بدأت النجمة السورية جيني إسبر مسيرتها الفنية في عام 2001، وهي تواصل تألقها حتى اليوم، نظراً لقدرتها على تجسيد شخصيات متنوعة، من الكوميديا إلى الدراما التراجيدية، ما يجعلها واحدة من أبرز الممثلات في الدراما السورية.
تُظهر إسبر اهتماماً خاصاً بتقديم أدوار تحمل رسائل اجتماعية وإنسانية، ما يعكس وعيها بقضايا المجتمع، وباشرت أخيراً، تصوير مسلسل «اليتيم»، من إخراج تامر إسحاق، وكتابة قاسم الويس، ويضم نخبة من نجوم الدراما السورية، من بينهم شكران مرتجى، منى واصف سلوم حداد، أيمن رضا، تيسير إدريس، لينا دياب، وفاتح سلمان، وغيرهم، ومن المقرر عرضه في الموسم الرمضاني 2026.
كيف تتحدثين عن جديدك «اليتيم»، وعن دورك فيه خصوصاً أنك تحرصين على التنويع في أدوارك؟
نحن باشرنا تصوير المسلسل، وأنا أقدم فيه شخصية جديدة، لأن كل ممثل يحرص على التنويع في أدواره، ولا يحب أن يكرر نفسه. والجديد بالنسبة لي في هذا العمل يرتبط بالـمرحلة العمرية، لأنني ألعب دور أم لأربعة أولاد كبار، وهي شخصية محورية وقوية، وكما يُقال محرّكة للشر. وعادة نحن نشاهد أعمالاً يكون فيها الشر في جانب من الشخصية، ولكن شخصية «وفاء» التي ألعبها في «اليتيم» هي كل الشر، ولكنه شر يبدو مبرراً، وله أسبابه، وفي نفس الوقت، هي أم حقيقية في الكثير من المواقف، وفي مواقف أخرى لا يهمها سوى مصلحتها، حتى على حساب أحد أفراد عائلتها.
تقصدين على حساب أولادها؟
الكل يعرف طريقة تفكير الأمهات الشرقيات، وكيف أنهنّ يفضلن دائماً الذكور على الإناث، ويميّزن في المعاملة بينهم.
وهل هو عمل اجتماعي معاصر؟
بل هو من نوع البيئة الشامية، ويعود تحديداً إلى فترة الحكم العثماني.
أشرتِ إلى إنك تلعبين دور أم لأولاد كبار، ألم يخِفكِ هذا الدور؟
يجب ألا يخيفني الدور كممثلة، لأنه يفترض بي أن أقدم كل الأدوار، لكن الدراما السورية تعاني اليوم مشكلة لها علاقة بالأعمار، لأن أغلب الأدوار تُكتب لمرحلة عمرية لامرأة لديها أولاد كبار، أو لمرحلة عمرية لامرأة شابة جداً، ولذلك أعاني أنا، ومعظم زميلاتي الفنانات، مشكلة المرحلة المحيّرة للممثلة، فنحن غير مناسبات عمرياً لأدوار الفتيات الشابات التي تتمحور عادة حول الحب، والغرام، والزواج، والانتقام، ولا للأدوار التي تتناول مرحلة عمرية متقدمة. لكن حتى لو نحن تجاوزنا سن الأربعين، يوجد فرق بين المرأة الأربعينية في هذا الزمن وبين امرأة في نفس السن في مرحلة سابقة، لأن المرأة الأربعينية اليوم لا تبدو كأنها في هذه المرحلة العمرية، ولذلك لا تسند إليها أدوار الأم التي لديها أولاد كبار.
