فرح الزاهد: مسلسل «روج أسود» مأخوذ من ملفات محكمة الأسرة وسبّب لي اكتئاباً

رغم رحلتها الفنية القصيرة، إلا أن الفنانة فرح الزاهد استطاعت أن تؤكد موهبتها في العديد من الأعمال التي قدمتها، وتنوّع أدوارها، وخلال سنوات قليلة أوجدت لنفسها مكاناً مميزاً بين نجمات جيلها، لتؤكد مع كل دور تقدمه، براعتها كممثلة، وهو ما أكدت عليه، أخيراً، من خلال تقديمها دور «شيطانة» في مسلسل «أهل الخطايا»، الذي جسدت من خلاله الشر كما يجب أن يكون، وتنتظر فرح عرض مسلسل «روج أسود» الذي تقدم فيه شخصية جديدة مختلفة، فضلاً عن بدء تصويرها مسلسل «لينك».
حول أدوارها الأخيرة وردود الفعل حولها، وعملها مع شقيقتها، وأسئلة أخرى في هذا الحوار:

نبدأ من أحدث أدوارك في مسلسل «لينك». ماذا عنه وما هي طبيعة دورك فيه؟
هو مسلسل اجتماعي يتناول عدداً من القضايا النسائية، ويقدم مجموعة من القصص المختلفة لكل بطل من أبطاله، وبتنوع مدهش، وأنا أقدم فيه شخصية «سعاد»، وهي فتاة تكون قريبة من كل الشخصيات النسائية في العمل، وتقوم بإنقاذ بطل العمل الشخصية التي يجسدها الأستاذ سيد رجب، من عملية نصب إلكتروني يتعرض لها، وبتفاصيل عدّة، وهو من الأعمال ذات الـ 10 حلقات، ومن المقرر أن يعرض على إحدى المنصات فور الانتهاء من تصويره، ويضم مجموعة كبيرة من النجوم والنجمات.
ما الذي جذبك إلى شخصية «سعاد»؟
انجذبت إلى العمل ككل من القراءة الأولى، وشخصية «سعاد» جذبتني جداً، لأنها تركيبة إنسانية خاصة ومختلفة، تمرّ بمعاناة وتحديات تجعلها تفهم نفسها أكثر، كما ستجد كل النساء اللائي حولها أنفسهن في شخصيتها، فهي شخصية مركّبة، وتمرّ بحكايات كثيرة، بخاصة أن كل بطل من أبطال المسلسل له حكاية خاصة، و«سعاد» هنا تمرّ بفترات كبيرة من المعاناة، والتحدّيات الخاصة.
دورك في مسلسل «أهل الخطايا» أحدث ردود فعل كبيرة جداً، فكيف جاء ترشيحك لشخصية «هند»؟
عندما عرض عليّ الدور في البداية وقرأته تخوّفت منه جداً، وكدت أرفضه، لكنني علمت أن من رشحني له المخرج الأستاذ رؤوف عبد العزيز، وعندما تواصلت معه وأبديت دهشتي، وجدته يشجعني جداً، ويؤكد أنني أكثر ممثلة مناسبة لهذا الدور، رغم براءة وجهي، مشيراً إلى أن هذا تحديداً هو سر اختياره لي قائلاً (عندما يتجسد الشيطان يجب أن يكون حقيقياً في وجه ملائكي، ولأنني اعتدت شخصيتك الرقيقة فوددت توصيل رسالة إلى الجمهور، وهي أنه ليس كل من كانت عيونه بريئة، أو سريع البكاء فهو ملاك، فمن الممكن أن يكون في داخله شر كبير، وهذا التناقض سيصنع صورة مختلفة من الشخصية).

