يورغو شلهوب: مسلسل «المحافظة 15» الرمضاني قصة إنسانية كبيرة جداً وجديدة
يتميّز الممثل يورغو شلهوب بأدائه الطبيعي والعميق، إذ يغوص في تفاصيل الشخصية حتى يصل إلى أقصى درجات الإقناع. يجمع بين الرصانة والكاريزما، وغالباً ما يضفي على أدواره بعداً فلسفياً، أو نفسياً، يجعلها تترك أثراً في الجمهور، وأبرز ما يميّزه عن أبناء جيله تنوّع اختياراته الفنية، وابتعاده عن النمطية، إلى جانب لياقته الثقافية والفكرية التي تظهر في مقابلاته، وحديثه عن الفن والمجتمع.
يطلّ شلهوب في رمضان المقبل في مسلسل «المحافظة 15» الذي أعلن عن انطلاق تصويره في منتصف شهر نوفمبر المقبل، وهو مسلسل لبناني سوري مشترك مؤلف من 30 حلقة، من كتابة كارين رزق الله التي تلعب أيضاً دور البطولة، إلى جانب شلهوب، كما تم الإعلان عن انضمام نور غندور إلى فريق العمل الذي يشهد عودة مروان حداد إلى الإنتاج.
كيف تفسر عودة مروان حداد إلى الإنتاج من بوابة الدراما المشترك مع أنه يشدّد على أهمية النهوض بالدراما اللبنانية؟
هذا الأمر يتعلق بطبيعة الإنتاج، أيّ ما يتطلبه العمل والقصة التي تستدعي أن يكون العمل مشتركاً.
وهل أنت مع أن تظل الدراما اللبنانية مقتصرة على عمل واحد على االرغم من وجود عدد لا بأس به من المنتجين اللبنانيين؟
بالطبع كلا. ونتمنى أن يدخل جميع المنتجين الحاليين السوق بقوّة، وأن يدخله أيضاً منتجون جدد، وبأعمال لبنانية ومشتركة، لأن هذا الأمر يصب في مصلحتنا، لكن بعض الأعمال تقدَّم كـ«خلطة»، إرضاء لمتطلبات السوق، ونحن نتمنى أن تكون في محلها، كما عملنا الجديد الذي تستدعي قصته ذلك، ولم ينزل بالمظلة من خلال تركيب شخصيات لنقول إنه عمل مشترك. مسلسلنا مشترك بطبيعته وتوقيته، وهذا ما نتمناه في الأعمال المشتركة الأخرى، لأنه توجد قواسم مشتركة بين دول العالم العربي، بخاصة بين لبنان وسوريا، مع أن كل بلد له خصوصية، وإذا تم تقديم الأعمال وفق لذلك فلا مانع أبداً، ولكن عندما تُفرض الدراما المشتركة بالقوة لمجرّد البيع فهي غير مقبولة.
تارة يقولون إن العالم أصبح «قرية صغيرة»، وتارة أخرى يتحدثون عن خصوصية المجتمعات...
هناك أشياء مشتركة تعني الجميع بشكل كوني، (Universal)، ولهذا السبب يتحدث المسرح العالمي عن حالات إنسانية، ومشاعر مشتركة يتشاركها كل البشر، كالحب، والألم، والقضايا الأساسية الكبيرة. وعندما تنفذ الأعمال بشكل مناسب تحقق النجاح، لأنها تكون صادقة، وتصل رسالتها بشكل صحيح، والناس يكتشفون الصدق، ويشعرون به وهم يشاهدونه.
وهل العمل اجتماعي -رومانسي؟
بل اجتماعي إنساني، ولكنه لا يخلو من الرومانسية. القصة جميلة جداً وتضيء على قضية إنسانية كبيرة جداً، وأعتقد أنها لم تُعالج بعد (ولا أعرف ما إذا كانت قد عولجت ولكنني لم أرَ العمل)، مع أنني لا أتوقع ذلك بعدما سمعت عن قصة العمل، وهو يضيء على قضية عميقة، وإنسانية كبيرة جداً، وتهم الكثير من العرب، وتحديداً في سوريا ولبنان، لأنهما الأكثر ضرراً منها، ولهذا السبب شدّدت على ضرورة أن يكون العمل مشتركاً، بل ميزته أن يكون مشتركاً، لأنه يعنينا في سوريا ولبنان كثيراً، ويوجد ارتباط بالمصير والمسار من خلال القضية التي يتناولها المسلسل تحديداً، وأتمنى أن يكون عملاً يتحدث عنه الجميع، ويؤثر فيهم فنياً وإنسانياً، لأنه يحمل قضية جميلة جداً.
من المؤسف أن تعرض كل هذه الأعمال في موسم واحد، لأن الجمهور لا يمكن أن يتابعها جميعاً
ما موقفك من حصر الدراما بكمّ كبير من الأعمال في رمضان، وبعمل تركي مُعرّب خارجه؟
لا شك في أن الدراما تعتمد على رمضان، واليوم أصبح الموسم الرمضاني يحظى بكل هذا الزخم الدرامي، ولا أعرف السبب، ولكن أحياناً يمكن أن تتشكل الأمور وحدها، مع أنه لا يوجد رابط بين هذه المناسبة الدينية، وبين دراما المسلسلات، ربما لأن الناس يكونون في منازلهم، ولكنني شخصياً لم أرتبط يوماً بمسلسل لأنه سيعرض في رمضان، ولكن يُصادف أن يُؤجل ويُعرض في رمضان، لأن تصويره ينتهي بالتزامن مع حلول هذا الشهر، ولكنني لا أعمل بنية عرض عملي فيه، بل أنا أشارك في المسلسل لأنني أحببته، واقتنعت به، بينما هناك ممثلون لديهم هاجس التواجد في الموسم الرمضاني، ولم لا، مع أنه من المؤسف أن تعرض كل هذه الأعمال في موسم واحد، لأن الجمهور لا يمكن أن يتابعها جميعاً، بل يكتفي كل منا بمتابعة 4 أو 5 أعمال فقط، ولكي يعود ويشاهدها في الإعادة فإن الأمر يتطلب وقتاً طويلاً، علماً بأن ليس كل الشركات تكتفي بالعرض في رمضان، ولكنه يستحوذ على الجزء الأكبر منها.
عادة يكون العرض خارج رمضان على المنصات...
هناك أعمال تعرض على المنصات، وتُعرض لاحقاً على التلفزيون، ونحن نتمنى أن تعود محطاتنا إلى الإنتاج لأنها تستحق، وهي من أولى المحطات عربياً، تقنياً وفنياً، ولديها صورة جميلة، ويجب ألا تعتمد على الإعادة، يجب أن تعود، وتكون لديها مبادرة إنتاج خاص، ولا أعتقد أن الـ«LBC»، و«MT»، و«الجديد»، ينقصها شيء، وحتى تلفزيون لبنان وعدت الدولة بأن تدعمه، ويجب أن يعود بقوة لأنه المؤسس، وبالإمكان أن يعود بقوة، ولن يكون عالة على الدولة، بل يمكن أن يؤمّن مدخولاً للخزينة شرط، ألا يحصل فيه كما حصل سابقاً، من خلال توظيف مئات وآلاف الموظفين الذين لا حاجة إليهم، وعندما أحيلوا إلى التقاعد أصبحوا عبئاً على الدولة. عندما يكون الشخص المناسب في المكان المناسب يصبح التلفزيون هامّاً جداً، ويوصل صوت الدولة.
