الإعلامية فريال زياري: الناس لا يعلمون أني درست الطب والتمثيل جاءني بالصدفة

من طفولة تفتحت على حب الإعلام، مروراً بدراسة الطب التي لم تروِ شغفها، كان التحوّل نحو الإعلام نقطة انطلاق فريال زياري نحو الاحترافية، مدعومة بدورات مكثفة صقلت موهبتها. تألقت في تقديم الفعاليات، ثم سطع نجمها في برنامجها «Face to Face مع فريال»، مستضيفة قامات فنية وثقافية، ولم تتوقف إبداعاتها عند هذا الحد، فبين «خواطر مع فريال» عبر الإنستغرام، وحوارات تلفزيونية، أثبتت قدرة فائقة على إدارة دفة الحوار، والتفاعل بمهنية.
حاورت «كل الأسرة» فريال زياري التي لم تكن تخطط للتمثيل، لكن القدر قادها إلى شخصية «جوهرة» المعقدة، في مسلسل «مسك الليل»، حيث جسدت، ببراعة، التحولات النفسية من البراءة إلى الانتقام، حاصدة إعجاب الجمهور. وبخطى واثقة، شاركت في تقديم فعاليات، ثقافية وفنية، مرموقة، معتزة بتمثيل المرأة العربية، ومؤكدة أن الفن رسالة حضارية. وفي مهرجان كان، تألقت بالزي الأمازيغي، معلنة اعتزازها بجذورها الثقافية.

ما الذي جذبك إلى عالم الإعلام تحديداً، وكيف أسهمت الدورات التدريبية في صقل مهاراتك الإعلامية؟
الإعلام شغفي منذ الطفولة. كنت أتابع أوبرا وينفري، وبرامج كثيرة على MBC، بخاصة تلك التي قدمتها إعلاميات من المغرب. كنت أُمسك فرشاة الشعر في المنزل، وأتظاهر بأنني أقدّم حفلة، وكنت دائماً أقدّم فقرات حفلات المدرسة. الدراسة وحدها لا تكفي لصقل المهارات الإعلامية؛ التطبيق على أرض الواقع هو الأهم. حصلت على دورات تدريبية مع الإعلامية ريا أبي راشد، ومع وائل حبال في التعليق الصوتي، وأميرة فضل، وغيرهم، وكل منهم أضاء لي جوانب القوّة والضعف لديّ، ما ساعدني على تطوير نفسي، مع مرور الوقت.
هل ساعدتك خلفيتك الطبية في مسيرتك الإعلامية؟
لا، في الواقع، معظم الناس لا يعلمون أنني درست الطب من الأساس.
كيف استقبل الجمهور فقرة «خواطر مع فريال» على إنستغرام، وما الرسائل التي سعيت لإيصالها؟
ردود الفعل كانت رائعة، بل أفضل من تلك التي تلقيتها على برامجي. الرسائل التي أقدمها في «خواطر مع فريال» مستوحاة من الواقع، من تجاربي الشخصية، أو من قصص سمعتها. هي خواطر تعبّر عن معاناة الناس، وظروفهم اليومية.
كيف تطورت تجربتك في «مسك الليل»؟
تجربتي الأولى كانت أشبه بلعبة، لم أكن أمتلك الوعي الكافي حينها. أما في «مسك الليل»، فكان دوري بطولة، وكان التحدّي في تحوّلي من شخصية بريئة إلى شريرة. لم يكن وجهي يساعدني على أداء الشر، ولكن المخرج هشام الجباري آمن بي، وساعدني على إخراج الدور كما يجب. عندما شاهدت نفسي بعد العرض، شعرت بالدهشة من أدائي، لأنني فعلاً تعلّمت كيف أتقمّص الشخصية.

