
سمارة نهرا، ممثلة مخضرمة أثبتت وجودها في السينما، والمسرح، والتلفزيون. برعت في تقديم الكوميديا، وفرضت نفسها في الدراما، وحققت حضوراً لافتاً في آخر أعمالها «بالدم».. جديدها سينمائي ومسرحي من خلال عملين، الأول من نوع الكوميديا السوداء سوف يتم تصويره قريباً، تحت إدارة المخرجة رندة علم، والثاني كوميدي يواصل رالف معتوق كتابة نصه. سمارة تفضل التلفزيون لأنه بوابة الانتشار، والمكسب المادي بالنسبة إلى الممثل، لكنها تحب المسرح، وتشبّهه بـ «الفيتامين» في حياة الفنان حيث التفاعل المباشر مع الجمهور، والأصداء المباشرة، وهما عنصران أساسيان لا يتحققان بسهولة في السينما والتلفزيون.. التقيناها وكان هذا الحوار:
تستعدين لتجربة سينمائية جديدة، فهل تفضلينها على المجالات الأخرى؟
أنا أحب المسرح، وأحب أيضاً التلفزيون، وأعتبر أن السينما مكملة لهما. هناك فرق بين أن يقصد الناس دور السينما، وأن يجهزوا أنفسهم، ويرتدوا أجمل ملابسهم لمشاهدة الممثل على الشاشة الكبيرة، لأن في ذلك «برستيج» لفنان، وبين مشاهدة مسلسل تلفزيوني جاهز للعرض على الشاشة الصغيرة في البيوت، ولا تتطلب من الناس بذل أيّ جهد، عدا أن محطات التلفزة لا تعرض أعمالاً جديدة، بل تكتفي بأعمال سبق عرضها. وبالنسبة إلى الفيلم فهو من نوع الكوميديا السوداء، ومن كتابة طارق سويد، وإخراج رندة علم.

وهذا يعني أن الأولوية عندك هي للمسرح؟
بل للتلفزيون، ثم المسرح، ومن بعدهما السينما. كل فنان يعمل من أجل الشهرة، ولتحسين وضعه المادي، وتطوير شخصيته، ولكي يشعر بأنه يتقدم، وهذا الأمر لا يتحقق بسهولة في المسرح أو السينما، بل من خلال التلفزيون، ولا شك في أن جمهوره أكبر من جمهورهما.
تتحدثين هنا كانتشار؟
طبعاً، الكل يهمه الانتشار، ومن يدّعي العكس لا يقول الحقيقة.
وكقيمة فنية؟
أحب المسرح، لأن لا شيء أجمل من أن يلمس الفنان ردة فعل الناس مباشرة. وتجاوب الناس معه كالفيتامين بالنسبة إليه، وهذا الأمر لا يتحقق في التلفزيون، لأن أصداء العمل تحتاج إلى وقت، ولا تصله مباشرة.
وأيهما يرضي غرورك أكثر، الانتشار الذي يؤمّنه التلفزيون أم تفاعل الناس المباشر في المسرح؟
المسرح هو الذي يرضي غروري، لأنه يجعلني أشعر بنشوة النجاح مباشرة، ولأنني أجد الناس بانتظاري عند انتهاء العرض المسرحي، لكي يتحدثوا إليّ، ويتصوّروا معي.
في نص الفيلم الجديد كتب طارق سويد الدور خصيصاً لك، فما هي المواصفات التي يجب أن تتمتع بها الممثلة التي تكتب لها الأدوار؟
أنا ممثلة، ويفترض بالممثل الحقيقي أن يكون قادراً على إضحاك الناس، كما على إبكائهم، ومن يتقن لوناً واحداً، هو نصف أو ربع ممثل.
اليوم يتقبلني الناس بالوجهين، الوجه الدرامي، والوجه الكوميدي، ولكنهم يفضلونني في الكوميديا
ولكن معظم الممثلين الذين ينجحون في الدراما لا يكونون بالضرورة مقنعين بالكوميديا، والعكس صحيح أيضاً؟
أنا أحلم بتقديم دور الشريرة، وعندما يتحقق هذا الحلم فإنني سوف أقدمها كـ شريرة «مهضومة»، وليست «ثقيلة الظل». في السابق، كان الناس يقولون إنهم يفضلونني في الكوميديا، أما اليوم فهم يسألونني عن جديدي، ويتابعون أعمالي الدرامية. لقد شاركت في الكثير من الأعمال التي تعرض على المنصات، وقريباً سوف يعرض لي مسلسل بعنوان «فرانكلين»، من إنتاج «إيغل فيلمز»، وهو عبارة عن ست حلقات، ودوري فيه جميل جداً، ولكنه ليس كوميدياً، بل أنا أشارك بدور خالة أحد الشابّيْن، التي ربّته وتخاف عليه كثيراً. اليوم يتقبلني الناس بالوجهين، الوجه الدرامي، والوجه الكوميدي، ولكنهم يفضلونني في الكوميديا لأنه عملة نادرة، وقليلون هم الممثلون القادرون على إقناع الناس عندما يلعبون الكوميديا.
وهل بالضرورة أن يكون الممثل الذي يقدم الكوميديا شخصاً كوميدياً في حياته العادية؟
أبداً، فهناك أشخاص يضحكوننا جداً في الحياة العادية، ولكنهم يفشلون في أداء الأدوار الكوميدية. الكوميديا صعبة جداً بالنسبة إلى غيري، ولكنها سهلة جداً بالنسبة لي، على عكس الدراما، وأنا اليوم أستطيع أن أبوح بذلك، لأن الناس تابعوا أدائي في مسلسل «بالدم»، ولا أظن أنه بعد دوري فيه يمكن أن يقول أحد إن الأدوار الدرامية صعبة عليّ.