هل أقنعك المخرج بشخصية هند من أول مرة؟
أقنعني جداً بوجهة نظره للشخصية، بل وشجعني، وأكد لي أنه واثق بقدراتي، على الرغم من خوفي من الدور، وعندما أشرت عليه بأن هناك ممثلات غيري ومناسبات للشخصية بشكل أكبر، لكنه أكد لي أنه يريد ملامحي البريئة لأن المسلسل واقعي.
بعد اقتناعك بكلام المخرج، ما الذي جذبك إلى شخصية «هند»؟
واقعية العمل، والقصص الحقيقية، من أهم العناصر التي جذبتني وشجعتني على تقديم الشخصية، وكنت متحمسة جداً لتقديم البطولة أمام أستاذ جمال سليمان، والتعاون للمرة الثانية مع المخرج رؤوف عبد العزيز، واستفزني الدور حيث إنه مختلف عني، ويتعارض مع طبيعتي وملامحي التي يراها البعض بريئة، ففكرة أن أقدّم دور «شيطانة» بوجه ملائكي يصنع مفارقة كبيرة مع الجمهور، والحمد لله، هو ما حدث بالفعل، وتأكد صدق اختيار المخرج.
هل واجهتك صعوبات أثناء التحضير للشخصية بخاصة أنها مختلفة عنك؟
بالتأكيد، أيّ دور يكون فيه صعوبات، بخاصة إذا كانت الشخصية تختلف عن شخصيتي الحقيقية، وشخصية «هند» تختلف تماماً، بل وعلى النقيض من شخصيتي، ولكونها «شيطانة» فهي تعتمد بشكل أكبر على عينيها للتأثير في المحيطين بها، لذا كان هناك تركيز شديد طوال الوقت على التمثيل بالعين، خاصة نظراتها مع شخصية «نوح» التي جسدها الفنان جمال سليمان، حيث تحاول استمالته واستعطافه طوال الوقت.

