19 مايو 2025

صلاح الكردي: الكليب لم يعد له دور في نجاح الأغنية.. ونوال ستغني لأول مرة باللهجة اللبنانية

محررة متعاونة

مجلة كل الأسرة

صلاح الكردي، فنان لبناني متعدّد المواهب يجمع بين الغناء، والتحين، والكتابة، والإنتاج الموسيقي لأغانيه الخاصة. تعاون خلال مسيرته الفنية مع العديد من نجوم الغناء في العالم العربي، أبرزهم شيرين عبد الوهاب، إليسا، وائل كفوري، سعد لمجرد، ملحم زين، وغيرهم.. جديده أغنية بعنوان «سمّيتك غرامي» التي سوف يصوّرها مع أربع أغانٍ أخرى، كما سيصدر عدد من النجوم أعمالاً من ألحانه وكلماته، من بينهم وائل كفوري، وائل جسار، معين شريف، سعد لمجرد، والفنانة نوال.

هل تفكر في تصوير كليب أغنيتك الجديدة «سمّيتك غرامي» التي تحمل توقيعك، كلاماً ولحناً وغناء؟

نعم، وسوف أعتمد البساطة في التصوير، لأن الناس لا يهتمون بـ«الستوري بورد»، والتمثيل، بل بالمشاهد الجميلة، والصورة البسيطة، والألوان الفرِحة، كما أنهم توقفوا عن مشاهدة «الفيديو كليبات» على شاشات التلفزة، واستعاضوا عنها بـ 30 ثانية على الـ«سوشيال ميديا»، وعندما تكون الأغنية رومانسية وثقيلة، وفيها قصة، فإنهم يركبّون عليها مشاهد من مسلسل تركي، ويتداولونها فيما بينهم، وتضرب أكثر من الأغنية الأساسية.. ومع احترامي لكل المخرجين، فإن فكرة الكليب لم تعد تلعب دوراً في دعم الأغنية، ونجاحها، ويمكن أن يكتفي الفنان اليوم بتصوير الأغنية، وإلى جانبه شخص في السيارة.

مع من المخرجين سوف تتعامل في تصوير الأغنية؟

سوف أصوّر 5 أغانٍ، وليس أغنية واحدة، 3 منها مع سام كيال، والرابعة مع فادي حداد، والخامسة مع دوز غملوش، وسوف أبدأ «سمّيتك غرامي»، لأنها أول أغنية طرحتها.

ومن هم الفنانون الذين تعاملوا معك في جديدهم كلاماً ولحناً؟

وائل كفوري، جورج وسوف، سعد رمضان، معين شريف، سعد لمجرد، وائل جسار، آدم، والفنانة نوال الكويتية.

مجلة كل الأسرة

هل ستكون أغنية سعد لمجرد باللهجة اللبنانية؟

نعم، وسبق أن تعاملت معه في ست أغان.

وهل الفنانة نوال ستغني باللهجة اللبنانية أيضاً؟

نعم، وهذه هي المرة الأولى التي تغني فيها نوال باللهجة اللبنانية.

وكيف وجدت غناء نوال باللهجة اللبنانية؟

هي أجادتها بشكل جميل، والأغنية مميّزة جداً، وأنا متشوّق لطرحها لأنها عن لبنان.

موجات غنائية تأتي وتذهب واليوم هناك عودة إلى غناء اللون اللبناني

هل يمكن القول إن الأغنية اللبنانية تحاول أن تفرض نفسها بأصوات فنانين غير لبنانيين، خصوصاً أن هناك مجموعة منهم طرحوا أغاني بهذه اللهجة، من بينهم هاني شاكر، ولطيفة، وسعد لمجرد، وشيرين عبد الوهاب؟

الأغنية اللبنانية موجودة ومنتشرة، ولكن بين فترة وأخرى يفرض لون غنائي معين نفسه على الساحة.. في فترة من الفترات اختفى اللون المصري، ثم عاد مجدداً، وقبله هيمن اللون اللبناني وغنّاه كل الفنانين، كما طغت أغنية الساحل السوري في فترة من الفترات، وغناها معظم الفنانين اللبنانيين.. هي موجات غنائية تأتي وتذهب، واليوم هناك عودة إلى غناء اللون اللبناني.

كيف تفسر نجاح أعمال نجوم من الصف الأول مع أنها ليست بمستوى أعمالهم القديمة، وهل لأنهم نجوم صفّ أوّل فقط؟

هذا الكلام صحيح من ناحية مقارنة أغاني هؤلاء النجوم الجديدة بأغانيهم القديمة. عندما يطرح النجم العربي أغاني بمستوى معيّن، ويطرح بعد 10 سنوات أغاني بمستوى أقلّ، وتنجح أيضاً، فلأنها تنسجم مع الجو العام، وأحبها الجمهور، وتقبّلها، ولأنه يفضل الوجبات الخفيفة، وليس «طبخ البيت». في الماضي، كان تسجيل الأغنية يتطلب شهراً، واليوم 72 ساعة، ومع أنها تضرب، لكنها لا تستمر، على عكس الأغاني القديمة التي لا نزال نسمعها حتى اليوم، كـ«كلام الناس»، و«ليل العاشقين»، و«الهوى سلطان»، لأنها أغان صحيحة، وأنا أشك في أننا يمكن أن نسمع بعد 15 عاماً الأغاني التي تضرب حالياً.

