23 يوليو 2025

إنعام كجه جي تكتب: ميريل

صحافية وروائية عراقية تقيم في باريس

بنات النجمة ميريل ستريب
بنات النجمة ميريل ستريب

يكفي النطق باسمها الأول لكي يدرك السامع أن المقصودة هي ميريل ستريب، الممثلة الأمريكية القديرة ذات الثلاث أوسكارات.

لماذا أكتب عنها؟ لأنني ببساطة أحبها مثلما يحبها الملايين من عشاق السينما. ولأن نجمة مثلها لا تحتاج إلى مناسبة للكتابة عنها.

بنات النجمة ميريل ستريب
بنات النجمة ميريل ستريب

في واحدة من المقابلات معها تحدثت عن ابنتيها الشابتين، مامي وجريس. لقد اختارت الاثنتان الاشتغال بالتمثيل، مثل والدتهما. لكن الأم تعرف دهاليز العمل الفني، ومناوراته، وصعوباته. لذلك حرصت على أن تكمل كل واحدة من الفتاتين دراستها لكي تكون لديها مهنة في حال الفشل في السينما. الصغيرة درست الأدب الإيطالي وتاريخ الفن، أما الكبرى فقد مضت نحو الهدف مباشرة، وحصلت على شهادة في التمثيل المسرحي.

كيف تتصرف البنتان حين تكون الوالدة فنانة من وزن ميريل ستريب؟ تقول إن ابنتيها كبرتا، وهما تعتبرانها السائق الذي ينقلهما إلى المدرسة والنادي، وكذلك باعتبارها محفظة النقود التي تلبي الطلبات. وبهذا، فإنهما لم تنظرا إليها باعتبارها «ميريييييل سترييييب» النجمة الشهيرة.

مجلة كل الأسرة

موهبتها سمحت لها بالبقاء في القمّة، يسعى لها المخرجون رغم تجاوزها منتصف العقد الثامن من عمرها. وهو أمر نادر جداً في أوساط هوليوود، حين يخفت بريق الممثلة حال بلوغها الخامسة والثلاثين. ليس معنى هذا أن التقدم في العمر لم يكن يقلق ميريل ستريب، ففي يوم عيد ميلادها الأربعين تلقت ثلاثة عروض للظهور بدور الساحرة في ثلاثة أفلام مختلفة. قرأت السيناريوهات والتفتت نحو زوجها وقالت له بيأس: إنها النهاية!

ولم تكن تلك هي النهاية. بل استراحة قبل الانطلاق نحو قمة أعلى. كان عليها أن تنتظر حتى سن السابعة والخمسين لتصبح ممثلة ذات وزن في شبابيك التذاكر، يراهن عليها المنتجون، ولا يخافون ضياع أموالهم.

تبرع ميريل في الانتقال من دور إلى دور مغاير تماماً. ففي بطولتها لفيلم «الشيطان يلبس برادا»، ظهرت في أناقة رفيعة وباذخة، حسبما يتطلب الدور. وبعد ذلك الفيلم مباشرة أدت دور زوجة وربّة بيت من الطبقة الشعبية، وكان عليها أن تتسوق الثياب المناسبة للدور من السوبرماركت.

وفي كل أفلامها كانت ترتدي الدور وكأنه مفصّل عليها. نقتنع بأنها رئيسة وزراء بريطانيا مرجريت تاتشر، مثلما نصدّق صلافتها وهي تقوم بدور «أنا وينتر» رئيسة تحرير مجلة «فوج»، أو حرقة قلبها في دور الأم التي تقف أمام القاضي للمطالبة بحقها في حضانة طفلها.

أنتظر أفلامها وأنا واثقة أنها لن تخذلني. وأعرف أنها ليست المرة الأخيرة التي سأكتب فيها عن ميريل. اسمها الصغير يكفي.

اقرأ أيضاً: نجمة لا تصدأ أبداً.. أفضل 10 أفلام لـ«ميريل ستريب»