سلمى الشلبي: أنا لست «إنفلونسر» ومشاركتي في «القدر» إضافة كبيرة لمسيرتي الفنية

سلمى الشلبي، ممثلة محترفة متخصصة في المسرح وعلم النفس الاجتماعي، شاركت في أعمال عدّة، في المسرح والسينما والتلفزيون، أتقنت أدوارها بواقعية، وتماهت مع شخصياتها في مسلسلات «من... إلى»، و«ذهب غالي»، و«الغريب»، و«القدر»، إضافة إلى مسرحيات «ورد وياسمين»، و«زردشت»، و«شو يا قشطة»، و«شغلة فكر»، وغيرها من الأعمال... في اللقاء معها قالت إنها تحب ما قدمته، لكنها اليوم باتت أكثر انتقائية في أعمالها، وتنتظر الأدوار التي تقنعها.
سافرت، أخيراً، إلى تونس، فهل كنت في سفرة عمل؟
صحيح، سافرت لتصوير عمل دعائي لماركة ملابس، كما كنت منشغلة بقراءة «سكريبت» لفيلم سينمائي جديد يتم التحضير له حالياً، وسيجري تصويره بين لبنان وتونس.
هذه المرة الأولى التي تصورين فيها عملاً دعائياً للملابس؟
أنا في العادة أصوّر إعلانات كثيرة للشاشات، لكن هذه أول مرة أتعاون فيها مع مصمم تونسي، وقد فرحت باختياري من قِبله، كما بالتصوير في تونس التي أكنّ لها مشاعر خاصة.

شاركت أيضاً في حملة دعائية لجمعية «كفى»، ماذا تقولين عنها؟
جمعية «كفى» اختارتني للمشاركة في حملة توعية ضد العنف، وقد صوّرت فيديو يحمل رسالة إنسانية ونسوية، وأحببت المشاركة في هذا الإعلان الترويجي الهادف لحماية المرأة، على الرغم من أنني كنت قد انقطعت عن تصوير الإعلانات، لكن هذا الإعلان بالذات، إضافة كبيرة إلى مسيرتي، ويسعدني أنه حقق نتائجه بالطريقة التي رسمتها جمعية «كفى»، ووصلت أصداؤه إلى الناس.
هل ترين أن الفنان يسهم في إيصال الصوت بطريقة أكثر فاعلية؟
بالتأكيد، لقد اختارت «كفى» ممثلتين اثنتين، أنا ورندا كعدي، لإيصال المحتوى إلى أكبر شريحة من الناس، من خلال الرسائل الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، ولأن رسالة العمل فرضت الموهبة، والاحتراف، والقدرة على التعبير عن المشاعر، اختاروني كممثلة بدل أن يختاروا وجهاً دعائياً، كما جرت العادة، فكنت جريئة في التمثيل، والتضامن مع الأضعف، كما كنت شريكة في تسجيل موقف ضد الباطل لإيصال صوت الحق. أنا أعتبر أنه لديّ صوت يصل إلى المتابعين عبر الـ«سوشيال ميديا»، وهذا الصوت هو أداة يجب أن أستخدمها كفنانة للمساهمة في نشر فكرة، سواء اجتماعية أو سياسية، الهام أن تكون هادفة، وأنا لست مؤثرة بمعنى «إنفلونسر»، لكن في القضايا الاجتماعية الملحّة يجب أن أحكي، وأقول، وأسجل موقفاً.
من خلال متابعة صفحتك يظهر جزء من شخصيتك الكوميدية، فهل تتعمدين ذلك؟
نعم، أتعمّد التعبير بسخرية، أقول ما يمكن قوله بطريقة كوميدية لكي تصل رسالتي، وفي رأيي الكوميديا تصغّر المشكلات الكبيرة، وتضعها في قالب ضيّق، حتى نراها ونفككها.

لندخل في تفاصيل التمثيل... نشاهد اليوم مسلسل «القدر» المعرّب من مسلسل تركي، ماذا قدمت لك مشاركتك في هذا العمل؟
تجربة «القدر» مختلفة وجديدة بالنسبة لي، لأنني لم اقدّم سابقاً هذا النوع من المسلسلات، الطويلة والمعرّبة، والتي تتطلب تقنيات مختلفة. كانت تجربة ممتازة على صعيد العمل مع شركه الإنتاج «إم بي سي» التي تحترم نفسها، والممثل، إضافة إلى التعامل مع أبطال العمل، مثل قصي خولي، ورزان الجمال، وديمة قندلفت، وغيرهم، الذين ضاعفوا متعتي في هذه التجربة... لقد شكّل «القدر» إضافة كبيرة إلى مسيرتي الفنية.
