لم يكن حفل مهرجان «الزمن الجميل» الذي أُقيمت دورته الثامنة نهاية هذا الشهر، في كازينو لبنان، حفلاً عادياً ، بل كان فعل تحدٍّ لكل الظروف، السياسية، والأمنية، والاقتصادية، التي تعصف ببلد أصرّ شعبه على الحياة، ودعوة لكل المقيمين في الخارج، والسياح، للمجيء إلى ست الدنيا، وسيدة العواصم، بيروت.
صالة السفراء في الكازينو استعدّت لهذا الحدث الكبير منذ أكثر من عشرة أيام، حيث كانت التدريبات تجري على قدم وساق مع فريق عمل المؤسسة اللبنانية للإرسال، بدءاً من بروفات مع الفرقة الموسيقية، وتدريبات على اللوحات الاستعراضية، وتركيب ديكورات فخمة تليق بالحدث، وأهله، وصولاً إلى السجادة الحمراء التي امتدت على طول مدخل الكازينو، لإجراء لقاءات إعلامية مع النجوم المكرّمين، والضيوف الذين احتشدوا من لبنان وسوريا ومصر، انتصاراً للحياة، واحتفالاً بعمالقة كتبوا تاريخاً من كدّ وتعب، وصنعوا مجداً للموسيقى، والغناء والتمثيل، والإخراج، والإنتاج.
التكريمات هذا العام توزعت على حِقب زمنية شهدت كل واحدة منها نجومية لأسماء لمعت في حينها، وبين تكريم على المسرح وفي المنازل، جهد استغرق نحو عام من التحضير، والسفرات المكوكيّة، لجمع باقة متجانسة من النجوم تستحق التكريم .
فمن مصر جاءت نجمة الجماهير نادية الجندي، والمنتج محمد مختار، لتسلّم جائزة تقديرية عن فيلم الباطنية الذي استمر عرضه في صالات السينما نحو عام ونصف العام، حاصداً نجاحاً منقطع النظير.
والطائرة نفسها، حملت الفنانة عايدة رياض، والملحن فاروق سلامة، والممثلة شيرين.
ومن الولايات المتحدة الأمريكية عاد الفنان اللبناني رجا بدر بعد طول غياب.
ومن سوريا جاء الكبير أيمن زيدان، والفنانة وفاء موصللي.
ومن بيروت حضر إلى الكازينو كوكبة من العمالقة تقدمهم الفنان غبريال يمين، والفنانة السي فرنيني، والفنانة جيزيل نصر، وغيرهم.
وعن الغائبين بأجسادهم والحاضرين بتاريخهم، حضر أفراد من عائلاتهم لتسلّم دروع التقدير والوفاء، في حفل قدّمته هذا العام الممثلة كارمن لبّس، واحياه عدد من الفنانين، مثل الفنان غسان صليبا، وحنين، وفاروق سلامة، وعُرضت فيه أكثر من لوحة استعراضية.
ليلة الحلم انتهت بقطع قالب الحلوى، على أمل اللقاء في الموسم التاسع، في بلد رجاؤه أن ينعم بالأمن والأمان.