مجلة كل الأسرة
02 يونيو 2025

يارا عزيز: أحب التفاصيل الصغيرة في الحياة وأعشق السفر

فريق كل الأسرة

على غلاف
على غلاف "كل الأسرة" لهذا الشهر صانعة المحتوى يارا عزيز

في عالم يعجّ بالأصوات المتشابهة على منصات التواصل الاجتماعي، تبرز بعض الشخصيات بروحها الأصيلة، وبصمتها الفريدة.. يارا عزيز، صانعة محتوى، وضعت لنفسها مكانة خاصة بفضل صدقها، وعفويتها، ومحتواها الإبداعي الذي يمزج بين الفن، والعائلة، والهوية الشخصية.

في هذا الحوار معها، الذي أجرته الزميلة هويدا عثمان،  نخرج من الصورة المعتادة، ونغوص في تفاصيل لا يعرفها الكثيرون عن يارا، الفتاة الهادئة، العاشقة للتفاصيل الصغيرة، والتي صنعت من شغفها طريقاً غير متوقّع نحو النجاح، وكواليس رحلتها منذ بدايتها المتواضعة إلى أن أصبحت مؤسِّسة لوكالة إعلامية ناجحة، كما نكتشف دور والدها المحوري في هذه المسيرة، وتشاركنا في نهاية الحوار شغفها بالصيف، والسفر، والحياة البسيطة والجميلة.

مجلة كل الأسرة

في البداية، أردنا أن نعرف بعض التفاصيل عن يارا عزيز، بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي، فأجابت متحدثة عن نفسها بكل صراحة «يارا شخصية هادئة للغاية، تعشق الإبداع، والفن، والموسيقى. قد تبدو نشيطة ومملوءة بالطاقة على مواقع التواصل، لكنها في الواقع يارا إنسانة هادئة وانطوائية. تحب التفاصيل الصغيرة في الحياة، وتحيط نفسها بدائرة ضيّقة من الأصدقاء الذين ينشرون الطاقة الإيجابية. هي أيضاً مُحبة للعائلة، وتحرص على طهو الطعام لأفراد أسرتها كل يوم أحد».

عدنا معها إلى لحظة الانطلاق، حيث تحوّلت لحظة عفوية على «تيك توك» إلى نقطة تحوّل في حياتها، تتحدث عنها يارا قائلة «في عام 2020، انتقلت إلى دبي برفقة والدي، وشقيقي. بدأت في مجال الإعلام، وحقّق أحد فيديوهاتي على «تيك توك» انتشاراً واسعاً، حيث حصد 15 مليون مشاهدة، وأكثر من 300 ألف متابع خلال أيام قليلة، حينها، قرّرت التفرغ تماماً لصناعة المحتوى ووضعت كل شيء آخر جانباً. ومن أفضل (الترندات) التي شاركت بها، كان «استعدوا معي» (GET READY WITH ME)».

مجلة كل الأسرة

وتصف يارا هذا الترند بالتحديد أنه إنساني وليس ترفيهي «لقد اعتدنا في العادة رؤية الفتيات في صورهنّ النهائية فقط — بمكياج كامل وإطلالة متكاملة - لكن من خلال فيديوهات «استعدوا معي»، أصبح بإمكاننا رؤية المؤثرات وهنّ على طبيعتهنّ، من دون تصنّع. هذا النوع من المحتوى لم يكن ترفيهياً، فحسب، بل قدّم نصائح في العناية بالبشرة، وتطبيق المكياج، وفي الوقت نفسه أظهر لنا أننا جميعاً متشابهون، ولدينا المخاوف والهواجس نفسها. لقد أظهر الجانب الإنساني من وسائل التواصل، وجعلنا نتعرّف إلى بعضنا بعضاً بشكل أعمق».

وتؤكد يارا عزيز أنها لم تكن تتوقع إطلاقاً أن يتحول شغفها هذا إلى مهنة ومصدر إلهام للكثيرين «لم أكن أتخيل يوماً أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون وظيفة بدوام كامل، لكنني لست مجرّد صانعة محتوى، بل أمتلك وكالة إعلامية، تُدعى NoCap، نعمل من خلالها على حملات مع المؤثرين، وإنتاج محتوى إبداعي.

ولو لم أبدأ بصناعة الفيديوهات لما كنتُ هنا اليوم، بسبب تلك البداية أصبحت أمتلك وكالة تحمي حقوق صُنّاع المحتوى. وأشعر بالامتنان الشديد لهذه الفرصة».

