31 أغسطس 2025

جويل داغر: أريد فرصة جيدة تحترم مسيرتي الفنية وحالياً أصوّر إعلانات

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

انعكست أزمة الدراما اللبنانية على معظم الممثلين اللبنانيين، من بينهم جويل داغر التي تركز نشاطها حالياً على تصوير الإعلانات بعد أن كانت نجمة أولى في الأعمال التي تنتجها الدراما اللبنانية المحلية. وتعتبر داغر من أبرز الممثلات اللبنانيات في الدراما، فقد تركت بصمة واضحة بأعمال متنوعة، إلا أن مسلسل «باب إدريس»، الذي شاركت فيه عام 2022، شكّل نقطة تحول في مسيرتها الفنية كممثلة، وتوالت من بعده أدوار البطولة الأولى التي كرست اسمها ونجوميتها، من بينها «زوجتي أنا»، و«البيت الأبيض»، وغيرهما.

تقول جويل إنها ترفض الغناء لأنها لا تملك صوتاً جميلاً، ولكن لا مانع لديها من خوض تجربة التقديم خلال المدة المقبلة، كما تشير إلى أنها اعتذرت عن عدد كبير من الأعمال لأسباب مختلفة، بعضها يتعلق بالدور، وبعضها الآخر بالأجر، وإن كانت لا تشترط دور البطولة، بل الدور الذي يليق بمسيرتها الفنية.

مجلة كل الأسرة

كيف انعكس تراجع الدراما اللبنانية على تواجدك الفني، خصوصاً وأنك تركزين نشاطك على العمل الإعلاني مقابل ظهور فني محدود؟

وضع الدراما اللبنانية تغيّر، وتراجع كثيراً عمّا كان عليه في الماضي، حيث كان ينتج سنوياً مسلسلان، أو ثلاثة مسلسلات محلية، يتم عرضها على الشاشات اللبنانية، أما حالياً فهناك شركتا إنتاج تعملان فقط هما: «إيغل فيلمز» و«الصباح». صحيح أن هناك شركات إنتاج أخرى كـ«مروى غروب»، وغيرها، ولكن الوضع الإنتاجي لم يعد كما كان عليه في السابق، بسبب امتناع المحطات عن شراء الإنتاجات اللبنانية الجديدة. وشركة «مروى غروب» والمنتج زياد شويري، أنجزا تصوير مسلسلين جديدين، ولكن لم يتم عرضهما حتى الآن، لأن المحطات اللبنانية توقفت عن شراء المسلسلات اللبنانية، ولذلك لا يمكن توجيه اللوم للمنتجين، وفي حال تراجعت المحطات عن قرارها وباشرت شراء المسلسل اللبناني، فسوف يبادر المنتجون إلى تصوير أعمال جديدة، وبيعها لها. عدا عن أن المحطات استعاضت عن الدراما المحلية بعرض مسلسلات تركية، بعد أن اجتاحت الشاشات في فترة من الفترات، موجة المسلسلات المكسيكية، علماً بأن الأخيرة كانت تعود على الممثل بالفائدة من خلال الدوبلاج، حتى أنهم عرضوا مسلسلا كورياً، كما أنهم يعيدون عرض مسلسلات كانت قد عرضت على محطة «أم بي سي»، أو منصة «شاهد»، ويشترونها بسعر أقل، كعرض ثان، أو يعيدون عرض مسلسلات لبنانية تم عرضها سابقاً.

ولكن هناك أنواع أخرى من الدراما كالأعمال المشتركة والتركية المعرّبة، فلماذا أنت بعيدة عنهما؟

بصراحة العروض متوفرة، وتصلني دائماً عروض للمشاركة في أعمال مشتركة، كما تلقيت عرضين للمشاركة في أعمال تركية معرّبة، ولكن لم يحصل اتفاق بيننا، لأنني لا أقبل بدور لا يلبي طموحاتي، ولا يمكن أن أنتقل من أدوار البطولة المطلقة في لبنان، إلى دور لا يليق بي. أنا لا أقول إنني أريد دور بطولة أولى، بل دوراً يليق بي على المستويين، الفني والمادي، مع أن الممثل يمكن أن يضحي بالمال قليلاً، من أجل دور جيد، ولكن يجب أن يكون دوراً يستحق التضحية. المشاركة في عمل معرّب يعني مغادرة لبنان، والبقاء في تركيا لعدة أشهر، وهذا يعني أنه يجب أن أحصل على الأجر الذي أستحقه. التمثيل عرض وطلب وقد يحصل توافق على العرض وقد لا يحصل، وأنا أريد فرصة جيدة تحترم خبرتي وتجربتي ومسيرتي الفنية على المستويين، المادي والمعنوي.

هل تشعرين بالغصّة؟

طبعاً... هناك ممثلون افتتحوا مشاريع خاصة بهم، وأنا أحمد الله «ماشي حالي»، وأحياناً أصوّر بعض الإعلانات، ولم أصل إلى مرحلة اليأس. في السابق، كان كل الممثلين يعملون، واليوم كلهم في بيوتهم، وهذا أمر محزن. أتمنى أن يتغير الوضع برمته قريباً، لأن الأزمة تشمل كل المجالات في لبنان، والقطاع التمثيلي تأذى كأيّ قطاع آخر. يجب أن تدعم كل القطاعات التي لها علاقة بالتمثيل بعضها بعضاً، لأنه عندما تشتري المحطات المسلسل يمكن أن يبيع المنتج بسعر أقل، كما يمكن أن يتنازل الممثل عن أجره قليلاً، وعندها يمكن أن تدور عجلة الدراما اللبنانية، ولكن حالياً هناك تركيز على أعمال البان آراب لأنها مطلوبة، وقد ساندت الممثلين، والكتاب، والمخرجين، ولكن ليس كل الممثلين.

عندما يخبرني أحد أنه يريد أن يدخل المسرح أنصحه بألّا يفعل ذلك وأنصحه بمهنة أخرى

حتى أن الوجوه تتكرر من عمل إلى آخر، ولا يوجد تعامل مع الوجوه الجديدة خصوصاً في أدوار البطولة الأولى؟

هذا صحيح، ولكنني لا أعرف من يتحمل المسؤولية. هذا وضع محزن جداً، خصوصاً أن التمثيل هو المهنة التي أعيش منها، وليس مجرد هواية أمارسها في حياتي. أنا درست المسرح لمدة أربع سنوات، ولديّ شهادة دبلوم، ولم أدخل التمثيل لكي أجرّب حظي، وعندما يخبرني أحد أنه يريد أن يدخل المسرح أنصحه بألّا يفعل ذلك، وأنصحه بمهنة أخرى.

ما هي شروطك للقبول بتصوير إعلان؟

كل شيء يرتبط بالسلعة التي يفترض أن أروّج لها، ويهمني أن تكون هامّة، كما يجب أن يكون الأجر مناسباً، وإلّا يمكنهم الاستعانة بغيري. أنا أصوّر بشروطي الخاصة، الإعلانات مطلوبة على الـ«سوشيال ميديا»، وهي تحتل مساحة واسعة منها.

إلى جانب الإعلانات هل يمكن أن تغني، أو تقدمي برامج، وما هي المجالات الأخرى التي يمكن أن تتواجدي فيها؟

ربما أفتتح لاحقاً مشروعي الخاص، أو «براند» يحمل اسمي، فأنا لا يمكن أن أغني لأنني لا أملك صوتاً جميلاً، أما بالنسبة إلى التقديم فأنا لم أدخل المجال حالياً، مع أنني تلقيت عروضاً عدة، لكن ربما أفعل ذلك مستقبلاً.