تركز الفنانة اللبنانية داليدا خليل نشاطها الفني على الغناء، وتقديم الفن الاستعراضي في دبي، بعد ابتعادها، قبل مدّة ليست بقصيرة، عن مجال التمثيل.. ومع أن داليدا تؤكد أنها لم تتعرض للمحاربة في لبنان، لكنها أشارت إلى محسوبيات وشلليّات تتحكم في الوسط الفني، ليس في لبنان فقط، بل في كل الدول العربية، حيث تنحصر الإنتاجات بعدد من الممثلين، ويكون مصير الممثلين الآخرين الجلوس في بيوتهم. داليدا التي ترفض الاستسلام، أشارت إلى أنها رفضت انتظار فرصتها في لبنان، ولذلك هي تعمل حالياً في دبي التي وفرت لها فرصة العمل في مجال الغناء، والفن الاستعراضي، ولكنها وعدت بالعودة إلى لبنان، ربما من خلال مسرحية استعراضية، أو فيلم كوميدي.
أطلقت قبل أيام أغنية جديدة بعنوان «عيب عليك»، فهل يمكن القول إنك تخليت عن التمثيل لمصلحة الغناء مع أننا في ذروة الحالة التمثيلية، خصوصاً أنك بعيدة عن الشاشة كممثلة منذ مدة بعيدة؟
التمثيل هو مهنتي الأساسية التي أعمل فيها منذ 17 عاماً، واخترتها، وتواجدت فيها منذ صغري، ولا يمكنني أن أرفض دوراً يُعرض عليّ عندما أجد أنه يمكن أن يضيف إلى مسيرتي الفنية. وأنا لا يمكن أن أتخلى عن التمثيل لمصلحة الغناء، ولكنني أركز في المرحلة الحالية على الاستعراض، لأن الفرص المتوفرة الآن في دبي، التي أتواجد فيها حالياً، والفرص تتعلق بالفن الاستعراضي والغناء على المسرح، والخبرة التي اكتسبها من خلال الغناء، تدفعني إلى التركيز في المجالين معاً.
وكيف تحدّدين موقعك في عالم الغناء الاستعراضي؟
لست أنا الشخص المخوّل لتحديد موقعي في عالم الغناء الاستعراضي، بل أترك الحكم للناس، وفي المقابل، أعترف بأنني أتسلق السلم درجة وراء درجة، وبهدوء، وتروٍّ، خصوصاً أنني أتواجد في مجال الاستعراض منذ 3 سنوات فقط، وسعيدة جداً بكل ما أقدمه، ولأنني لا أعمل في لبنان، لا توجد إضاءة كبيرة على عملي، لا في لبنان، ولا حتى في العالم العربي، ولكن الخبرة التي اكتسبها من خلال الرقص، ومع الراقصات، ووجودي وسط عائلة فنية في المكان الذي أتواجد فيه، يمنحني ثقة كبيرة بالنفس، ويشعرني بالأمان في العمل.
ضجّت المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماع بصور وإطلالات لك تجمعك بعدد من المشاهير من بينهم عمرو دياب، عمّاذا أسفرت تلك الصور والإطلالات؟
تلك الصور والإطلالات مع المشاهير لا تقدم، ولا تؤخر، وعلاقتي بهم لا تتعدّى حدود المعرفة. هي مجرّد صور وأخبار جميلة يتم تداولها من خلال الـ«سوشيال ميديا»، ولكنها لم تسفر عن شيء على المستوى المهني، والدنيا عبارة عن علاقات ومعارف، وليس بالضرورة أن يكون هناك تواجد للمصالح بين الناس.
ربما تترافق مع عودتي إلى لبنان مشاركتي في عمل مسرحي استعراضي أو فيلم كوميدي
هل تعتبرين أن لبنان لم يعد هو البلد المناسب لتحقيق طموحاتك الفنية، وهل تشعرين بأنك مُحارَبة في بلدك؟
أبداً، أنا لست محارَبة أبداً في بلدي، ولكن دبي أتاحت أمامي الفرص في مجال الاستعراض والغناء، في وقت لم أكن أشارك في أدوار تمثيلية، ولم تُعرض عليّ أدوار تمثيلية جيدة تليق بي كما، بمسيرتي الفنية الطويلة. وحالياً، أنا أحقق جزءاً من طموحاتي وأحلامي، وأنا أعمل، ولست بحاجة إلى أحد، وأحمد الله على كل شيء. يبقى لبنان هو بلدي الأول، ولا بد أن أعود إليه يوماً ما، وأنا مرفوعة الرأس بالإنجازات التي قمت بها، والطموحات التي حققتها، والمهنة الجديدة التي أزاولها حالياً، وربما تترافق مع هذه العودة مشاركتي في عمل مسرحي استعراضي، أو فيلم كوميدي، ولا أحد يعرف ماذا يخبئ له المستقبل.
كيف تصفين الوسط الفني اليوم، وهل هو قائم على المحسوبيات والعلاقات، وما هو موقعك فيه؟
الوسط الفني في أيّ من الدول العربية، وليس في لبنان فقط، عبارة عن شلليّات ومحسوبيات، بحيث تتقاسم الإنتاجات مجموعة معيّنة من الممثلين، أما الفرص التي يحظى بها الممثلون الذين يجلسون في بيوتهم فهي قليلة جداً، ولذلك، فضلت عدم انتظار الفرصة، وقررت أن أفتح الباب بنفسي، وأنا أجتهد في عملي، وأطوّر نفسي وتجربتي إلى أن تأتي الفرصة المناسبة، في التوقيت المناسب.
ما هي مشاريعك للفترة المقبلة؟
نحن على أبواب فصل الصيف، ويوجد نص بين يديّ، ولكن لا شيء محسوماً في المرحلة الحالية، بل ربما يتحدّد كل شيء في المرحلة المقبلة، وفي الوقت نفسه، أنا أُحيي كل ليلة سبت حفلاً في دبي، كما أتواجد على المسرح ثلاث ليال، أسبوعياً، وأنا سعيدة جداً، وأشكر الله دائماً على كل شيء.