النجاح لا يأتي من فراغ، من المؤكد أن هناك عوامل تعتقد يارا أنها أسهمت في وصولها إلى ما هي عليه اليوم «أعتقد أن توقيت بدايتي لعب دوراً كبيراً. فخلال فترة الجائحة، كان تطبيق «تيك توك» يشهد رواجاً كبيراً، وانضممت إلى هذا التيار في الوقت المناسب. كما أن المحتوى الذي قدمته كان مختلفاً؛ لم يكن هناك ثنائي، أب وابنته على الساحة، وقد أحب الناس هذا النوع من التفاعل كثيراً».

المحتوى العائلي أبرز ما تقدمه يارا عزيز عبر الـ«سوشيال ميديا»
المحتوى العائلي أبرز ما تقدمه يارا عزيز عبر الـ«سوشيال ميديا»

في العديد من الفيديوهات والصور التي تنشرها يارا ، نرى والدها يظهر معها ، لذا سألناها عن الدور الذي لعبه والدها في مسيرتها، وكيف كان دعمه لها على المستويين العملي والنفسي، فأوضحت «والدي هو أكبر مشجّع لي، رغم أنه كان معارضاً في البداية، إلا أنه سرعان ما أصبح أقرب أصدقائي وأعظم داعم لي. ساعدني على تصوير العديد من الفيديوهات، وتولّى عني مهام الفريق القانوني، وكان خط الدفاع الأول لي في هذا العالم المجهول الذي دخلته».

كما تحدثت يارا عزيز عن بعض المواقف المعيّنة التي قدّم فيها والدها دعماً لها غيّر مسارها وقراراتها المهنية «والدي هو من أحضرني إلى دبي، ووفّر لي كل ما أحتاج إليه للانطلاق، اشترى لي أول كاميرا، وآمن بقدراتي، وأخبرني أن من المقبول ألا أُكمل دراستي الجامعية، وأن أتّبع شغفي».

ترتدي يارا فستان حاكته لها جدتها لحفل تكريمها في «تيك توك»
ترتدي يارا فستان حاكته لها جدتها لحفل تكريمها في «تيك توك»

وعلى عكس صنّاع محتوى آخرين، تقول يارا أن الـ«سوشيال ميديا» ساعدها على تعزيز علاقتها بأفراد أسرتها «أحياناً تبعد وسائل التواصل الاجتماعي صنّاع المحتوى عن عائلاتهم، لكن المحتوى الذي أقدّمه يتمحور حولي، وحول عائلتي، ولذلك فهي في الواقع قرّبتنا من بعضنا بعضاً، وأشعر بأنها تُحفّز الناس عندما يروننا على قضاء وقت أكبر مع عائلاتهم».

في عام 2024، حصلت يارا عزيز على جائزة أفضل صانعة محتوى في «تيك توك»، وتتذكر تلك اللحظات والصدمة التي شعرت بها «عندما فزت بلقب «صانعة المحتوى لعام 2024»، لم أكن أتوقع ذلك أبداً، شعرت بصدمة حقيقية، فقد كانت المنافسة قوية للغاية. لقد كنت على «تيك توك» منذ خمس سنوات، لذلك أن يتمّ الاعتراف بجهودي يعني لي الكثير، شعرت بأن كل ما فعلته قد كوفئت عليه».

ومن بين الأشياء التي ميزت لحظات تسلم الجائزة، تقف يارا عند الفستان الذي خاطته لها جدتها «من المواقف المؤثرة المتعلقة بالجائزة، عندما قرّرت جدتي أن تخيط لي فستاناً بنفس الطريقة التي كانت تستخدمها عندما كنت صغيرة، وقد شاركت الناس معي في كل مراحل التحضير، وكان تفاعلهم رائعاً، وكان لفوزي بالفستان الذي صنعته جدتي، معنى كبير في قلبي».

