
طرح السوبر ستار راغب علامة أغنيته الجديدة «خايف من إيه» التي دعمها بفيديو كليب مميز، وبإنتاج ضخم، وتمّ تصويرها في دول عدّة، تحت إدارة المخرج اللبناني عبد الوهاب خطيب، وكان قد قدمها لأول مرة أمام الجمهور في حفله الذي أحياه على «مسرح قرطاج»، وغناها بشكل مفاجئ بين، وصلات الحفل.
ويبقى الأمر اللافت في الأغنية أنها تحمل توقيع الملحن الراحل خالد البكري، الذي سبق أن تعاون مع راغب في عدد من الأعمال الرومانسية من بينها «نسيني الدنيا»، وهذا التعاون يعيد الذكريات لأجواء الأغاني الكلاسيكية التي قدّمها راغب منذ نحو 15 سنة، كما يعدّ تكريماً للراحل الكبير، وللإرث الفني الذي جمع بينه وبين علامة.

كيف تتحدث عن الأصداء الإيجابية التي تحققها أغنيتك الأخيرة «خايف من إيه»، والتي يرى البعض أنها من بين الأغاني الأبرز المطروحة هذا الموسم؟
لا شك في أنني أكون في قمة السعادة عندما أطرح عملاً جديداً، وألمس هذا الكمّ من الإقبال والمحبة من الجمهور، فحين أرى الناس تردّد كلمات الأغنية، وتنشر مقاطعها في كل مكان، أشعر بأن التعب لم يذهب سدى. هذه الأغنية بالنسبة إليّ ليست مجرّد عمل فني آخر، بل هي حالة وجدانية صادقة، لأنها تحمل توقيع قلبي وإحساسي، وأعتقد أن هذا ما جعلها تلامس الناس، وتدخل قلوبهم بسرعة. أنا مؤمن بأن العمل الصادق يعيش، ولذلك أشعر بأن «خايف من إيه» ستبقى، وتستمر للأجيال المقبلة، لأنها خرجت من القلب، ووصلت إلى القلوب.
الأغنية من ألحان الراحل خالد البكري، كيف تتحدث عن توقيت طرحها؟ وهل لديك الكثير من الأغاني التي تحتفظ بها من أعماله، أو من ألحان غيره؟
الأغنية هي ثمرة تعاون مميّز يجمعني بالشاعر هاني الصغير، وبالملحن الراحل الصديق خالد البكري الذي أكنّ له محبة كبيرة، وتجمعني به أعمال ناجحة، وذكريات جميلة. كنت أحتفظ بهذه الأغنية منذ فترة طويلة، لكنني فضّلت أن أختار الوقت المناسب لطرحها حتى تنال الاهتمام الذي تستحقه. وشعرت بأن اللحظة الحالية مثالية لذلك، فالجمهور متعطش للأغنية الرومانسية التي تحمل عمقاً، ومشاعر صادقة. والحمد لله، فقد جاءت النتيجة رائعة، إذ حققت الأغنية خلال خمسة أيام فقط، أكثر من خمسة ملايين مشاهدة، وهذا رقم يثبت أن الجمهور تفاعل معها من اللحظة الأولى، سواء على صعيد الكلمة، أو اللحن، أو التوزيع الموسيقي العصري الذي منحها روحاً جديدة.
أحب دائماً أن أطوّر نفسي فنياً من دون أن أفقد هويتي وأعتقد أن هذا العمل نجح في تحقيق هذا التوازن
هل يمكن القول إن هذه الأغنية تمثل عودتك إلى اللون الرومانسي الجميل الذي تميزت به مع لمسة موسيقية حديثة، خصوصاً أنها تتناول موضوع الحب والقلق العاطفي، بإيقاع راقص، وموسيقى حيوية؟
نعم، بالتأكيد. يمكن القول إن أغنية «خايف من إيه» هي عودة إلى اللون الرومانسي العميق الذي أحبّه الناس في أغانيّ القديمة، مثل «نسيني الدني»، و«الحب الكبير»، وسواها. لكنني في الوقت نفسه حرصت على أن أقدم هذا اللون بروح جديدة تتناسب مع العصر، سواء من حيث الإيقاع، أو التوزيع الموسيقي، أو الأداء الصوتي. الأغنية تجمع بين الإحساس والرقي، من جهة، والحيوية والإيقاع العصري، من جهة أخرى، ما يجعلها قريبة من مختلف الأجيال. أحب دائماً أن أطوّر نفسي فنياً من دون أن أفقد هويتي، وأعتقد أن هذا العمل نجح في تحقيق هذا التوازن.
وهل هذا النوع من الأغاني هو الأبقى والأكثر استمرارية؟
بلا شك، الأغاني الرومانسية هي الأكثر بقاء في ذاكرة الناس، لأنها تعبّر عن مشاعر إنسانية لا تزول مع مرور الزمن. كل إنسان عاش، أو يعيش، قصة حب يجد نفسه في كلمات هذه الأغنيات. فهي تتجاوز الموضة والوقت، وتتحول إلى جزء من الذكريات والعواطف التي لا تموت، والأغنية التي تحمل إحساساً حقيقياً تعيش، وترافق المستمع في كل مراحل حياته.
وكم يشبه هذا اللون الرومانسي شخصية راغب علامة، خصوصاً أنك من الفنانين الذين يملكون قاعدة جماهيرية كبيرة؟
هذا اللون يشبهني جداً، لأنه يشبه قلبي، وقلب جمهوري الذي أحبّني، ورفعني، ودعمني منذ بداياتي. أنا إنسان بطبعي رومانسي، أؤمن بالحبّ، وبالمشاعر الصافية، وأحاول أن أنقل هذا الإحساس في كل أغنية أقدّمها. وجمهوري يقدّر صدق الإحساس، وأنا بدوري أبادله المحبة والوفاء، لأن علاقتي به ليست سطحية بل علاقة وجدانية قائمة على الثقة والتواصل الدائم.