ما الذي جذبك إلى شخصية «منى» بخاصة أنها ربّة منزل مستضعفة؟
منى هي المرأة السطحية التي لا تتمتع بالذكاء، والتي تحب القال والقيل في البيت، وقد انجذبت إليها لأن فيها نوعاً من الكوميديا، كما أنها لا تشبهني، وتحديت نفسي لأجلها، ففي الحياة أنا أكره النميمة، واعتبرت أنه من التحدي بمكان، أن أضع نفسي محل منى، وأختبر مشاعرها، كما أنني لست ضعيفة، ولا يمكن أن يصرخ أحد في وجهي وأقول له تكرم عينك، لذا فإن شخصيتها الضعيفة استدعتني لأتحدى نفسي فيها.
إذن، التحدّي في رأيك يتحقق من خلال الاختلاف ؟
نعم، التحدّي يأتي من المختلف والجديد، لقد أحببت الشخصية، وتماهيت معها في أدائها، وشعرت بأنني اختبرت مشاعر جديدة معها.
يقال إن الممثل لا يؤدي دوراً إذا لم يجد تقاطعاً معه، ما رأيك في هذا القول؟
أنا ضد هذا القول، ولا أوافق على ضرورة التقاطع بين شخصيتي الواقعية والشخصية التي ألعبها وإلا كيف لنا أن نفسر الأدوار التي نلعبها مثل أدوار المغتصبين والقاتلين، فهل تتقاطع معنا في الحقيقة ؟! بالطبع لا، بالنسبة لي الأمر مختلف.
هل شعرت بأنك ورزان الجمال كنتما في ذات الجو في المسلسل؟
نعم، مشاهدي مع رزان عكست جو البيئة الفقيرة التي أتينا منها، حرصنا على التقاط النقاط المشتركة فيما بيننا، وقد لعبت دور السند لها، وكنت الحضن الداعم لها لنظهر معنى الدعم.
نشرتِ مقاطع فيديو من كواليس مسلسل «القدر» تظهر الصداقة بين فريق العمل... هل هذه الصداقة حقيقية أم أنه لا أصدقاء في الوسط الفني؟
الصداقة في الوسط الفني تتحقق عندما تختفي الأنا بين الممثلين، وعندما نقرر أن نعمل بفرح، ونستلهم من الجو الإيجابي فيما بيننا، إذ إن ذلك ينعكس بشكل إيجابي علينا، وعلى ما نقدمه. وللحقيقة، أنا وفارس ياغي ما زلنا أصدقاء، ونتواصل هاتفياً بشكل اسبوعي، وكذلك رزان الجمال، فاجأتني ليس كممثلة فقط، بل كيف تدخل كإنسانة إلى القلب مباشرة، وأيضاًَ مارينال سركيس، ووسام حنا، جميعهم يجعلونني أقول نعم هناك صداقات في الوسط الفني، تتحقق عندما نتعالى على الأنانية، والحمد لله، لسنا نجوماً في السماء، بل بشر نحب بعضنا بعضاً، ونضحك معاً.
هل سيتم تصوير جزء ثانٍ من «القدر»؟
وفق معلوماتي كلا، لن يتم تصوير جزء ثان.
لا أتنكّر لحبي للمسرح أكثر من التلفزيون بالنظر إلى العلاقة المباشرة مع الناس، لكن التلفزيون يحقق انتشاراً أكبر ويمثل تجربة مختلفة
في الحديث عن مشوارك الفني يمكن القول إنه بعد مسيرة ناجحة في المسرح شاهدناك في مسلسلات «من إلى»، و«الغريب»، و«القدر»، فهل أحببت الوقوف أمام الكاميرا، وأخذت المساحة التي تستحقينها، وهل حققت نفسك في التلفزيون كما في المسرح؟
صراحة أحببت الوقوف أمام الكاميرا، ولعبت أدواراً جيدة، لكن لم احظَ بعد بالدور الذي يتحدّاني بحق كممثلة، ويُظهر كم أنا قادرة على العطاء أمام الكاميرا، مع أن دوري في «من إلى» و«الغريب» كانا كبيرين، لكن لم أحقق نفسي بعد بالصورة التي أريدها، وأطمح إلى المشاركة في أدوار ذات مساحة أكبر، تعرض في شهر رمضان الذي يعتبر هامّاً لإبراز الممثل. ولست أتنكّر لحبي للمسرح أكثر من التلفزيون، بالنظر إلى العلاقة المباشرة مع الناس، لكن التلفزيون يحقق انتشاراً أكبر، ويمثل تجربة مختلفة أريد أن أعيشها، وأحب أن اعمل في التلفزيون.
