ستيفاني عطا الله: الفن مغامرة ومشاركتي في مسلسل «Privilèges» الفرنسي تحدٍّ كبير
استطاعت الممثلة اللبنانية ستيفاني عطاالله أن تحجز لنفسها مكاناً مميّزاً على الساحة الفنية خلال فترة وجيزة، وبدا واضحاً منذ انطلاقتها الأولى بدور «روان» في مسلسل «ورد جوري»، أنها لا تعتمد على جمالها الخارجي، بل تمتلك أدوات تمثيلية قادرة على ملامسة مشاعر المشاهد، بصدق وبساطة.
قدمت ستيفاني نفسها للجمهور من خلال شخصيات متباينة، بدءاً من الأعمال الخفيفة، وصولاً إلى الدراما المركّبة في الأعمال المشتركة التي عزّزت انتشارها عربياً، ولكنها لم تكتفِ بالأعمال المحلية، أو العربية المشتركة، بل خاضت غمار العالمية من خلال مسلسل «Privilèges»، وعكست هذه التجربة طموحها لتوسيع آفاقها والوصول إلى جمهور أوسع، كما أكدت استعدادها لمواجهة تحدّيات الأداء، بلغات وثقافات مختلفة.
واستطاعت ستيفاني عطا الله في آخر أعمالها «سلمى» أن تترك بصمة واضحة من خلال شخصية «ميرنا» الفتاة الشريرة، والمتناقضة داخلياً بين الضعف والقوة، وبين الرغبة في الانعتاق والخوف من المواجهة، وبرهنت بأدائها المتميّز، عن نضج فني، إذ استطاعت أن توازن بين التعبير الجسدي الرقيق، والعمق النفسي للشخصية، ما جعل حضورها موضع إشادة من النقّاد والجمهور، على حدّ سواء.
يحظى مسلسل «سلمى» بشكل عام، ودورك فيه بشكل خاص، بإشادة واسعة... ماذا تقولين؟
مسلسل «سلمى» تجربة جميلة جداً، وصعبة جداً، إذ استغرق التصوير نحو تسعة أشهر، تماماً كما حصل في تجربة مسلسل «كريستال»، ما شكّل تحدّياً كبيراً جداً لي. الدور هذه المرة صعب أيضاً، بل هو أصعب من الأدوار الأخرى، أولاً لأن «ميرنا» هي شخصية شريرة جداً، وثانياً لأنها تعاني عقد نفسية، واضطرابات وحالات متعددة، وهذا يعني أنه ليس دوراً سهلاً، على الإطلاق، يمكن تفسيره بسهولة. وخلال التحضيرات له تعمقت كثيراً في السيناريو، وأجريت العديد من الأبحاث لأتمكن من تقديم هذه الشخصية، العميقة والصعبة، ولكنني اليوم سعيدة جداً بردود فعل الجمهور حوله، وكيفية تفاعلهم، واندماجهم مع الأجواء، كما أنني فرحة جداً بالأصداء الإيجابية تجاه الشخصية، لأن الجمهور يشيد بأدائي لها، ويقول «بقدر ما جعلتينا نكره ميرنا، بقدر ما أنتِ شاطرة»، والحمد لله، أنا فخورة وسعيدة جداً بهذا التفاعل.
سبق نجاحك المدوّي في «سلمى» مشاركتك في عمل عالمي تم تصويره في مدينة باريس الفرنسية، كيف تتحدثين عن هذه التجربة؟
لقد كانت تجربة باريس مختلفة جداً عن غيرها، وشخصياً، أنا شعرت بأنني تَطورتُ، وتعلّمت، واختبرت أشياء جديدة، وهي بدأت عندما سافرت إلى العاصمة الفرنسية باريس، وأقمت فيها لمدة ستة أشهر من أجل التصوير، وخلال تلك الفترة اختلطت بأشخاص مختلفين ينتمون إلى ثقافات متنوّعة، وشاهدت طريقة التصوير التي يستخدمونها، وكيف هو نمط الحياة في مواقع التصوير، وقد كان هذا الأمر ممتعاً جداً. أنا أحب أن أسافر دائماً، وأن أختلط بأشخاص من خلفيات مختلفة، لأنني أشعر بأنه يغنيني على المستوى الشخصي، ولا شك في أن السفر والعمل مع أناس من جنسيات وبلدان مختلفة يضيفان إليّ الكثير.