اليوم يمكن لامرأة في الستين أن تحافظ على شكل شاب من خلال ممارسة الرياضة واعتماد نظام غذائي صحي
لكن التجميل جعل الممثلات أكثر شباباً؟
التجميل أحدث تغييراً في كل المجتمع، والممثلات لسن الوحيدات اللواتي يبدون أصغر سناً، ولكن الفكرة تكمن في الوعي أيضاً، لأنه قبل عشرين عاماً أو حتى خمسة عشر عاماً، وتحديداً في الشام لم تكن المرأة تهتم بلياقتها، ولم تكن تذهب إلى النادي لممارسة الرياضة، أو تتناول الأطعمة التي تساعدها على الحصول على وزن مثالي، أي أنها لم تكن تهتم بالأمور التي يمكن أن تمنحها مظهراً شاباً، وشكلاً مثالياً، بينما اليوم يمكن لامرأة في الستين أن تحافظ على شكل شاب من خلال ممارسة الرياضة، واعتماد نظام غذائي صحي.
تقصدين حتى لو لم تخضع للتجميل؟
نعم، إذ يمكن أن يبدو جسمها أصغر بكثير من امرأة ثانية في نفس العمر تجلس في البيت، وتتناول الكبّة، والمحاشي.
وهل ما زالت أعمال البيئة الشامية هي «الطبق المفضل» عند المشاهد العربي في رمضان؟
بشكل عام، سوريا هي الموطن الوحيد للدراما الشامية، أو البيئة الشامية، وليس مصر، أو لبنان، أو أي دولة أخرى، وهذه البيئة لها خصوصيتها، وعاداتها، وتقاليدها، ومهما كان نوع الأعمال التي يشاهدها الجمهور في رمضان لكنه لا يفوت على نفسه فرصة مشاهدة عمل بيئة شامي، لأنه يحب طابعها كالبيوت الشامية القديمة، مثلاً. ونحن كشعوب عربية نحب دائماً العودة إلى الماضي، وإلى التقاليد والعادات، ونرى أنفسنا فيها، وبما أن هذه الأعمال مطلوبة من المحطات فهذا يعني أن لها مكانتها.
وأنتِ كممثلة، هل تفضلينها أم تفضلين الأعمال المعاصرة؟
بصراحة، أنا أفضّل الدور الجميل. على المستوى الشخصي أنا أميل إلى الأعمال المعاصرة، وأشعر بأنني أحقق نفسي فيها، وأستمتع بها أكثر، ولكن كممثلة أنا أحب أدوار البيئة، وأفرح بها كثيراً، لأنني أشعر بأنها تشكل تحدّياً أكبر بالنسبة لي، بينما يفضل الناس مشاهدتي في الدراما المعاصرة ربما بسبب صوري، والطريقة التي أقدم فيها نفسي في الحياة العادية، ولذلك، هم يجدون أنني مختلفة تماماً في أعمال البيئة، ما يخلق تحدّياً أكبر عندي.
كيف تنظرين إلى موضوع تكرار الوجوه في الدراما السورية في أدوار البطولة الأولى، مع أنه يوجد توجه هذه السنة للاستعانة بالوجوه الشابة لهذه الأدوار؟
ربما التفت المنتجون إلى هذه الفجوة التي بدأت في السنوات الـ 15 الأخيرة. وعلى مستوى النجومية كان هناك ثلاثة، أو أربعة أسماء يقال عنهم نجوم صف أول، ولم يكن يحصل تعاون مع وجوه جديدة يمكن أن تصبح في مرحلة لاحقة نجوم صف أول، أو كما يُقال «نجوم تبيع»، وعندما انتبهوا إلى هذه المشكلة بدأوا يمنحونهم الفرصة، كما أن الدراما التركية المُعرَّبة ساعدت الوجوه الشابة، ومنحتها الفرصة لكي تسلط الأضواء عليها، ولكي تبرز كأسماء صف أول.
وهل مسلسل «اليتيم» هو العمل الوحيد الذي تشاركين فيه؟
نعم، لكنني تلقيت أيضاً مجموعة عروض من شركات عدّة، لكن بعضها لم ينفذ، وبعضها الآخر تمّ تأجيل تصويره بسبب الظروف التي نمر بها حالياً، ولذلك أنا أركز حالياً على هذا الدور.