بين التراجيديا والكوميديا والأكشن، ما هو الأحبّ إليك؟ وما الذي تطمحين إلى أدائه؟
أحب أن العب دور الشريرة، لديّ رغبة في المشاركة في مسلسل يحتاج إلى امرأة شريرة، أو سيئة، لأنني أبحث عن تحدّي الذات في أدوار كهذه.
هل ترين أن تعابير
يمكنني التحكم في ذلك، بخاصة أن وجهي ما زال يحمل التعابير، حيث إنني لم ألجأ إلى البوتوكس والفيلرز بعد، ولديّ القدرة على تركيب الشخصية من الداخل لأترجمها من الخارج، وأوصل رسالتها، في الشكل والمضمون.

إلى جانب التمثيل ظهرتِ تلفزيونياً مع الإعلامية داليا أحمد في برنامج «فشة خلق»، وكذلك في برنامج «الشيف أنطوان عنّا»، فماذا تخبرينا عن تجربة تقديم البرامج؟
سبب ظهوري مع الشيف أنطوان الحاج في برنامجه لأنني كنت أصوّر فيديوهات عبر الـ«سوشيال ميديا» أختبر فيها صنع الحلويات، وغالباً ما كنت أفشل، فاتصلوا بي من تلفزيون الجديد مشكورين، لأكون مع الشيف أنطوان كضيفة تختبر الطهي، وكانت التجربة لطيفة وكوميدية. ثم شاركت مع الإعلامية داليا أحمد في برنامج «فشة خلق»، حيث كنت أقدّم فقرة خاصة في البرنامج لموسم كامل، وعلى مدى أربعة اشهر، وكانت تجربة مشاركة التقديم جميلة جداً، ومن احلى ما قمت به، وكانت فقرتي تحمل اسم «سلمى» مدتها 10 دقائق، وهي اجتماعية سياسية ساخرة، أخبر فيها عن أبرز الأحداث في البلد بطريقة ساخرة تحمل رسائل هامّة. ومن بعدها قدمت حفلة رأس السنة عبر تلفزيون «لنا»، وكانت أيضاً تجربة جيدة، لكن مع كل ذلك أفول أنا لست مقدمة برامج، لكنني شريكة في التقديم.
في الحديث معك يصعب تنحية سؤالك عن المسرح، بخاصة أن آخر ما قدمته كان مسرحية «شغلة فكر»، مع الكاتب والمخرج المسرحي غابريال يمين، وقد تميزت بحضورك القوي في هذا العمل، على الرغم من أن البطولة كانت لطلال الجردي، فماذا تقولين عن هذا العمل؟
أنا في العادة عندما أشارك في أيّ عمل مسرحي فإنني أشارك فيه كاملاً، لأن المسرح يأخذ الكثير من الجهد والوقت، لكن مع الكبير غابريال يمين، وهو أستاذي في الجامعة، وتجمعني به علاقة مميّزة، وأقدّره كثيراً، فالأمر مختلف، ولم يكن لدي مشكلة في أن أشارك في مشهدين من أصل 9 في المسرحية، حيث إن مسرحية «شغلة فكر» عبارة عن مجموعة مسرحيات، وأنا أشارك في اثنتين منها، وأخذت دور المرأة الشريرة، وكانت مشاهدي من أصعب المشاهد، وأكثرها عمقاً، وفرحت بها جداً، حتى أن الأستاذ غابريال يمين قال إن فرادة ما أجسده يكمن في ظهوري كسيدة منزل شريرة، تظلم مدبّرة المنزل، ولا تنفك توبخها، والمدبّرة المغلوبة على أمرها تصمت، لكنني في النهاية أستدعيها، وأقول لها استفيقي، وارفضي الظلم، ولا تحني رأسك، وهنا تكمن الرسالة. لذا أقول إن مشاركتي في المسرحية كانت جيدة على جميع المستويات، وتحمل رسالة، وجمعتني مع طلال الجردي وطارق تميم، والعمل معهما ممتع جداً، أمام الجمهور، وفي الكواليس.