مررت بالكثير من خيبات الأمل التي حطّمتني حقاً، لكنها في الوقت ذاته علّمتني ما الذي أبحث عنه فعلاً في الرجل

أما عن الحب والجانب الرومانسي في حياتها، وصفات فتى أحلامها، فتشير يارا إلى أنها لا تركز على الشكل بل مواصفات أخرى هي الأهم في نظرها، «الحب والرومانسية، إنه موضوع صعب جداً بالنسبة لي، لقد مررت بالكثير من خيبات الأمل التي حطّمتني حقاً، لكنها في الوقت ذاته علّمتني ما الذي أبحث عنه فعلاً في الرجل، وهو: الكرم، اللطف، النجاح، الذكاء، روح الدعابة، الرومانسية، القدرة على إظهار المودّة، أن يكون رجلاً حقيقياً، يحترم المرأة بصدق، وأن يحب الحياة. أكثر ما أحبه في نفسي هو أنني لا أملك «نوعاً» معيّناً من حيث الشكل؛ فأنا أنجذب إلى الطاقة والشخصية، لا إلى المظهر الخارجي».

وبمناسبة فصل الصيف وموسم السفر، كشفت لنا يارا عن استعداداتها لهذا الفصل وتحضيراتها هذا العام والوجهة التي تفضلها «في الصيف، أحب السفر كثيراً، أعشق أوروبا، وأحرص دائماً على زيارة بلد جديد لا أعرف عنه شيئاً، لأستكشفه بنفسي. هذا العام، أرغب، بشدة، في زيارة سويسرا، فهدفي هو الاستمتاع بالطبيعة، والهواء النقي، والهدوء. وسويسرا من الدول ذات الطابع الخاص، وأشعر بأن هذه الرحلة ستترك أثراً إيجابياً في حياتي خلال المدة المقبلة».

مجلة كل الأسرة

ما بين الضروري وغير المهم، ربما يقع البعض في حيرة من أمره بخصوص ما يجب أن يضعه في حقيبة السفر، فما هو الشيء الذي لا يمكن أن تنساه يارا أبداً عند «توضيب» حقيبة السفر؟.. «على الرغم من أنني أحب السفر بخفة، إلا أنني لا أستغني أبداً عن حقيبة الخصر fanny pack، وبنك الطاقة power bank. أستمتع بالاستكشاف، لذا أحرص على أن تكون حقيبتي مريحة، وهاتفي مشحوناً دائماً».

أما عن ستايلها الصيفي هذا العام، وهل تميل إلى الألوان، البساطة أم الجرأة، فأوضحت يارا «أحب الفساتين الصيفية ذات القصّات الفضفاضة، والنقشات الزهرية، كما أعشق الألوان، ولمسة من اللون المبهج دائماً ما ترفع معنوياتي».

كما أشارت إلى صيحة الموضة التي لفتت نظرها هذا الموسم «أعجبتني كثيراً صيحة الألوان الباستيلية هذا الصيف، لا سيما اللون «الأصفر الزبدي» (Butter Yellow)، إنه لون جميل، وأنيق للغاية».

وبخصوص روتين جمالي معيّن تتبعه في الصيف، وكيف تحافظ على نضارة بشرتها خلال السفر والحرارة «لا أتّبع روتيناً صيفياً معقداً، بل أؤمن بأن «الأقل أكثر». أحب اكتساب السمرة، لذا أستخدم الكثير من واقي الشمس. وأحرص خلال السفر على ترطيب بشرتي جيداً، وحمايتها من الشمس، كما أعتني بترطيب شعري أيضاً، حتى لا يتعرض للجفاف».

ورغبت يارا أن توجه من خلال «كل الأسرة» رسالة للفتيات اللواتي يتابعنها ويحلمن بأن يصبحن صانعات محتوى مثلها، قائلة «رسالتي لهنّ: الجمال الحقيقي ليس في الشكل الخارجي، بل في الجوهر. كوني على طبيعتك، لا فلاتر، لا تصنّع. أن تُحَبي لذاتك الحقيقية أفضل بكثير من أن تُحبي لنسخة متكلّفة. ولا تقارني نفسك بأحد، كل واحدة فينا خُلقت بميزة خاصة بها».

مجلة كل الأسرة

وأخيراً، وجهت يارا عزيز رسالة إلى والدها بعد كل هذا النجاح الذي باتت تحظى به اليوم، قائلة «شكراً لك من أعماق قلبي. لا توجد كلمات تعبّر عن مدى تأثير دعمك العاطفي والجسدي في حياتي. من دونك لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه اليوم. حتى لو شكرتك كل يوم، لن يكون ذلك كافياً. أحبك يا بابا! شكراً على الحرية التي منحتني إيّاها، وشكراً لأنك دائماً كنت تسهر على راحتي، وشكراً لأنك شاركتني صناعة المحتوى، حتى في الأوقات التي لم تكن ترغب في ذلك».