هل تؤمن بأن المثابرة والإصرار والنجاح في العمل هي أكبر رد على الحملات التي تلاحق الفنان أحياناً؟
طبعاً، وأنا مؤمن بأن النجاح هو أقوى ردّ على الحقد. من الطبيعي أن يتعرض الفنان الناجح لبعض الحملات المغرضة على وسائل التواصل الاجتماعي، وغالباً ما تكون معروفة المصدر والدوافع. لكنني لا أسمح لهذه الأمور بأن تؤثر فيّ، أو في تركيزي على عملي. أنا فنان، أضع كل طاقتي في فني وجمهوري، ولا يمكن لأحد أن يجرّني إلى القاع الملوّث بالكراهية. ردّي دائماً يكون من خلال أعمالي الناجحة، وحفلاتي التي تملأ القاعات. ومع ذلك، إذا تجاوز البعض حدود الأدب، فالقضاء موجود، وأنا لا أتردد في اللجوء إليه عند الضرورة، لحماية سمعتي واسمي من أيّ تطاول.
كان صيفك حافلاً بالأعمال والحفلات والمهرجانات الناجحة، خصوصاً في «مهرجان قرطاج»، فهل يمكن القول إنه الموسم الأفضل بالنسبة إليك؟
نعم، هذا الصيف كان بالفعل من أنجح المواسم في مسيرتي الفنية. قدّمت حفلات كبيرة في أكثر من بلد عربي وأوروبي، وشهدت تفاعلاً مذهلاً من الجمهور. حفلي في مهرجان قرطاج كان من أجمل المحطات، لأنه جمعني بجمهور وفيّ يرافقني منذ عقود، وقدّمت خلاله باقة من أجمل أغانيّ، القديمة والجديدة. هذه اللقاءات المباشرة مع الناس تعني لي الكثير، لأنها تمنحني طاقة، وحافزاً للاستمرار.

وما هي مفاجآتك الفنية للمرحلة المقبلة؟
مفاجآتي لا تتوقف أبداً. أنا في حالة بحث دائم عن الجديد الذي يضيف إلى مسيرتي. حالياً أعمل على مجموعة من الأغاني المنوّعة، وهدفي أن أقدّم أعمالاً تلامس إحساس الناس بمختلف أعمارهم، وأنا أعرف أن جمهوري ينتظرني دائماً بأعمال تليق به، وهذا ما أحرص عليه في كل خطوة.