شاركتِ قبلها في مسرحية «شو يا قشطة» التي تبدو على عكس عنوانها، وتتحدّى تسليع المرأة، فماذا تقولين عنها؟
هذه المسرحية تعني لي الكثير لأنها هادفة، وقد أردنا من خلالها زيادة وعي الناس حول معنى التحرّش، لأن الناس في الواقع يضعون التحرّش في خانة اللمس غير المرغوب فيه، لكن أيضاً الكلمة غير مرغوب فيها، لذا أظهر العمل أوجه وأنواع التحرش، وقد قدمته مع مجموعة من المسرحيين المحترفين الذين أحببت التعامل معهم، إضافة إلى التعامل مع وفاء حلاوي، وميشال فنيانوس، وهما من أفضل المنتجين الذين يحترمون الفن والفنانين.

هل يمكن القول إنك تختارين أعمالك بحسب رسالتها، وليس بحسب ما تقدمه لك بشكل شخصي؟
الاختيار يختلف بين عمل وآخر... في مسرحية «شغلة فكر» كان اختياري مبنياً على مشاعر عاطفية، وقد شاركت فيها لأنني أحب غابريال يمين، والدور تحدّاني، وفي مسرحية «شو يا قشطة» انجذبت إلى القصص الواقعية، وطريقة المعالجة، والرسائل الإنسانية الملحّة، وفي العموم، أحببت كل ما قدمته، لكنني الآن في مرحلة انتقائية في ما أقدمه، لأنني قدّمت ونوّعت خلال مشواري، واليوم أبحث عمّا يقنعني أكثر.
وهل أغرتك البطولة في «شو يا قشطة»؟
لا أنكر أن البطولة تغريني، ودائماً تكون الأدوار اللافتة والكبيرة مغرية لي، وأطمح إليها، ولست أوافق على ما يشاع أنه «لا يوجد أدوار كبيرة وصغيرة، بل يوجد ممثل كبير»، هذا القول غير صادق، في الحقيقة هناك دور كبير، ودور صغير، لكن ذلك لا يمنعني في أن أكون ممتازة بدور صغير، لكن للصراحة ما يفرحني وأطمح إليه هو الدور الكبير.
ماذا في كواليس التحضير لمسرحية جديدة مع الممثل والمنتج يوسف بولس؟
لم أكن أريد الحديث عن هذا الموضوع لأن التحضيرات ما زالت سرية نوعاً ما، لكن يمكن الكشف أن هناك تحضيرات تتم خلف الكواليس، وبحسب الوضع في لبنان، فإن ولادتها ستكون هذا العام، وآمل أن نحجز لها مسرحاً في لبنان، لأن المسارح محجوزة لغاية الآن، ثم نسافر بها إلى الخارج.
ماذا عن أخبارك السينمائية وقد انطلق التسويق لفيلم «بورن ستارز»؟
هذا الفيلم تم تصويره منذ نحو أربع سنوات، واليوم يبصر النور، ويتم التسويق له، لينطلق في لبنان خلال هذا الشهر، ثم في الخارج، وفي أوروبا، وأمريكا، العمل لكارولين لبكي، ودوري فيه ليس كبيراً لكنه محوري، كذلك الفيلم كبير وضخم، ويحكي قصة أربعة شباب يعملون في مشروع تجاري، معتقدين أن الأمور تسير على خير ما يرام، لكن تحدث مفاجآت تغيّر مجرى الأحداث بطريقة مشوّقة، وأؤدي في العمل دوراً مؤثراً، يتمحور حول بائعة هوى قديمة تركت المجال بسبب كبرها في السّن، وهذا الدور جديد وجريء، في آن، وانتظر ردة فعل الناس حوله.
ولا تمانعين من إطلالتك بملامح امرأة كبيره في السّن؟
إطلاقاً، كما أنني سأكون في حالة اكتئاب، وسأظهر بلا مكياج، ولا رتوش، وهذا تحدٍّ جديد أيضاً.
أخيراً، ما هي أعمالك القادمة؟
هناك عملان يتم التحضير لهما، أحدهما كما ذكرت مع يوسف بولس، والثاني لا يمكنني الحديث عنه الآن.