02 يونيو 2025

من لقاءات محمد رُضا.. الحوار مع ديان كروغر قبل الشهرة

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

مجلة كل الأسرة

ديان كروغر، ممثلة جيدة، سواء أكانت في أفلام جادة، أم ترفيهية. تجيد ثلاث لغات (ألمانية، فرنسية وإنجليزية)، ما يمنحها مساحة واسعة من الأفلام.. لكن من كان يعرف ذلك سنة 2004 عندما قابلتها لأول مرّة؟

في عام 2004 كنت واحداً من الذين أمّوا تصوير فيلم وولفغانغ بيترسن Troy في استوديوهات شيبرتن، في بريطانيا.

داخل الاستوديو عليك أن تبتعد عن العاملين المنشغلين في أعمالهم. يغيّرون موقع الإضاءة. يأتون بديكور جديد. ينظفون المكان مجدّداً.. إلى آخر ما يمكن لهم فعله، ترتيباً وتحضيراً، للقطة التالية.

كانت لديّ تجربة في هذا الأمر. في بيروت، دخلت موقع تصوير كما لو كان سطح منزل جدتي، من دون حذر. وسرعان ما تعثرت بـ «كابل» الكاميرا الممتدة على الأرض، وعطلت التصوير.

لذلك كنت حذراً من أن أتسبب بأي مشكلة، وتجمّدت في مكاني أراقب براد بت، وبرايان كوكس، وأولاندو بلوم، يقفون كالتلاميذ أمام المخرج بيترسون. عندما تقدّم مني المسؤول عن الصحافة ليسألني: من تودّ مقابلته؟ أجبت: «كلهم».

مجلة كل الأسرة

قال: أعتقد أن كلهم ليس أمراً ممكناً اليوم. ما رأيك في ديان كروغر كبداية؟

وافقت سريعاً من زاوية أنني معجب بتلك الممثلة الألمانية التي كانت لا تزال دون مستوى الشهرة. الاختيار كان تبعاً لحقيقة أنني شاهدت فيلماً فرنسياً لعبت فيه دوراً صغيراً بإجادة.. الفيلم هو «لاعبة البيانو»، لجان-بيير روكس.

مشيت وراء الملحق الصحافي للفيلم إلى ناحية بعيدة عن التصوير، وبدا لي أنه كان رتّب اللقاء حتى قبل أن يسألني.

من الصعوبة أن تجد أسئلة لفنان حديث العهد بالعمل، لكن كل ما يحتاج إليه المرء في هذه الحالة هو مفتاح للحديث. لذلك سارعت إلى سؤالها عمّا إذا كان موضوع الفيلم هو الذي جذبها للعمل.. فقالت:

«هناك عدة عناصر دفعتني للعمل. ولكي أكون صريحة، وجدت في «تروي» أفضل فرصة لكي أنطلق معه في عروض عالمية، لأن أفلامي السابقة كانت محدودة الانتشار. إلى جانب إن الفيلم كبير الحجم، وهذا بحد ذاته دافع آخر».

لكنها أضافت بعد ذلك، أن التمثيل لم يخطر لها على بال قبل أن تمثل فيلمها الفرنسي الأول «لاعبة البيانو». سألتها ما الهواية الأخرى التي أحبّت ممارستها؟ فأجابت: «كنت أريد أن أصبح راقصة باليه، وتدرّبت على تحقيق هذه الغاية، بعد ذلك مارست عرض الأزياء، ثم جاءتني فرصة العمل في الأفلام».

كانت لطيفة في ردودها، ومستعدة لحديث أطول لو أُتيح لها ذلك، وهذا عادة ما يشعر به الممثلون الجدد الطامحين إلى النجاح. والنجاح هو بالفعل ما حققته إلى اليوم.

مجلة كل الأسرة

ستمرّ سنوات قبل أن التقي ديان كروغر مرّة ثانية. كان ذلك في حفلة غولدن غلوبز، أو ما يعرف بـ«حفلة ما بعد الحفلة»، أي واحدة من الحفلات الكثيرة التي تقع بعد حفل توزيع الجوائز. هذه المرّة تقدّمت منها فاعتقدت أنني مجرّد معجب، فمنحتني ابتسامة مختلفة.