رولا بقسماتي: بعض الوجوه الجديدة تبرز أكثر من بطلة العمل ولكني «سوبر رواق»

بين السينما والمسرح والتلفزيون، توزع رولا بقسماتي نشاطها الفني، وهي تستعد قريباً لعرضين مسرحيّين، الأول مع غبريال يمين بعنوان «ليلة من العمر»، والثاني من بطولتها وكتابتها، ويحكي عن تجربتها الشخصية في الحياة، لتنضم بذلك إلى قائمة الممثلات الكاتبات. ومع أن المسرح هو المفضل لها، ولكن بقسماتي تؤكد أن أختيارها للتواجد في أي مجال يعتمد على النص، والشخصية، كما تشدّد على أنها تملك كل مواصفات البطلة الأولى، وأنها تستحقها بجدارة.
إلى جانب مسلسل «الخطيئة الأخيرة» تشاركين معتصم النهار بطولة مسلسل آخر بعنوان «مش مهم الاسم»، فما هي تفاصيله؟
المسلسل ليس من بطولتي، بل هو من بطولة أندريا طايع، ويضم مجموعة مميّزة من الممثلين، وكان من المفترض أن يعرض على منصة «نتفلكس» ولا أعرف السبب الذي يقف وراء تأخير عرضه.. المسلسل من النوع الرومانسي الكوميدي، ويُعدّ من الأعمال القصيرة، إذ يتكوّن من 15 حلقة، وهو من إخراج ليال راجحة، وتأليف كلوديا مرشليان، وورشة الصبّاح للكتابة.

لكنك تستحقين أن تكوني بطلة أولى في أعمالك؟
سواء كنت بطلة العمل الأولى، أو لا، فإن الأضواء تتسلّط عليّ، وليس بالضرورة أن تكون مسلّطة على بطلة العمل أكثر من غيرها، حتى أن بعض الوجوه الجديدة والموهوبة يمكن أن تخطف الأضواء أكثر منها. ولا شك في أنني استحق أن ألعب دور البطولة الأولى، لأنني أملك كل المواصفات التي تؤهلني لذلك، ولكن هذا لا يعني أنني لا أتميّز بمستوى عالٍ، أو أنني لست محبوبة كممثلة. الحياة لا تكون دائماً كما نتمناها، ولكنها تعطيني، وأنا على يقين بأنه سيأتي اليوم الذي تعطيني كل ما أستحقه، ويُقال إن هذا الدور لا يمكن أن يكون إلا لرولا، ولكنني حالياً «سوبر رواق».
وما هي الأدوار التي تعتقدين أنها لا يمكن أن تكون إلّا لك؟
أنا أحب الكوميديا كثيراً، وأنتظر اليوم الذي يهبط عليّ من السماء نص كوميدي.
ولكن النصوص الكوميدية قليلة؟
هذا صحيح، ولكن تجذبني كثيراً المسلسلات التي تجمع بين الكوميديا والتراجيديا، لأننا بأمسّ الحاجة في عالمنا العربي إلى الضحك والترفيه، وليس إلى البكاء فقط.
لو لم أكن ممثلة جيدة ومجتهدة لما كنت برزت بقوة، بل لظهرت أقلّ من غيري من الممثلين
اللافت في تجربتك أنك تمكنت من فرض نفسك بقوّة، والاستمرار كممثلة، مع أن هناك عدداً كبيراً من الإعلاميين الذين هجموا دفعة واحدة على المهنة ولم يستمرّوا..
أنا لفتُّ الأنظار إليّ في أول أدواري، وكل الأفلام التي شاركت فيها نجحت بقوة، سواء «خبصة»، أو «يربوا بعزكن»، أو «Broken Keys»، مع أن بعض الممثلين حققوا أيضاً نجاحات كبيرة، على الرغم من أنهم لم يشاركوا في أفلام سينمائية. وأنا سعيدة جداً بكل الأفلام التي شاركت فيها، مع أنه لم ترصد لها ميزانيات ضخمة، بل هي أنتجت بمبالغ مادية متواضعة، خصوصاً «خبصة»، و«يربوا بعزكن». والكل يعرف أهمية الإنتاجات الكبيرة، لكونها تضفي الكثير من الفخامة على العمل، ولكن الإنتاج الضخم ليس هو العنصر الأساسي في نجاح العمل، بل الانسجام بين الممثلين، والتمثيل الحقيقي، والقصة الجميلة، وكل هذه الأمور مجتمعة خدمتني، وأسهمت في تواجدي في المكان الصحيح، ومع ممثلين يجمع الانسجام بيني وبينهم. فضلاً عن أنني أجيد اختيار أعمالي وأدواري، وأنا هنا لا أشك في قدراتي، لأنني لو لم أكن ممثلة جيدة ومجتهدة لما كنت برزت بقوة، بل لظهرت أقلّ من غيري من الممثلين.
كل هذه العوامل اجتمعت عندما دخلت المجال، ما منحني دفعاً إلى الأمام، وأنا على يقين بأنه لا يزال يوجد لدي الكثير لكي أقدمه، وبأنني عندما أتعامل مع الأشخاص المناسبين فإنهم سوف يتمكنون من إخراج الكثير من القدرات المكنونة في داخلي، وبشخصيات جديدة لم أجسدها سابقاً، وأحقق فرقاً من خلالها، وأنا واثقة بأنني يمكن أن أنال حقي أكثر كممثلة عندما أجسد شخصيات جديدة، أبني عليها من منظوري الخاص، لكي أبرزها أكثر.

