
مع أنها ممثلة معروفة، لكن ديان أبي علام قرّرت أن تصقل موهبتها جيداً من خلال العمل في المسرح، لأنها تعتبره المجال الأصعب مقارنة بالتلفزيون والسينما، ما يسهّل عليها العمل فيهما. لها مشاركات في العديد من المسلسلات والأفلام السينمائية، وآخرها مسلسل «سر وقدر»، الذي سيعرض قريباً، وفيلم «كذبة كبيرة» الذي سيعرض على منصة «نتفليكس»، إلى جانب عملها في تقديم البرامج، كما تخصص أبي علام بعضاً من وقتها لجمعية «حركة السلام الدائم» التي تعنى بحق المرأة والطفل، وتعمل على حلّ الخلافات المجتمعية بالطرق السلمية.
ما السبب الذي جعلك تختارين المسرح في حين أن الجمهور ينتظر عرض مسلسلك الجديد «سر وقدر»؟
هذا صحيح، وقريباً سوف يعرض مسلسل «سر وقدر»، ولكنني قررت دخول عالم المسرح لأنني وجدته أهمّ وأجمل من التلفزيون، وأصعب منه بكثير، ويحتاج إلى قوة، وتركيز، وصوت، وحضور كبير، والخطأ فيه ممنوع، بينما في التلفزيون إذا أخطأنا أمام الكاميرا نستطيع أن نقطع ونعيد. كل ثانية على المسرح تعادل خمس دقائق على شاشة التلفزيون، وتفاعل الجمهور يكون مباشراً وفورياً، فهو قد يملّ بسرعة، أو يفرح بسرعة، عندما يشاهد عملاً مسرحياً.

وكيف تتحدثين عن مشاركتك المسرحية؟
هما مسرحيتان، الأولى مع لورا خباز تتحدث عن الأقنعة التي نضعها على وجوهنا لكي نخفي مشكلاتنا، ونحمي أنفسنا في الحياة، والثانية مع طارق سويد، ومن كتابته، وتتضمن رسائل وأفكاراً جميلة جداً مقدمة على شكل اسكتشات تضيء على الفوضى التي نعيشها في علاقاتنا في وسائل التواصل الاجتماعي، والمؤثرين، وفوضى الحياة الزوجية.
ولماذا اخترت لورا خباز؟
هي تتبع مدرسة أخيها الفنان جورج خباز، والتجربة معها قاسية ومفيدة جداً، ونحن نعمل كثيراً حتى على التفاصيل المملة. نحن نعمل على الصوت، الأداء، التنفس، الحركة والعيون. وأنا أنصح كل من يريد الدخول إلى مجال التمثيل أن يدخله من خلال المسرح أولاً.
وبالنسبة إلى مسلسل «سر وقدر»؟
نحن انتهينا من تصويره، وهو آخر مسلسل للراحل فادي إبراهيم، ودوري فيه جميل جداً، وشريكة في البطولة، وهو أكبر دور أقدمه حتى الآن في الدراما التلفزيونية، من خلال شخصية إيجابية جداً تؤثر كثيراً في أحداث المسلسل، وسوف يعرض قريباً على «LBC»، ولكنني لا أستطيع أن أكشف تفاصيله، لكن لديّ خط درامي خاص بي ضمن أحداث القصة، ودوري فيه من أجمل الأدوار التي لعبتها خلال مسيرتي الفنية، واشتغلت عليه كثيراً.

يبدو أنك تحاولين الهروب من الدراما التلفزيونية إلى المسرح؟
حالياً أنا أركز على المسرح، وانتظر نتيجة عرض «سر وقدر»، وأتمنى أن تكون إيجابية، وأن يحبه الناس، ويحيون دوري فيه. المسرح يفتح أمامي الأبواب لكي أدخل التمثيل من الباب العريض، لأنه مجال صعب، ومستواه مختلف عن المجالات الأخرى، كما أنه يشكل تحدّياً جديداً أفرغ فيه طاقتي. وسبق أن شاركت قبل مدة تحت إشراف لورا خباز في إعادة لمسرحية لجورج خباز «مش مختلفين»، التي تتحدث عن العيش المشترك بين الإسلام والمسيحيين في لبنان، وقدمت فيها دور كريستينا.
هناك شركات أخرى تستعين بأي اسم معروف وتصنع منه البطلة مع أنها لا تجيد التمثيل
وماذا عن العروض السينمائية؟
شاركت بدور صغير في فيلم «فيلم تجاري» الذي يحكي عن الإنتاج الفني التجاري الذي تعتمده بعض شركات الإنتاج في لبنان، وسيعرض قريباً على «نتفليكس». لا شك في أنه يوجد في لبنان شركات إنتاج هامة، وتقدم أعمالاً تتميز بمستواها الجيد، تمثيلا وإنتاجاً وإخراجاً وكتابة، ولكن هناك شركات أخرى تستعين بأي اسم معروف، وتصنع منه البطلة، مع أنها لا تجيد التمثيل.
كيف انعكس الزواج عليك؟
زوجي يدعمني، ويحبني كثيراً، وزواجي يجمع بن الحب والعقل، ولذا انعكس بشكل إيجابي عليّ، وهذا الأمر يسهم في دعمي فنياً، وإبراز قدراتي وطاقاتي، وبالنسبة لي فإن أقوى أنواع الحب عندما يكون الشريك داعماً، ومسانداً، وسعيداً بنجاحي. زواجي منحني الاستقرار، وثقة أعلى بنفسي، ما يدفعني لأن أعمل بطريقة أفضل، لأن مجالنا خطر، وفيه مخاطرة، ومن الهام أن تنتبه الفنانة لنفسها واسمها، وأن تعمل بطريقة صحيحة ونظيفة.
لماذا استمرت العلاقة 10 سنوات قبل قرار الزواج؟
نحن كنا صديقين، ثم أغرمنا ببعضنا بعضاً، وتركنا، ثم عدنا أكثر من مرّة، ثم خطبنا وتزوجنا.
وهل لزوجك علاقة بالوسط الفني؟
أبداً، بل هو يعمل في مجال مختلف كلياً.
ألا يزعجه غيابك عن البيت خصوصاً أنك مرتبطة بعملين في التوقيت نفسه، عدا التمارين اليومية؟
زوجي أكبر داعم لي، ويشجعني كثيراً، وسيكون في مقدمة الحضور عند عرض أعمالي الجديدة. زوجي أسس شركة في الأردن، ويديرها من هناك، ولذلك هو يضطر إلى السفر والتنقل بين لبنان والأردن، وأنا أيضاً أذهب لزيارته كثيراً.

وهل
بالتأكيد، لكنني لم أتزوج إلا منذ سنة، واحدة وأفضّل أن أنتظر قليلاً. الإنسان يتزوج من أجل أن يصبح لديه عائلة، ولكي ينجب أطفالاً، وهذه واحدة من أولوّياتي، كما يهمني في الوقت نفسه أن أتقدم في مجالي المهني.
وتعملين أيضاً في مجال حقوق الإنسان؟
نعم، أنا أفعل ذلك من خلال جمعية «حركة السلام الدائم» التي تعني بحقوق المرأة والطفل، وحلّ النزاعات التي تحصل في المجتمع بالطرق السلمية، بعيداً عن العنف، لأن العنف لا يوّلد سوى العنف.