24 سبتمبر 2025

رحيل كلوديا كاردينالي... واحدة من ألمع نجوم السينما الإيطالية

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

مجلة كل الأسرة

‫كانت كلوديا كاردينالي، التي رحلت مساء الثلاثاء 23 سبتمبر، واحدة من نجمات السينما الإيطالية اللواتي اكتسبن شهرة عالمية، ومثّلن في أفلام أوروبية وأمريكية.

مجلة كل الأسرة

إلى جانب صوفيا لورين (91 سنة)، وجينا لولو بريجيدا (التي رحلت عن 95 سنة في مطلع عام 2023)، شكّلت كاردينالي حضوراً ثرياً للممثلات الفاتنات في عصر سينمائي حافظ على حضور الممثلات كتجسيد لأنثوية المرأة في زمن ما قبل قيامها بأدوار العنف والقتال، المنتشرة حالياً.

مجلة كل الأسرة

وُلدت في مدينة تونس سنة 1935 وترعرعت فيها، إلى أن جذبها حب التمثيل إلى إيطاليا، حيث أسست نجومية وشهرة لم تحققها إلا ممثلات إيطاليات قليلات، مثل آنا مانياني، وصوفيا لورين، وجينا لولو بريجيدا.

وفي إيطاليا الستينيات، مثّلت في مجموعة كبيرة من الأفلام من بينها «المعتاد المجهول»، لماريو مونيشيللي، و«حقائق جريمة» لبييترو جيرمي، و«روكو وإخوته» للوكوينو فسكونتي، الذي طلبها مرّتين بعد ذلك فظهرت في فيلمه «الفهد» (1963)، ولاحقاً في «جزء من محادثة» (1982).

وفي الستينيات كذلك ظهرت في أول فيلم أمريكي لها وهو «الفهد الوردي»، أمام بيتر سلرز، وإخراج إدوارد بلايك، وهو العام ذاته الذي وضعها المخرج الرائع (وأحد قمم السينمائيين الإيطاليين بدوره) وتحت إدارة المخرج فديريكو فيلليني في «1/2 8»، أمام مارشيلو ماسترياني وأنوك إيميه.

أثناء زيارتها تونس
أثناء زيارتها تونس

كاردينالي لم تنس أنها من مواليد تونس، وعادت إليها عدة مرّات كضيفة معززة من قِبل الحكومة، ومهرجان قرطاج الدولي.

وكانت بدأت مهنتها التمثيلية هناك ففي سنة 1958، ولعبت أول أدوارها السينمائية في فيلم فرنسي- تونسي مشترك، من بطولة عمر الشريف اسمه «جحا».

مجلة كل الأسرة

 واختارت تونس أيضاً كآخر محطة تمثيل بالنسبة إليها، عندما دعاها المخرج التونسي رضا الباهي لكي تؤدي دوراً هامّاً في فيلمه «جزيرة الغفران»، سنة 2023، لعبت في الفيلم دور الجدّة التي تعيش مع عائلتها الإيطالية في جزيرة جربة في الثلاثينيات. وفي محادثة مع المخرج حول كاردينالي ودورها في الفيلم، قال: «كانت كلوديا في بالي منذ بدأت كتابة السيناريو، ولأكثر من سبب. في المقام الأول أنها ايطالية عاشت فعلاً مع ذويها في تونس، وتفهم الثقافتين الإيطالية والتونسية. الثاني قيمتها كممثلة وكفنانة. حيال هذين السببين كان طبيعياً ومنطقياً أن أختارها لفيلمي».

مجلة كل الأسرة

كان «جزيرة الغفران» آخر محطة عمل بالنسبة إليها، ظهرت خلالها في 128 فيلماً، وتبوأت، لأكثر من ثلاثة عقود، كلاً من الشهرة والإعجاب الفني بمسيرتها.