24 أغسطس 2025

محمد حداقي: المسرح لا يعود عليّ بالمال وشروط الشهرة تغيّرت

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

محمد حداقي، ممثل تلفزيوني ومسرحي اشتهر بتقمّص الشخصيات الكوميدية والتراجيدية، على حد سواء، ما جعله أحد أكثر وجوه الدراما السورية تنوعاً.. آخر أعماله التلفزيونية «ما اختلفنا 2»، و«معاوية» الذي جسّد فيه شخصية المغيرة بن شعبة، و«نسمات أيلول»، بدور«أيهم». ومسرحياً شارك، أخيراً، في «وصية مريم» في «مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما»، وقدم أداء معبّراً جداً لشخصية «جليدان البكل» الصامتة، ولكن الصاخبة بالألم.

ما رأيك في تجارب الجيل الجديد من الممثلين، وهل ترى أن الطريق معبّد أمامه أكثر من الطريق الذي سلكه جيلكم الفني؟

الجيل الذي قبلنا تعذب أكثر من جيلنا، وينسحب الأمر على الجيل الذي سبقه... يبدو أنها سيرة الحياة.

أنا لست ضد مراعاة بعض المتطلبات التجميلية التي يفرضها علينا ظهورنا على الشاشة ولكن ليس إلى درجة فقدان الملامح

لكن سبل الانتشار متوفرة اليوم، وسهلة وسريعة؟

أعتقد أن الظروف التي يعيشها الجيل الحالي أصعب بكثير من الظروف التي عشناها. أهداف الممثل في الماضي كانت شخصية، وعلى مستوى تحقيق الذات، أما اليوم فإن متطلبات تحقيق الذات صارت أصعب، وشروط الشهرة تغيّرت. كل الممثلات اليوم يلجأن إلى عمليات تجميل، وصمت الفكر السائد عالمياً، وأنا لست ضد مراعاة بعض المتطلبات التجميلية التي يفرضها علينا ظهورنا على الشاشة، ولكن ليس إلى درجة فقدان الملامح. هم يعلّقون الناس بالشكل الأمثل الذي لا وجود له في الأساس، لأن الحسن يوجد دائماً أحسن منه، والأشياء كاملة بوجودها، ولا تحتاج إلى إضافة. تظن الممثلة أنها عندما تشبه «فلانة» تصبح مشهورة، لأنها وعت، وكبرت على أشكال معيّنة لبعض نجمات كـهيفاء وهبي، وكيم كارداشيان، وأخواتها، وأصبح طموحها التشبّه بهنّ، كما هو حال معظم الفتيات. وينسحب الأمر على الممثلين الرجال الذين يتبنّون شعار «ما يشهرك عليك به». المشكلة أن الناس يشعرون الممثل، أو الممثلة، بأنه لا معنى لبذل أي جهود، أو لتطوير الذات، بل الأفضل أن يفعل مثل فلان، أو فلانة، وفي الوقت نفسه، هم يرون أمامهم نماذج من الممثلين الذين يُحترمون، ويُقدرون يموتون جوعاً، وفي مثل هذه الحالة لا بد أن ينصاعوا للواقع.

مجلة كل الأسرة

ما رأيك في تجربة نور علي وخالد شباط، وهل هما الأبرز بين أبناء جيلهما؟

نور علي ممثلة جيدة، ونحن اجتمعنا في عمل كوميدي، ومن الهام أن يستمر الممثل في المحاولة، لكي لا يملّ منه الناس، وخالد شباط يحاول هو أيضاً، دائماً.

وماذا عن مشاركتك في مسلسل «طباخ المدينة» للمخرجة رشا شربتجي؟

نحن اتفقنا على كل التفاصيل، ولم يبق أمامنا سوى التباحث في مسألة الأجر.

مجلة كل الأسرة

بين جودة الدور وجودة الأجر،عن أيهما يمكن أن يغضّ الممثل الطرف أكثر؟

إذا كان الدور جيداً بنسبة 70% يمكن أن يغضّ الممثل الطرف من أجل الأجر، وهذه ليست مشكلة، ولا مبرر لرفض عرض يريحه، ويريح أسرته.

هل أنت مع استمرار موضة أعمال البيئة في ظل الانتقادات التي تلاحقها؟

هذه الأعمال تقدم بمعظمها في الفترة الأخيرة بشكل متحفيّ أكثر منه فاعلاً. عندما يكون النصوص جيدة والدراما فيها عالية فهي ستحقق النجاح لأيّ زمان انتمت، وكيفما كان شكلها، أو نوعها.

مجلة كل الأسرة

وماذا عن مشاريعك المسرحية؟

كنت شاركت في مسرحية «وصية مريم»، في «مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما»، وسوف أعيد عرضها بعد القيام ببعض التعديلات على النص.

ألا يسرق المسرح من وقتك التلفزيوني؟

أنا لم أعمل في المسرح منذ فترة بعيدة، وقد لا أقدم مسرحية «وصية مريم»، وأستعيض عنها بمسرحية أخرى أحضّر لها مع أحد أصدقائي مترجمة عن نص عالمي، ولكنها تحتاج إلى إعادة صياغة، لكي تصبح من واقع المنطقة.

وهل الأولوية عندك للمسرح؟

بل أنا أحاول أن أسرق الوقت لكي أقدم عملاً مسرحياً، لأن المسرح لا يعود عليّ بالمال، وأنا أقدم هذه الأعمال على حسابي الخاص. عندما عرضت المسرحية في الفجيرة، أجريت أول بروفة ضوء وأول بروفة موسيقى قبل العرض بساعتين فقط، لأننا في سوريا نعاني أزمة كهرباء في المسارح، ونعمل على البطاريات، وآلة التسجيل، ولا يوجد موسيقى، ولا إضاءة.

مجلة كل الأسرة

هل ترغب في خوض الدراما المعرّبة؟

أنا أرغب في خوض أيّ تجربة جديدة، ولو كنت وحدي في الحياة لتخليت عن أشياء كثيرة.

مثلاً؟

يوجد لديّ هاجس الكتابة.

ولماذا لا تكتب؟

الكتابة تحتاج إلى تفرّغ، وأنا أحاول، ولكنها تجارب تافهة لا ترقى إلى الصورة الموجودة في بالي.

وماذا تكتب عادة؟

حالياً، أنا أكتب رواية أسبر من خلالها أغوار مجموعة محدّدة من المجتمع السوري... أنا أكتب مشهداً من هنا ومشهداً من هناك، ولكنني لا أعرف حتى الآن أين هو المدخل.