28 سبتمبر 2025

بسمة داود: أحببت دوري في «ما تراه ليس كما يبدو» وأتمنى تصوير أعمال أخرى في السعودية

فريق كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

بدأت الفنانة بسمة داود مشوارها الفني، قبل خمس سنوات، في مسلسل «ملوك الجدعنة»، في موسم رمضان 2021، بعده تألقت في العديد من الأعمال منها، «نصيبي وقسمتك 4، منعطف خطر، مشوار الونش، شغل في العالي، إيجار قديم، كشف مستعجل، حكايات جروب الدفعة، وتيتا روز»، وأعمال أخرى أسهمت في الانتقال بها إلى منطقة خاصة بها، تأكدت بعد القيام ببطولة الفيلم السعودي «إسعاف»، ثم المشاركة في بطولة «ما تراه ليس كما يبدو» الذي عرض أخيراً.

حول مشوارها الفني وتنوّع أدوارها والعمل في السينما السعودية، كان معها هذا اللقاء:

بسمة داود وتارا عماد في مسلسل
بسمة داود وتارا عماد في مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو"

ما الذي لفت نظرك وجذبك إلى حكاية «أنت وحدك» في مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»، ودفعك إلى المشاركة فيه؟

عندما عُرض عليّ العمل، كان أول ما جذبني إليه الورق، فقد كان العنصر الأول الذي شدّني له، بأسلوب كتابته، والحكاية نفسها، لأن أول ما يلفت نظري لأيّ عمل يعرض عليّ الموضوع، هل الحدوتة جيدة أم لا؟، وهو ما وجدته بالفعل بشكل رائع، والشخصيات جميعها مكتوبة بطريقة قوية، ومملوءة بالتفاصيل، وليست مقتصرة على الأدوار الرئيسية فقط. ثم يأتي بعد ذلك المخرج، وأنا أثق جداً بالمخرج جمال خزيم، على الرغم من أنها تجربته الأولى كمخرج، وكذلك بكل فريق العمل. أضف إلى ذلك شركة الإنتاج، فقد سبق وتعاونت من قبل مع شركة «كايرو برودكشن» في مسلسل «إيجار قديم»، الذي عُرض عام 2022، والذي اعتبره من أجمل التجارب في مسيرتي، وهذا ما جعلني متحمّسة بشدة للتعاون معهم في العمل الجديد، بإنتاج موثوق به، مع فريق جديد، ونص قوي، وإخراج متميّز، كل هذه العناصر جعلتني واثقة بأن العمل سيخرج بشكل مميّز للغاية.

ما المختلف في شخصية «نها» وحمّسك لتقديمها؟

«نها» المفترض أنها صحفية، وهي شخصية جديدة بالنسبة لي، وجذبني إليها أنها فتاة قوية، أو كما يقولون «بنت بمئة رجل»، تعمل في مهنة مملوءة بالتحدّيات والصعوبات، وتتمتع بقدرة هائلة على إثبات نفسها في مواقف معقدة، فهي شخصية غنية بالتفاصيل، في تاريخها الشخصي، أو المهني، إضافة إلى ما تمرّ به من تطورات في الأحداث. والمخرج جمال خزيم قدم معالجة مملوءة بالأحداث والتفاصيل الهامة، حيث كل حلقة تنتهي بشكل مشوّق، حتى أن قراءة النص وحده جعلتني متشوقة لمعرفة ما سيحدث في الحلقات التالية.

مجلة كل الأسرة

كيف كان تحضيرك لتقديم شخصية «نها»؟

بعد القراءة الأولى قد تبدو شخصية «نها» سهلة، لكن بالعمل على الشخصية تكتشف أنها ليست سهلة تماماً، بل تتطلب دراسة نفسية معمقة، وهو ما عملت عليه، وقمت ببحث كبير حول جوانبها الداخلية، ووجدت أن لكل موقف تفاصيل دقيقة، في وقت محدّد، وهو أمر صعب بالتأكيد، لكنه ممتع، لأنك تدخل إلى حياة إنسانة لها حياتها، وتجاربها الخاصة، وأسلوب تفكيرها، فاكتشفت إنها على الرغم من كل ما يبدو عليها من مظاهر قوة، وتعمل في مهنة صعبة، و«بنت بمئة رجل»، إلا أن لديها نقطة ضعف، وهي أنها تخشى الوحدة، وهذا أمر اشترك فيه معها على المستوى الشخصي، فمعظم الناس عند مواجهة الوحدة يشعرون بالخوف والقلق، وهذا الجانب كان جزءاً هاماً من بناء الشخصية. وأثناء القراءة استعين دائما بدفتر أدوّن فيه كل تفاصيل شخصياتي، وهو ما فعلته مع «نها»، حتى حركات جسدها الخاصة، لحظات شرودها وتفكيرها، وهذا كله، مع توجيهات المخرج، أعانني على تجسيد الشخصية بالشكل الذي خرجت به.

