ضمن «أجندة فعاليات أبوظبي» التي تشمل العديد من الفعاليات الفنية والترفيهية، أحيا النجم اللبناني وائل كفوري، مساء أمس، حفلاً غنائياً ضخماً في العاصمة الإماراتية، قدّم خلاله سهرة موسيقية استثنائية عكست جماهيريته الواسعة، وحضوره الطاغي على المسرح. الحفل الذي شهد حضوراً جماهيرياً كثيفاً من مختلف الجنسيات والأعمار، أكد مكانة كفوري كأحد أبرز نجوم الطرب العربي الذين يملكون قاعدة جماهيرية صلبة في المنطقة.
ومنذ اللحظة الأولى لظهوره على المسرح، تفاعل الجمهور مع نجمهم المفضل، بتصفيق حار، وهتافات لم تهدأ طوال الأمسية. وقد اختار كفوري أن يستهل الحفل بأغنية «ما رجعت أنت»، تلتها أغنية «بدك للّحق» التي أشعلت الأجواء، قبل أن ينتقل إلى مجموعة من روائعه التي تنوّعت بين أعماله، الحديثة والكلاسيكية، فكان الجمهور يردّد معه الكلمات بحماس لافت.
وخلال الحفل الساهر الذي امتد لساعتين تقريباً، قدّم كفوري باقة من أغانيه الجديدة التي لاقت انتشاراً واسعاً في الفترة الأخيرة، منها «تك تك قلبي»، و«بدي أغيّر فيك العالم»، وهي أغانٍ تميّزت بإيقاعاتها العصرية، وكلماتها الرومانسية التي تعكس أسلوبه الفني المتجدّد. وتحوّل المسرح مع هذه الأغنيات إلى مساحة للرقص، والغناء الجماعي، حيث لم يتوقف الحضور عن التفاعل والتصفيق.
لكن الحنين إلى الكلاسيكيات كان حاضراً بقوة أيضاً، إذ لم يبخل كفوري على جمهوره بأغانيه القديمة التي رسّخت اسمه في ذاكرة عشاق الطرب. فأطرب الحاضرين بأداء مميّز لأغنية «لو حبنا غلطة» التي غنّاها الجمهور معه كلمة بكلمة، قبل أن يأخذهم في رحلة رومانسية مع روائعه «تلج ورعد وسألوني»، و«حبيبي يلي بحبه»، ليغمر القاعة إحساس دافئ مملوء بالشجن.
ولم ينس كفوري أن يعود إلى بعض الأغاني التي شكلت جزءاً من بداياته الفنية، وارتبطت بذاكرة جيل كامل، مثل «الناس بتكره كلمة لا»، و«خدني الهوا ورماني»، ليؤكد عبرها استمرارية نجاحه الفني الممتد منذ أكثر من عقدين.
الحفل لم يكن مجرّد أمسية غنائية، بل مناسبة استثنائية جمعت عشاق الطرب في قلب العاصمة الإماراتية. وقد بدا واضحاً أن الجمهور كان على موعد مع تجربة فنية متكاملة، حيث اجتمع الأداء القوي، والإحساس الصادق، والتفاعل الحماسي، في ليلة تركت بصمة لا تُنسى في ذاكرة الحاضرين.
وائل كفوري بدوره عبّر عن امتنانه لجمهوره في أبوظبي، موجهاً لهم التحية أكثر من مرة، ومؤكداً أن محبتهم ودعمهم المستمر هما سرّ استمراره وتألقه الفني. وأكد أن هذه الأمسية في أبوظبي ستبقى من الليالي المميّزة في مسيرته، مشيداً بالتنظيم الراقي، ودفء التفاعل الذي منحه طاقة مضاعفة على المسرح.
واختُتم الحفل وسط أجواء من الفرح الغامر، حيث بقي الجمهور حتى اللحظة الأخيرة يردّد أغاني كفوري، ويلتقط الصور التذكارية، في مشهد عبّر بوضوح عن المكانة التي يحظى بها هذا النجم اللبناني على الساحة العربية. لقد كانت ليلة موسيقية بامتياز، أثبتت أن صوت وائل كفوري لا يزال قادراً على أسر القلوب، وإحياء ليالٍ لا تُنسى.