وهل أحببت السينما أكثر من التلفزيون؟
السينما جميلة، وهي عالم مختلف، والمسرح هو عالم مختلف أيضاً، وأنا بصدد التحضير لعمل مسرحي جديد. ولا شك في أن تجاربي السينمائية كانت ناجحة كثيراً، ومنحتني مزاجاً جيداً، عدا عن أن الأفلام مضغوطة أكثر من المسلسلات، والشخصيات فيها واضحة.
وهل تفضلينها عن التلفزيون؟
بل إن الخيار يرتبط عندي بالنص والشخصية، فإذا عُرض عليّ دور في فيلم سينمائي ولم تعجبني الشخصية، فلن أقبل به.. يهمني النص المتكامل، والشخصية، والممثلين الذين يشاركون في العمل.
يبدو أن الممثلين لا يطيقون بعضهم بعضاً، خصوصاً أن هناك إجماعاً بينهم على أهمية الأسماء الذين يشاركونهم العمل..
هذا الأمر يحصل في كل المجالات، وهناك أشخاص نرتاح عندما نتواجد معهم أكثر من غيرهم، وبعض الأشخاص يعطون الكثير في مجالنا، وآخرون أنانيون، ولا يعطون أبداً.

وما هي تفاصيل المسرحية الجديدة؟
لا أعرف ما إذا كان يحق لي التحدث عنها، لكنها من إخراج غبريال يمين، واسمها «ليلة من العمر»، وسوف تعرض بين 19 و30 يوليو المقبل. عندما قرأت النص مع الكاتبة عبير صياح، وهي خريجة معهد التمثيل، أعجبني كثيراً، وقالت لي إنها تريدني لدور معيّن في المسرحية، وأنا أحببته لأنه حقيقي، وجميل، ومفعم بالمشاعر. أنا أحب المسرح كثيراً، وهو المجال المفضل لدي، ويحتل المرتبة الأولى عندي قبل التلفزيون والسينما، لأنه كهرمون الأدرينالين بالنسبة لي.
لكن معظم الممثلين يهربون من المسرح لأنه لا يوفر لهم الشهرة..
لا مشكلة عندي في ذلك. المسرح هو غذاء للروح، وعلاج للممثل، لأنه يكون في عالم واقعي، وفي الوقت نفسه غير واقعي، من خلال شخصية، وأمام جمهور عريض. المسرح بالنسبة لي دواء، وكذلك عرضه، وبروفاته، والتحضير له، وهو متعتي في الحياة، وإلى مسرحية «ليلة من العمر» أتمنى أن تسنح لي الفرصة لكي أعرض مسرحيتي الخاصة.
تقصدين أنك كاتبة المسرحية؟
نعم، ولكنها بحاجة إلى القليل من الرتوش الأخيرة، ولكنني أرجأت العمل عليها لأنني أشعر بأنني غير مستعدة تماماً.. قصة المسرح تروي تجربة شخصية في حياتي، ومن المؤكد أنني سوف ألعبها على الخشبة، في أواخر هذه السنة.