فكرة العيش في عزلة تامة طوال الوقت أمر غير مقبول بالنسبة لي، بخاصة أنني شخصية اجتماعية أحب كل من حولي

تشتركين مع «نها» في الخوف من الوحدة، بعكس طبيعة الفنان في حب «العزلة»، فبمَ تفسيرين ذلك؟

بالفعل أحب أحياناً العزلة المؤقتة للراحة، أو للتفكير في عمل جديد، أو شخصية جديدة، وليس أكثر، لأنني أخاف بالفعل من الوحدة المطلقة، فهي بالنسبة لي «مرعبة». فأنا منذ طفولتي اعتدت أن أكون قادرة على الاستمتاع بوقتي بمفردي من دون ملل، مثل السفر وحدي، أو مشاهدة التلفاز مع نفسي، وهذا كان دائماً لبعض الوقت، ثم أعود للاندماج مجدداً مع الأسرة والأصدقاء، لكن فكرة العيش في عزلة تامة طوال الوقت أمر غير مقبول بالنسبة لي، بخاصة أنني شخصية اجتماعية، أحبّ كل من حولي، وأخشى عليهم بشدة، وأفكر فيهم طوال الوقت.

خضت أول تجربة لك في السينما السعودية من خلال فيلم «الإسعاف»، فهل شعرتِ بأنك «غريبة» عن هذه الأجواء؟

على العكس تماماً، فقد أحببت الأجواء جداً، واندمجت فيها منذ اللحظة الأولى، فالناس هناك كرماء للغاية، وعلى مستوى عال جداً من الاحترافية، حتى الأشخاص العاديون في الشارع كانوا يساعدوننا في مواقع التصوير، لذا، فأنا أحببت التجربة جداً، وأتمنى أن أتمكن من تقديم أعمال أخرى يكون تصويرها في المملكة، ومن خلال السينما السعودية.

مجلة كل الأسرة

ما هي طبيعة شخصيتك في أحداث فيلم «إسعاف»؟

قدمت شخصية «لينا»، وهي فتاة مصرية تعيش في مدينة الرياض، تجمعها الأحداث مع مسعفين يعملان في العاصمة السعودية يواجهان يومياً العديد من التحدّيات، والمواقف المحرجة التي تقابلهما أثناء تأدية عملهما، الأول هو «عمر» الذي يجسد دوره الفنان إبراهيم الحجاج، والذي يتميّز بروح مرحة، وشخصية تسعى لخوض التحديات، والثاني «خالد» الذي يجسده الفنان محمد القحطاني، وهو يجسد الشخصية الجادة والمسؤولة، والذي يجد نفسه غالباً في مواقف حرجة بسبب شريكه «عمر»، لكن تنقلب حياتهما رأساً على عقب بعدما يجدان نفسيهما متورّطين في حادث غير متوقع.

المفترض أن «لينا» فتاة مصرية تعيش في السعودية، فكيف عملت على الشخصية حتى تكون قريبة من الواقع؟

أولاً السيناريو مكتوب بشكل جيد، ثم أثناء التحضير عملنا كثيراً على شخصية «لينا»، وتناقشت مع المخرج كولين توج، وهو مخرج إنجليزي لديه خبرة كبيرة، وأخذنا وقتاً في مناقشات طويلة حول تفاصيل كثيرة في خلفية الشخصية وتاريخها، وما يجب أن تفعله، وما لا يجب، لذا قضينا وقتاً طويلاً في التحضير، ما أسهم في تطوير الشخصية بشكل كبير للخروج بها إلى شكلها على الشاشة.

مع إبراهيم الحجاج في مشهد من فيلم
مع إبراهيم الحجاج في مشهد من فيلم "إسعاف"

الفيلم يُعد أول عمل عربي بتقنية IMAX، فهل أثر ذلك في طريقتكِ في التمثيل أو التحضير للمشاهد؟

التقنية أثرت في العمل ككل بشكل إيجابي، وعرضه بهذه التقنية نقله إلى مستوى مختلف تماماً، لأن تأثيرها يكون في العرض، ولم يكن هناك اختلاف كبير، في التصوير أو التحضير، لكن المشاهد أصبحت أكثر ثراء في التفاصيل، حيث تم تنفيذه بدقة عالية، كما أن وجود مخرج بريطاني أضاف إلى العمل قيمة فنية كبيرة، فضلاً عن أن كل فريق العمل بذل جهداً أكبر في تقديم أفضل ما لديه ليكون الفيلم على أفضل صورة.

لو طلب منكِ تقديم دور فتاة سعودية في دور باللهجة المحلية هل توافقين؟

بكل تأكيد سأوافق إذا عرضت عليّ تجربة مماثلة، وسأكون متحمسة جداً لتقديمها، مثلما تحمست لتقديم شخصية «لينا»، لأنها كانت بالنسبة لي تجربة مختلفة تماماً عن أيّ عمل شاركت فيه من قبل، لأنني أعشق التحدّي، والتجارب الجديدة المختلفة.

بعد فيلم «إسعاف» ومسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»، ما الجديد خلال الفترة المقبلة، وهل سيكون سينما أم دراما تلفزيونية؟

بعد الانتهاء من الفيلم ثم المسلسل أخيراً، أخذت فترة استراحة حقيقية لرغبتي في قضاء إجازة، لكني خلال هذه الفترة أقرأ العديد من النصوص التي سأختار من بينها ما يمكن أن أقدمه خلال الفترة المقبلة، من دون التركيز على ما إذا كان دراما تلفزيونية، أو سينما، فانا أعشق العمل فيهما، ولم يعد هناك فرق بينهما كما كانت الفكرة السائدة في السابق، الهام أن يكون العمل جيداً، وفكرة جديدة، وشخصية مختلفة.

* إعداد: نادية سليمان