ماري سليمان: العثور على أغنية جيدة ليس بالأمر السهل على الإطلاق

في زمن الفن الذي تسود الشكوى من مستواه اليوم، قرّرت الفنانة ماري سليمان العودة، بقوّة، إلى الساحة الفنية، متسلحة بأرشيف كبير من الأغاني الناجحة، والموهبة الفذة، والصوت الماسي والمتألق الذي لا يزال يصدح عالياً حتى اليوم.

هي من فناني الجيل الذهبي لبرامج الهواة الذين لا يزالون يكتسحون الساحة حتى اليوم، حاملين راية الأغنية التي تسلّموها من جيل الكبار.. ماري سليمان سوف تطرح مجموعة أغانٍ جديدة خلال المدة المقبلة، كذلك ستحيي مجموعة حفلات ضخمة، وكانت باكورة تلك الحفلات على مسرح كازينو لبنان.

ماذا تقولين لمن يعتب عليك بسبب ابتعادك عن الساحة الفنية، خصوصاً أننا في زمن فني يحتاج إلى مواهب حقيقية وأصيلة؟

 أنا لم أبتعد عن الساحة الفنية أبداً، بل أعتمد نفس الاستراتيجية التي اعتمدتها منذ احترافي العمل الفني، فعندما يكون لديّ ما أقدمه أو أفعله فلن أتأخر أبداً، إلى ذلك، فإن إقفال شركات الإنتاج وغيابها، باستثناء شركة فنية واحدة عربياً، مع أني لم أتعامل معها حتى الآن، يسبب نوعاً من التعثر في مخططاتي الفنية، ولكنني لا ألبث أن أقوم بتصحيحها لكي تعود إلى مسارها الطبيعي، وأطلّ على الناس مجدداً.

لكن النسبة الأكبر من الفنانين لا يتعاملون مع شركات إنتاج، بل هم ينتجون أعمالهم من جيوبهم الخاصة، فضلاً عن أن الـ«سوشيال ميديا» سهّلت عليهم الكثير من الأمور؟

 هذا صحيح، ولكن العثور على أغنية جيدة ليس بالأمر السهل على الإطلاق، بل يحتاج إلى وقت طويل، وكلنا نسمع الأغاني التي تطرح حالياً، ونعرف مستواها. 

ولكن حتى عدم العثور على أغنية جيدة ليس سبباً كافياً لابتعاد الفنان، بدليل أن كل المطربين يعانون هذه المشكلة، ولذلك، هم يعتمدون في حفلاتهم على أعمالهم القديمة، وأرشيفك الغنائي يضم عدداً كبيراً من الأغاني الناجحة التي لا تزال مستمرة حتى اليوم؟

 لا شك في أن الأغاني الجميلة موجودة، ولكن الفنان يحتاج إلى وقت طويل لكي يوفقّ فيها، وهذا سبب واحد من أسباب أخرى، من بينها عدم وجود شركات إنتاج، واعتمادي استراتيجية معيّنة في العمل مختلفة عن تلك التي كانت معتمدة أخيراً.

ولكن مدة غيابك تعود إلى سنوات بعيدة، بينما أنت تشيرين إلى استراتيجية فنية كانت معتمدة أخيراً..

عندما وجدت أن الوقت أصبح مناسباً عدت، وظهرت مجدداً، ولم أتأخر على الإطلاق، والدليل الحفلة الكبيرة التي أحييتها على مسرح كازينو لبنان، على أن تليها حفلات أخرى، كما أنني بصدد طرح إنتاجات جديدة للتأكيد على أنني مستمرة في مسيرتي الفنية، وأن ما أقوم به حالياً لن يكون مجرّد محطة، وتمضي.

هذا يعني أنه طرأت بعض التغييرات على ظروفك تكللت بعودتك إلى الساحة الفنية؟

  طبعاً.

هل تعاقدت مع شركة الإنتاج مثلاً؟

 كلا، بل سوف أعتمد على نفسي، وأنتج أعمالي الجديدة من جيبي الخاص.

إذا قمنا بغربلة الساحة الفنية كم يبلغ عدد الفنانين الذين يطفون فوق السطح؟

 الفنانون الموجودون حالياً كلهم رائعون، وهم مستمرون، وبالرغم من أن أصوات البعض منهم أصابها التعب لكنهم لا يزالون يقفون على المسرح، ويحيون الحفلات، ويجاهدون من أجل ألّا ينقطع الخيط الرفيع الذي يربط بين جيلنا الفني وبين جيل ملحم بركات، وفيلمون وهبي، وفيروز، وصباح، وكل الكبار.

تقصدين بكلامك نجوم الصف الأول؟

 طبعاً.

بما أن الفن استمرارية، من هو الفنان الذي تعتبرين أنه يستحق أن يمسك راية الغناء من بين فناني الجيل الفني الذي جاء بعد جيلكم؟

هذا الأمر يرتبط بطريقة عمل الفنان لأنها هي التي تسمح له بتحقيق الاستمرارية، وبتخليد اسمه، وكل فنان يجيد اختيار أعماله، ويحافظ على الفن الذي يقدمه من منطلق أنه مشروع وطني، لا يسعني سوى أن أهنئه، وأن أدعو له بالتوفيق، وأن يحمل الراية لكي نتمكن من تسليمها من جيل فني إلى جيل آخر.

وكم عدد الأغاني الجديدة؟

 لا أعرف حتى الآن، ولكنني لن أطرح البوماً كاملاً، بل سوف أعتمد طريقة «السنغل» في طرحها.

وهل قرّرت تصويرها؟

 طبعاً، وسوف أصوّرها تحت إدارة ابني الذي تخصص في مجال الإخراج.