ويؤكد لي حسن اختياري، وفي الوقت نفسه أسعد بتقدير الجمهور قبل الجوائز، لأن حب الجمهور جائزتي الأهم.
ما الذي جذبك لتقديم «رقية العسكري» في «وتقابل حبيب» منذ أن عرض عليك الدور؟
جذبتني كاريزما شخصية «رقية»، وشعرت، من القراءة الأولى لها، بأنها خطفتني من دون استئذان، فهي شخصية لها حضور طاغ بين كل من حولها، تخطف جميع الأضواء عندما تظهر، لأنها واثقة بنفسها، ولديها إصرار كبير على أن تكون هي الأولى من بين كل من حولها.
أحرص مع كل دور أو عمل جديد على أن أخرج عن المألوف لدى المشاهدين، وهذا هو التحدي الأكبر بالنسبة لي
كيف كانت نظرتك إلى الشخصية بعد القراءة الأولى لها؟
أولاً، أنا من الممثلات اللاتي لا بد أن تستفزني الشخصية على الورق قبل أن أقدّمها، وهو ما وجدته في «رقية»، ومن خلال القراءة والمناقشة مع المؤلف والمخرج، وجدت أن «رقية» شخصية مركّبة، وفيها انفعالات كثيرة، لكنها في الوقت نفسه رومانسية، وكاريزما مختلفة، فلم تكن شخصية سطحية، بل لها أبعاد من التنوّع، ليس في اتجاه واحد، وهذا ما حمّسني جداً لقبول الدور، لأنني أحرص مع كل دور، أو عمل جديد، على أن أخرج عن المألوف لدى المشاهدين، وهذا هو التحدّي الأكبر بالنسبة لي، مع كل عمل جديد، ما يجعلني أبذل أقصى ما لديّ من قدرات لتخرج الشخصية كما تصوّرتها، وتصوّرها المؤلف، والمخرج، وربما أكثر.
هل التحضير للشخصية أخذ منك جهداً كبيراً؟
بالفعل أخذ جهداً ووقتاً طويلاً، ولم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي من أجل استلهام تلك التركيبة الإنسانية، وتقديمها بإحساسي، وجمعتني جلسات طويلة مع المؤلف عمرو محمود ياسين، ثم المخرج محمد حمدي الخبيري، وكانت أهم الصفات التي حرصت عليها أن تكون لها «كاريزما» خاصة، لأن تلك الهالة التي تصنعها حولها أمر هام لتنفيذ رغباتها، والوصول إلى حبيبها، وكان من المهم أن تكون لها مبرراتها.
هل هناك صعوبات واجهتك أثناء تقديم هذه الشخصية؟
بالتأكيد كل شخصية لها صعوباتها، والصعوبات مع «رقية العسكري» كانت في الحرص على المزج بين رؤية المشاهد لمصداقية الشخصية، والترابط بين أبعادها الفنية، حتى تصل الشخصية بهذه الصورة الحادة، فكان هناك ضرورة لتقديم «مبررات» درامية لإظهار الشخصية بهذه الكاريزما الكبيرة، وكيفية الدفاع عن حبها، على الرغم من أنها زوجة ثانية، ما استلزما تركيزاً شديداً في كل مراحل الشخصية، وجهداً مضاعفاً.
هل تحمّست للمشاركة مع ياسمين عبد العزيز بعد 19 سنة تقريباً من لقائكما معاً في فيلم «ثمن دستة أشرار»، وكيف كانت كواليس اللقاء بينكما؟
بكل تأكيد وجود ياسمين عبد العزيز زاد من حماسي للمشاركة في المسلسل، بعد كل هذه السنوات، فهي فنانة جميلة، ومُحبة جداً لعملها، وحريصة على نجاح العمل، وكل من فيه، فهي من الشخصيات التي تخلق محبة ربانية بداخل قلوب كل من يعرفها، فلذلك تستحق هذا النجاح، ومحبة الجمهور لها، وأول مشهد لي معها كان مشهد «ضربي لها»، كان مشهداً ثقيلاً جداً، لأننا كنا أول مرة نتقابل داخل الأحداث في الحلقة السادسة، وتم المشهد بنجاح، رغم ضيقي بسبب ضربي لها، وربما كان ذلك من دوافع تخوفي من العمل في البداية، تخوفت من ردود الفعل حول تصرفات ودوافع الشخصية، وردود فعلها على كل من حولها، لكني راهنت على الشخصية، واعتبرت تقديمها تحديّاً جديداً بالنسبة لي.