كيف تعاملت مع شخصية «جوهرة» المعقدة في «مسك الليل»؟
شخصية «جوهرة» كانت قريبة من الواقع؛ امرأة تعيش في قصر، وتنتمي إلى عائلة مرموقة، ثم تنقلب حياتها بسبب الخيانة، والمؤامرات. تعاملت مع الشخصية بتقمص كامل، أزحت «فريال» مؤقتاً من داخلي، ووضعت «جوهرة» بدلاً منها. عشت حالتها النفسية، وتأثرت بها، حتى في حياتي اليومية. التحولات النفسية التي مرت بها جعلت الدور تحدّياً كبيراً بالنسبة لي، والحمد لله، نلت جائزة عن هذا الدور في مهرجان الرباط، كأفضل مسلسل تاريخي في رمضان.

كيف توازنين بين العمل الإعلامي والتمثيل، وما أبرز التحديات؟
الإعلام هو شغفي الأول، أما التمثيل فجاءني بالصدفة بعد انتهائي من برنامجي «Face to Face مع فريال». طُلب مني أداء دور يشبهني، فوافقت، وسافرت للتصوير في المغرب. لكل مجال وقته، وأنا أختار ما يناسبني.
ما الذي دفعك إلى دخول عالم ريادة الأعمال؟
أردت تحقيق اكتفاء ذاتياً. كوني إعلامية، أو ممثلة، لا يضمن لي عملًا دائماً. لذلك، كان لا بد من بناء مصدر دخل خاص بي، حتى أعمل على راحتي، وباختياري، من دون ضغوط مادية، أو التزامات غير محبّبة.
ما أهمية الاستقلال المادي للمرأة في رأيك؟
الاستقلال المادي يمنح المرأة قوة داخلية هائلة. يجعلها حرة في قراراتها من دون أن تضطر إلى قبول عروض لا تناسبها بسبب الحاجة. وجود دخل خاص، حتى وإن كان بسيطاً، يمنحها حرية الاختيار، والكرامة. ريادة الأعمال تغيّر الشخصية، وتمنح المرأة ثقة وقوّة. أنصح كل النساء بذلك، مهما كان المجال.


كيف كانت أصداء ظهورك بالزي الأمازيغي التقليدي في مهرجان «كان» السينمائي 2024؟
في اليوم الأول ارتديت فستاناً عادياً، لكن عندما ارتديت الزي الأمازيغي المغربي شعرت بفخر كبير، وتلقيت تفاعلاً رائعاً من الجمهور، والمشاهير. الجميع كان يسألني عن الأحجار والزينة. الرسالة التي أردت إيصالها هي الفخر بأصولي، فهذا الزي ليس تراثياً فقط، بل كانت الأميرات يلبسنه قديماً.
ما مشاريعك المقبلة في الإعلام وريادة الأعمال؟
في الإعلام، أدرس حالياً عدة عروض، لكن لا أستطيع الإفصاح عنها الآن، لعدم وجود توقيع رسمي بعد. أما في ريادة الأعمال، فأعمل حالياً على افتتاح مكتب للعقارات (بيع، شراء، تأجير) وإن شاء الله، سيكون الافتتاح قريباً.

كيف تقيّمين واقع الإعلام والتمثيل العربي، وما أبرز التحدّيات التي تواجه المرأة؟
الإعلام العربي يشهد تطوراً ملحوظاً، بخاصة مع المنصات الرقمية التي فتحت المجال للجميع، فلم يعد الإعلام حكراً على القنوات التقليدية. لكن لا يزال هناك بعض التحدّيات مثل ضعف النصوص، والتكرار في التمثيل، وقلة دعم المواهب الجديدة. أما المرأة، فرغم بروزها، إلا أنها لا تزال تواجه عقبات، مثل الصورة النمطية، قلة الفرص القيادية، وضغوط المجتمع على حريتها، وإبداعها.
حدّثينا عن نجاحاتك في الإمارات، وأبرز من دعمك في مسيرتك؟
قدّمت عدة حفلات في الإمارات، لكن أكثر ما أفتخر به هو تقديمي حفلًا في أوبرا دبي، كان شعوراً لا يوصف. عائلتي هي الداعم الأول والأخير لي، سواء في الإعلام، أو في البزنس.