وكيف تتحدثين عن دورك في هذا المسلسل العالمي؟
اسم المسلسل «Privilèges»، وهو عمل قصير مؤلف من 6 حلقات وألعب فيه دور فتاة من أصول لبنانية، تتكلّم الفرنسية والإنجليزية، مع لمسات عربية على النص، وهو الأول لي في مسلسل فرنسي، ودوري رائع، وكبير، وهام جداً، ومؤثر للغاية في حبكة القصة، وقد تحدثت فيه باللغتين الفرنسية والإنجليزية، ما مثّل تحدّياً كبيراً بالنسبة لي، لأنني لم أتحدث العربية، بل كنت أتواصل مع ممثلين يتحدثون باللغة الفرنسية، وهذا أكثر ما لفت انتباهي، إضافة إلى أن الدور كان هامّاً، والعمل نفسه كان جميلاً جداً، وتم تنفيذه بطريقة متقنة.
شاركت في أفلام ومسلسلات في الإمارات، وفي فيلم قبرصي، والآن أعمل على مسلسل فرنسي
اللافت في تجربتك كممثلة هو التنوع الكبير، بحيث تتنقلين من عمل إلى آخر، ومن دور إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، بعيداً عن قيود الالتزام بنمط محدّد، فهل هذا يدل على التفرّد، أم أنها محاولة للتميّز عن الممثلات الأخريات؟
عالمنا اليوم، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، مثل نتفليكس، أمازون، إتش بي أو، وشاهد، جعل كأن الكرة الأرضية كلها واحدة. فنحن اليوم نشاهد مسلسلات كورية، تركية، أوروبية، وأمريكية، ونتفاعل ونغوص في أعمال من جميع البلدان، وهذا الأمر يمثل تحدياً جميلاً بالنسبة لي كممثلة، لأنني أمتلك شغفاً كبيراً بعملي، وأحب اكتشاف أشياء جديدة. أنا أعتبر أن الفن مغامرة تدفعني لأن أتحدّى نفسي، ولكي أجرّب أنماطاً مختلفة، والسفر، والتعرّف إلى أشخاص من ثقافات مختلفة، والعمل معهم في مشاريعهم، فأنا شاركت في أفلام ومسلسلات في الإمارات، وفي فيلم قبرصي، والآن أعمل على مسلسل فرنسي، إضافة إلى أعمال كويتية، ومسلسلات تركية معرّبة في تركيا. الحمد لله، أنا أجد هذا الأمر رائعاً جداً، وعلى الصعيد الشخصي هو يثري تجربتي بالتأكيد، ويجعلني أشعر بأنني أتعلم أشياء جديدة باستمرار.
تزوجت خلال الصيف الماضي، فهل معادلة الحب والزواج والفن سهلة التحقيق أم تكتنفها بعض الصعوبات؟
بشكل عام، كل شيء في الحياة تكتنفه الصعوبات، ولا شيء يمكن أن يأتي بسهولة، ولكن تحقيق معادلة الحب والزواج والفن صعوبة جميلة، ونحن نواجه دائماً في هذه الحياة تحدّيات جديدة، ولكن عندما أخوض هذه التحدّيات مع زوجي، ويداً بيد تهون الأمور. الحمد لله، كما أنا أؤمن بأننا لبعضنا، هو أيضاً يؤمن بذلك، وعندها كل العقبات تزول وكل شيء يتيسر، وأنا لا يمكن أن أتصور الحياة من دونه كشريك درب.
ما هي مشاريعك الفنية بالنسبة إلى الفترة المقبلة؟
يُعرض لي حالياً مسلسل «حريم الجراح»، كما أن هناك أيضاً فيلماً سينمائياً قيد التحضير، وعملاً موسيقياً جميلاً جداً.