مسرحياً، هل من عروض مسرحية جديدة؟
الكاتب رالف معتوق باشر كتابة عمل مسرحي جديد، وسوف يعرض على الخشبة خلال العام المقبل، ولكنني لا يمكن أن أتهاون عندما يتعلق الأمر بعمل مسرحي.
بأي معنى؟
يجب أن أقرأ الدور، وأن أرضى عنه أولاً، كما أنني في المسرح لا أقدم سوى الكوميديا، فإذا وجدت أن الدور مناسب أقبل به، وشروطي ليست صعبة، وإذا وجدت أنه ليس مناسباً فسوف أشكره، وأعتذر.
ولماذا تشترطين الكوميديا على المسرح؟
أنا لا أحب الدراما في المسرح وفي التلفزيون، ولكن يفترض بي كممثلة، أن ألعب كل الأدوار، لأن الناس يرغبون في مشاهدة كل النماذج بسبب اختلاف الأذواق، والمثل يقول «لولا اختلاف الأذواق لما نفقت الأسواق».

وهل تقديمك للدراما في التلفزيون يعتبر تنازلاً منك؟
هو ليس تنازلاً، بل أنا كنت سعيدة جداً بدوري في مسلسل «بالدم»، على مستوى مساحته ومواقفه. ومشاركتي بدور جميل لا يعدّ تنازلاً مني، ويمكن التحدث عن تنازل عندما أكون مجبرة على المسايرة، والقبول بدور لا يتناسب مع حجمي كفنانة، لكي لا يزعل مني الآخرون.
المقصود تقديم دور درامي وليس كوميدياً؟
لم يعرض عليّ دور كوميدي وتنازلت عنه من أجل دور درامي. التنازل يكون بالتخلي عن عرض كوميدي لمصلحة دور تراجيدي، وهذا الأمر لم يحصل.

وهل من مشاريع وعروض على مستوى الأعمال الدرامية المشتركة؟
لم أشارك حتى الآن في المسلسلات التركية المعرّبة، ولكن كانت لي مشاركات في الكثير من الأعمال المشتركة، من بينها «خرزة زرقا»، «لا حكم عليه»، «الحجرة»، «دفعة بيروت»، وغيرها. وبالنسبة إلى المشاريع فالكل حالياً، في فترة استراحة بعد موسم درامي حافل، على أن تبدأ التحضيرات خلال المدة المقبلة.
هل تتمنين عرضاً في مسلسل تركي معرّب؟
آمل، وأتمنى ذلك.