نجاح جديد أضافه الفنان فايز السعيد إلى نجاحاته السابقة، من خلال أغنية «اهتم فيّي» التي خاض من خلالها تجربته الأولى في الغناء باللهجة اللبنانية.. الأغنية كلاسيكية، من كلمات الشاعر مازن ضاهر، وألحان أحمد العقاد، وصوّرها تحت إدارة المخرج بسام الترك، في أجواء رومانسية خلّابة، عكست مضمون الأغنية من خلال مشاهدها الحالمة.
طرحت أغنية باللهجة اللبنانية بعنوان «اهتم فيّي»، ويبدو لافتاً إتقانك للهجة اللبنانية بشكل أكثر من رائع، فهل تخبرنا عن توقيت طرح هذه الأغنية؟
أنا أخطّط منذ فترة بعيدة للغناء باللهجة اللبنانية، وسبق أن تحدثت إلى الملحن طارق أبو جودة، والفنان مروان خوري، حول هذا الموضوع، قبل نحو 20 عاماً، ولكن الفرصة لم تسمح بذلك، إلى أن عُرضت عليّ أغنية «اهتم فيّي» فأعجبتني كثيراً، ودخلت قلبي بسرعة، وهي من كلمات مازن ضاهر، وألحان أحمد العقاد، وتوزيع ماجد ضاهر. جوّ الأغنية أعجبني كثيراً، وهي المرة الأولى التي أسمع فيها أغنية واقتنع بها على الفور، فوضعت صوتي عليها كـ (ديمو)، وأغرمت بها، وقررت أن أحصل عليها. وبالنسبة إلى إتقاني للهجة اللبنانية، فقد سمعت الأغنية أكثر من مرة، وعندما سألت أصدقائي اللبنانيين فيما إذا أجَدت تقديمها بشكل صحيح، أكدوا لي أنني أتقنها بشكل مثالي.
هناك مجموعة من الفنانين غير اللبنانيين قدموا أعمالاً باللهجة اللبنانية، من بينهم شيرين عبد الوهاب، وحسين الجسمي، وهاني شاكر، وأصالة، وغيرهم، فأيّ من هذه التجارب كانت الأفضل، وكيف تقيّم تجربة كل منهم؟
لا يمكنني أن أقيّم تجارب هؤلاء النجوم، لأنهم جميعاً قامات فنية كبيرة، وكل فنان منهم له جمهوره، وطريقته في الغناء، وأنا أكنّ لهم جميعاً الحب، والاحترام، والجمهور هو الذي يحكم، وليس أنا.
جمهور الـ«سوشيال ميديا» والجيل الجديد ذوقهما مختلف عن ذوق الجيل الماضي
في رأيك، هل تعاني الساحة الفنية في العالم العربي أزمة أغنية؟ وما سبب تراجع عدد الأغاني «الضاربة»، وهل هذا الأمر يؤكد أن هناك نقصاً في الإبداع؟
بصراحة، نحن نفتقد «الهيتات» كما كان الحال في التسعينيات، حيث كانت كل أغنية «هيت»، وتستمر سنوات طويلة، بينما اليوم حتى الأغنية «الهيت» لا تستمر إلا أياماً معدودة، ثم تختفي، بسبب الاختلاف في ذوق الجمهور. جمهور الـ«سوشيال ميديا»، والجيل الجديد، ذوقهما مختلف عن ذوق الجيل الماضي، كما أن جمهور «التيك توك» يختلف عن جمهور «تويتر»، وجمهور الثاني يختلف عن جمهور «إنستغرام»، وجمهور الثالث يختلف عن جمهور «الفيسبوك»، وحتى «الواتساب» له جمهور خاص به، بينما في الماضي كانت تبث الأغنية في التلفزيون والإذاعة، وكان الكل يتابع الأغنية «الضاربة»، ولذلك اختلف الوضع كثيراً عن السابق.
وهل نعاني نقصاً في المطربين الحقيقيين، أم الملحنين الحقيقيين، أم الشعراء الحقيقيين؟
بل إن الساحة الفنية العربية مملوءة بالأصوات الجميلة، والملحنين البارعين، والشعراء المتميّزين.
كملحّن، هل توافق الرأي الذي يعتبر التوزيع أهم من اللحن؟
هناك أغانٍ نحبها بسبب أعجابنا بلازمة موسيقية، أو دخلة موسيقية، أو صولو معيّن، ولا شك في أن التوزيع له دور كبير في إنجاح اللحن، وأحياناً قد يكون اللحن بسيطاً جداً، ولكن توجد في الأغنية لازمة موسيقية معيّنة تعيش مع الأغنية، حتى أننا نتذكر الأغنية من خلالها.
تعاملت مع كبار النجوم العرب، فهل يمكن القول إنك تعطي الأولوية لتجربتك اللحنية على تجربتك الغنائية؟
بصراحة، النجوم الكبار الذين تعاونت معهم هم أكثر مني انتشاراً، كصوت، وحضور، وقاعدة جماهيرية، وعندما تنجح إحدى أغانيّي بصوت نجم كبير أشعر بفرح كبير، يفوق فرحي لو كانت بصوتي، لأن لحني يصل بفضله إلى شريحة كبيرة من الناس.
كيف تفسّر الحصرية في تعامل كبار نجوم الأغنية الخليجية مع شعراء وملحنين محدّدين؟
لا أعرف، وربما توجد كيمياء، وتوافق فكري بينهم، مع أننا نفاجأ أحياناً بأن بعض المواهب الشابة لديها ألحان جميلة، وكلمات جديدة. التنوّع الشعري واللحني مطلوب، وضروري، ومن وجهة نظري يجب أن نسمع أعمال المواهب الشابة لكي نتعرف إلى أفكار من هم أصغر منا سنّاً، ولكي نعرف ماذا يريد الجيل الجديد.
كيف تقيّم تجربتك في برامج الهواة «إكس فاكتور»، وماذا أضافت إليك؟
هذه البرامج تسهم في اكتشاف مواهب جديدة لم تحظ بالفرصة، أو الدعم، وبرامج الهواة تتيح الفرصة لكي يتعرف إليها الناس على نطاق واسع، ولكن الأهم من كل ذلك هو الاستمرارية والدعم.
البعض انتقد البرنامج مع أنه ضمّ مواهب جيدة، واعتبر أنه لم يحقق ما كان متوقعاً منه..
بل إن برنامج «إكس فاكتور» انتشر على نطاق واسع، واكتسبنا بفضله الكثير من الأصوات الجميلة.
ما هي مشاريعك للفترة المقبلة؟
يوجد في جعبتي «ميني» ألبوم جاهز، ولكنني لا أطرحه دفعة واحدة، بل أغنية وراء أغنية، كما أنني تعاونت مع عدد كبير من الفنانين في عدد من الأعمال، ومن المتوقع أن يسمعها الناس خلال الفترة القريبة المقبلة.