مجلة كل الأسرة

وهل تساير فناناً يطلب أغاني من نوع الوجبات السريعة؟

بل أحاول أن أكون دبلوماسياً، كي لا أحرج نفسي، وأحرجه، لأنني أرفض تقديم ما يتعارض مع قناعاتي، وبصراحة، لم يسبق أن وُضعت في موقف مماثل، لأن هناك توافقاً بيني وبين الفنانين على المبادئ الأساسية، ولم أتعامل أبداً مع فنانين لديهم إشكاليات على مستوى الصوت، أو الاسم، بل كلهم لديهم حضور، واسم، وصوت.

هل يمكن القول إن سرّ نجاحك هو البساطة في أعمالك مع المحافظة على مستوى الكلمة واللحن؟

هذا صحيح، لأن الأغنية لن تغيّر مجرى الكون، بل هي عمل بسيط يفترض أن يصل إلى الناس، وأنا أتكلم هنا عن أعمالي الرومانسية التي ترتكز على الإحساس، والأداء غير السهل، ولذلك أنا لا أتعامل مع كل الفنانين، ومن حسن حظي أن كل من أتعامل معهم يؤدون أعمالي بشكل صحيح.

ما رأيك في الإشكالية حول غناء جورج وسوف، وانقسام الآراء بين مؤيد ومعارض لغنائه؟

الوسوف فنان كبير يعاني ظرفاً صحياً، وفقد ابنه، ولكنه مستمر بفضل الفنان الموجود في داخله، وهو سعيد بالنشاطات الفنية التي يقوم بها، وهناك شريحة كبيرة من الجمهور تحضر حفلاته، وتدعمه، وآخرون لا يتفهمونه، ويعبّرون عن انزعاجهم بدافع المحبة، ولأنهم لا يريدون مشاهدته بوضع معين، وهذا حقهم، ولكن لا يحق لهم التحدث في هذا الموضوع على الملأ، بل أن يتمنوا له الخير، وليس انتقاده. يجب ألّا نستكثر على الوسوف الوقوف على المسرح، حتى لو غنّى الكورال معظم الأغنية، لأنه يعيش على هذه الروحية، ولا نعرف ماذا يمكن أن يحصل معه لو ابتعد عن المسرح، وجلس في بيته.

مجلة كل الأسرة

تقصد أن استمراريته كإنسان مستمدّة من استمراريته كفنان؟

نعم، والناس الذين يحضرون حفلاته يعرفون أنه يغني قدر استطاعته، ولكن الوسوف حالة كبيرة، وهامة، ويكفي أن يغني كلمتين لكي يفرحوا به، لأنهم يحبون حضوره، وسماع روح أغانيه، وهذا كاف لإسعادهم. الجمهور لا يكذب، وعندما تمتلئ قاعة في حفل يتسع لألفين، أو ثلاثة آلاف شخص، فهذا يعني أن هناك شيئاً صحيحاً.

وهذا يعني أن الوسوف كان ظاهرة بصوته وأصبح ظاهرة بحضوره؟

طبعاً، لأنه الجسر الأخير بين تيمة الطرب، وتيمة الوسوف جديدة من الطرب. أنا لم أحب بعض أغاني وردة، وأم كلثوم، إلا بصوته، ولم أعرفها إلا من خلاله، وهذا يعني أنه جدد تلك الأغاني، وقدّمها للجيل الجديد، وهي مستمرة حتى اليوم، بدليل أن كاسيت «كارت بلانش» لا يزال في الذاكرة. في أواخر السبعينيات ومدة الثمانينيات توجه معظم الفنانين إلى غناء الطقطوقة، بينما ظل هو متمسكاً باللون الطربي، وكان الفنان الوحيد الذي حمل رايته.

وشيرين عبد الوهاب؟

كان هناك الكثير من المشاريع معها، ولكن جمّدت بسبب الظروف التي مرت، وتمرّ بها، والتي أبعدتها، وأبعدتني عنها، ولكن هذا لا يمنع من أن نعود ونتعامل معاً، مجدداً. أنا التقيت بشيرين عبد الوهاب عام 2004، وعام 2018، ولا بد أن نعود ونلتقي.. أيّ فنان معرّض للوقوع في مطبّات، وطلعات ونزلات، ولكن المشاريع الفنية قائمة بيننا.

وهل ترى أنها مطربة مصر الأولى؟

يجب أن نحدّد: هل هي مطربة مصر الأولى كصوت، أم جماهيرية أم حضور؟

بل كفنانة متكاملة؟

كحضور، وجماهيرية، وصوت، شيرين هي مطربة مصر الأولى.

ألا تعتقد أنها تمثل مصر بحفلاتها التي تحييها في كل الوطن العربي وأغانيها المنتشرة عربياً؟

لا شك في أن لديها رصيداً كبيراً من الأغاني، وتتمتع بالحضور وبجماهيرية عريضة، وتملك تاريخاً فنياً، لكن هل يوجد أصوات أفضل من صوتها في مصر؟ طبعاً يوجد، ولكن كفنانة متكاملة هي مطربة مصر الأولى.

وهل أنت مع عفويتها على المسرح؟

أنا مع العفوية على المسرح، ولكن بحدود، لأنها تخدم الفنان، بينما العفوية التي لا حدود لها تورطه في المشكلات، وهذا ما حصل مع شيرين التي دخلت في مشكلات قانونية، وفنية، ومعنوية.