هل وجدت صعوبة في التعاون مع النجم جمال سليمان؟
على الإطلاق، فهو «وش الخير عليّ»، تعاونت معه من قبل في مسلسل «الطاووس»، وأنا أحبه بشكل غير طبيعي، وأخبرته ذلك من قبل، وأشعر بأنني استفدت منه الكثير، سواء على المستوى المهني، أو الشخصي، فهو لا يمل ولا يكل من العمل، فهو فنان كبير، وشخصية جميلة في تعامله طوال الوقت، ولا يبخل بأي شيء على أيّ ممثل متواجد في العمل، ولم أجد صعوبة على الإطلاق في مشاهدي معه، بالعكس كانت من أجمل ما يمكن، أولاً لسهولة التعامل معه، وثانياً لأني في حياتي الطبيعية بالفعل دموعي قريبة، ومن السهل أن أتأثر بأيّ شيء، وهذا ساعدني كثيراً، فضلاً عن فهمي الكبير للشخصية، وأنه ليس هناك شر مطلق، وخير مطلق.
مشاهدة أرسلت لي رسالة تخبرني بحبها الكبير لشخصيتي في المسلسل رغم أنها تعلم أنني «شيطانة»
هل أقلقك تأثير دورك كشريرة أو «شيطانة» في حب الجمهور لكِ؟
هذه المسألة أقلقتني في بداية تصوير الدور، وهذا طبيعي، لأن أيّ فنان يحرص دائماً على ألّا يخسر ولو فرداً واحداً من جمهوره، لكن المخرج طمأنني بشكل كبير، وفوجئت بتعليقات الجمهور، وصدمتهم بشخصيتي، فقرأت تعليقاتهم، ومدى إعجابهم بالشخصية، لدرجة أنهم أطلقوا عليّ: «الشيطانة التي أحبها الجمهور»، أعجبوا بالشخصية لكني في الوقت نفسه لم أفقد حبهم لي كفنانة، حتى أن مشاهدة أرسلت لي رسالة تخبرني بحبها الكبير لشخصيتي في المسلسل، على الرغم من أنها تعلم أنني «شيطانة»، وسعدت جداً بردود الأفعال، بخاصة على مشهد مواجهة «هند» مع «نوح»، لأن هذا هو الهدف الأساسي من الشخصية، خداع الجمهور وتصديقهم لها.
يقال إن هناك موسماً ثانياً من أهل «الخطايا»، فهل ستشاركين فيه؟
حقيقة الأمر أنا لا أعلم حتى الآن أية تفاصيل عن الموسم الثاني من المسلسل، لكنني أعرف أنه لا يزال في مرحلة الكتابة، وأعتقد أنه سيكون بفنانين جدد، حيث إن أغلبهم قُتل في الموسم الأول، لكن من الممكن أن تعود الشياطين مرة أخرى، ويكون لي دور، لكن حتى الآن ليس لديّ أيّ معلومات عن مشاركتي، من عدمها.
منذ ظهورك كممثلة، يتم عقد مقارنة بينك وبين شقيقتك الفنانة هنا الزاهد، فكيف تتعاملين مع هذه المقارنة؟
المقارنة بيني وبين شقيقتي هنا الزاهد متواجدة بالفعل منذ بدايتي، لذا لا أهتم بها، واعتدت الأمر، ولا تثير انتباهي، وهي كذلك، لأنه كل منا لها شخصيتها، وأدوارها، واختياراتها.
شاركت في بدايتك مع هنا الزاهد في مسلسل «حلوة الدنيا سكر» ولم تتكرر التجربة، فهل تمانعين في العمل معها في عمل مشترك؟
على الإطلاق، أحب جداً بالتأكيد أن أعمل مع هنا، لكن يجب أن يكون العمل مناسباً وقوياً، وليس تعاوناً لمجرد الظهور معاً، وبالفعل عُرضت علينا أعمال مشتركة، لكننا ننتظر الفرصة المناسبة، لأنني أرى أن هذه الخطوة لابد أن تكون مؤجلة إلى وجود العمل المناسب، لي ولها، لأن هنا بدأت التمثيل قبلي بفترة، ولديها خبرة أكبر، لذا فعندما يسند إلينا عمل لابد أن نقدم عملاً جيداً نصدقه، أنا وهي، قبل أن يصدقه الجمهور، لكن بالتأكيد لا أمانع على الإطلاق وأرحب جداّ.

لديك مسلسل «روج أسود» لم يعرض بعد، فماذا عن دورك فيه؟
«روج أسود» من أحب الأعمال إلى قلبي، لأنه مملوء بالدراما، وأنا أعشق الأعمال الدرامية المملوءة بالمشاعر الإنسانية، فالمسلسل يقدم العديد من القضايا الهامة والحقيقية المأخوذة من ملفات محكمة الأسرة، ولذلك فهذا المسلسل تسبب لي باكتئاب من كمية الأحداث التي فيه، وأنا أجسد خلاله شخصية «حبيبة»، فتاة لديها الكثير من الأحلام والطموحات، لكنها تعاني العنف المنزلي فقرّرت الزواج، لكن لم تعش حياة سعيدة، بل عنّفها زوجها أيضاً، فتقرر استغلال منصات التواصل الاجتماعي، مثل «تيك توك»، بطريقة إيجابية، وتنجح في ذلك بالفعل، والمسلسل يوجه رسالة هامة عن كيفية استخدام التطبيقات الرقمية بشكل مفيد، لكن شخصيتي في العمل تمرّ بتجارب صعبة جداً.
لماذا أنت بعيدة عن الكوميديا؟
بالعكس، أنا أعشق الكوميديا والأعمال «اللايت»، لكني أحب الكوميديا التي تقوم على الموقف، وليس «الإيفهات»، لأن تأثيرها يكون أقوى، وتعيش طويلاً، وأتمنى بالتأكيد أن أجد أعمالاً كوميدية من تلك النوعية، ولن أتردّد في تقديمها.
إعداد: أحمد إبراهيم