هل شعرت بكراهية الجمهور للشخصية، وكيف وجدت ردود الأفعال عليها؟
بالتأكيد شعرت بذلك، وسعدت جداً بردود فعل الجمهور نحو الشخصية، بأنه صدّقها فاضطر إلى أن يكرهها بسبب شخصيتها المستفزة، لكن الجمهور تفهم دوافعها، وتعاطف معها على الرغم من الكراهية، لأنه صدّق مشاعرها حتى المستفزة منها، وهذا هو أهم شيء بالنسبة لي، خلق حالة من التوازن، حالة الحب والكراهية للشخصية، أو بمعنى أدق، كره الجمهور لشخصية «رقية»، لكن في الوقت نفسه سعدت جداً بإظهار مشاعر حبه لي.
هل أسعدك وجود حالة من الجدل بين الجمهور حول شخصية «رقية»؟
جداً... لأنه إذا لم تحدث الشخصية التي يقدمها الفنان جدلا بين الجمهور ويكون هناك حالة من التفاعل، فهي غير مؤثرة، وتمر معهم مرور الكرام، فلا بد أن تكون هناك حالة من لفت الانتباه والجذب والشد والجدل حول الشخصية، ليشعر الفنان بنجاحه، وهو ما حدث مع شخصية «رقية العسكري».
نيكول سابا من نجمات الصف الأول الجميلات، فهل تشغلك فكرة البطولة المطلقة مقابل الأدوار القوية الهامة؟
بالتأكيد تشغلني، وقدمت بطولات عدّة، لكن في النهاية الأهم بالنسبة لي هو طبيعة الدور، وقوّته، وتأثيره في الأحداث، وليس مجرّد البطولة المطلقة، لأن طبيعته وتأثيره لدى المشاهد هما ما يصنعان البطولة في الدور، ونجاح الفنان في مثل هذه النوعية من الأدوار يصنع بطولة خاصة داخل أيّ عمل، أما فكرة البطولة المطلقة فهي رهان ذو حدّين، وتتدخل فيها عوامل كثيرة جداً، بخلاف موهبة الفنان، لذا لا بد من ذكاء الفنان في اختيار الدور للحفاظ على مكانته.
برعت إلى حدّ التفوق في كل من الغناء والتمثيل، فأيّ منهما أقرب إلى قلبك؟
أنا أحب الاثنين معاً بالدرجة نفسها، ولا أستطيع الاستغناء عن أيّ منهما، فكلاهما أجد فيه نفسي بشكل كبير، لذا أحرص دائماً على اختياراتي في كل منهما، وألّا أقع في فخ الاستسهال، حتى لو كلفني ذلك الجلوس لفترة بلا عمل، فأنا احترم الجمهور، وأحبه كما يحبني، وبالنسبة إلى الغناء فأنا أعشق مواجهة الجمهور من فوق خشبة المسرح لألمس تفاعله معي، والتمثيل وجدت فيه نفسي بشكل كبير، فضلاً عن أنه يصنع تاريخ الفنان بشكل كبير، وهذا هو أهم شيء في حياتي.
ما الجديد الذي تستعد له نيكول سابا للفترة المقبلة؟
كما قلت، إنني أحرص دائماً على التأني في اختيار أعمالي، ودراستها بشكل جيد، وهو ما أقوم به خلال هذه الفترة لاختيار ما يمكن أن أعود به، وحتى الآن، لم استقر على الجديد الذي سأقدّمه، سواء في مصر، أو لبنان.
* إعداد: أحمد إبراهيم
