بخطوات واثقة، تشق سونغ مي طريقها في مشهد الطهو العالمي، حاملة معها ذكريات الطفولة، وأسرار نكهات الشارع الكوري، فمن قلب نخلة الجميرا بالم ويست بيتش بدبي، ومن داخل مطعم «سموكي موتو»، الذي يجمع بين حرارة الشواء الكوري وأناقة المطبخ المعاصر، نلتقي الشيف الكورية سونغ مي، لنتعرف إلى بداياتها، وسرّ ولعها بالأطباق المدخنة، وأشهر وصفاتها التي أصبحت حديث الذوّاقة.
ما الذي أشعل شغفكِ بالطبخ؟ وكيف بدأت رحلتك؟
بدأت رحلتي في كوريا، حيث وُلدت ونشأت. درست فنون الطهو في المرحلة الثانوية، بينما كان معظم زملائي يدرسون موادّ تقليدية، وعلى مدار ثلاث سنوات، تعلّمت تقنيات الطهي العالمية، وحصلت على أول شهادة طهو وأنا في الرابعة عشرة من عمري، ليصبح الطهو شغفاً أكثر منه مهنة، وقد اجتزت سبع شهادات طهو قبل التخرج، وكانت هذه البداية المبكرة بمثابة حجر الأساس لكل ما وصلت إليه اليوم، فالطهو ليس مهنتي، بل رسالتي في الحياة.
ما السر وراء شغفك بطهو الطعام المدخن؟
الطهو المدخن يذكّرني بالطفولة، بشوايات الفحم، وجلسات العائلة، فأثناء مسيرتي المهنية، بخاصة أوقات عملي في مطاعم حاصلة على نجمة ميشلان، اكتشفت جمال استخدام الدخان لإبراز النكهات العميقة، وفي «سموكي موتو» وجدت طريقة لمزج الأصالة الكورية مع فخامة الطهو العصري، وقررت أن أُقدّم هذا الأسلوب بطريقتي الخاصة.
كيف تصفين تجربة مطعمكم؟ وما الذي يميّزه عن غيره من مطاعم دبي؟
«سموكي موتو» ليس مطعماً فقط، بل تجربة متكاملة تجمع بين الجودة العالية، والنكهات الكورية الجريئة، إذ نحرص على استخدام أجود أنواع اللحوم، ونعد الكيمتشي يدوياً باستخدام ملفوف «نابا» الكوري، كما ندمج الابتكار مع التقاليد من خلال أطباق مثل بطاطس واغيو بالثوم، أو ريب آي المُعتقة بالأعشاب البحرية، فكل طبق يحكي قصة، وكل نكهة لها جذور.
ما الذي ينتظر ضيوفك من حيث التجربة الكاملة؟
نحرص على أن يشعر ضيوفنا كأنهم في بيت دافئ بنكهة فاخرة، فالتجربة لدينا لا تقتصر على الطعام، بل تشمل التفاعل المباشر، فأنا أتحدث مع الضيوف بنفسي، واستمع لآرائهم، واحرص على جعل كل زيارة لهم تجربة خاصة لا تُنسى.
ما هي أشهر أطباقك؟ ولماذا تُعد مميّزة؟
من الأطباق المفضلة لدى الضيوف طبق «بطاطس واغيو بالثوم»، وفيه نستخدم دهن واغيو، ونمزجه مع الثوم المحمّص لتقديم بطاطس مقرمشة، وغنية المذاق، وهناك أيضاً «واغيو سوبورو سوت»، وهو طبق أرز بالبخار مطهو بمرق العظم، ومزين بالفلفل، والبيض، والسمسم.
ما مصدر إلهامك في ابتكار وصفات جديدة؟
استلهم أفكاري من الشارع الكوري، ومن رحلاتي وتجربتي في المطاعم العالمية، وأبدأ دائمًا بما أريد أن يشعر به الضيف عند تذوّق الطعام، وأركز على النكهات التي تثير الحنين والقوام الذي يُشبع الحواس.
وكيف تتعاملين مع صيحات الطهو الحديثة؟
لا أتبع الصيحات لمجرد أنها رائجة، بل أختار منها ما يضيف قيمة لتجربتي، مثل استخدام تقنيات تعتيق اللحوم بالأعشاب البحرية، أو صنع «بينغسو» التقليدي بلمسة حديثة، لكنني أُبقي الجذور الكورية حاضرة دوماً.
ما أبرز التحدّيات التي واجهتك في دبي؟ وكيف تغلبتِ عليها؟
أكبر التحدّيات كان بناء فريق متعدّد الثقافات، وهذا يتطلب تواصلًا فعالاً، وتفهّماً للاختلافات، فحرصي على خلق بيئة عمل دافئة تطلّب مني مجهوداً كبيراً، فأنا أبدأ يومي بإلقاء التحية على الجميع، والتحدّث قليلاً حول شؤونهم الخاصة، كي أشعرهم بأننا فرد داخل أسرة كبيرة، وبعدها نبدأ العمل، فعندما يشعر الفريق بالدعم، يصبح الإنجاز أسهل.
هل هناك مكوّن لا يمكنكِ الاستغناء عنه في مطبخك؟
ملفوف النابا، لكونه أساس طبق الكيمتشي، وأحد أهم رموز المطبخ الكوري التقليدي، وعلى الرغم من صعوبة الحصول عليه بجودة عالية في دبي، إلا أنني لا أتنازل عنه، لكونه يحمل طعم الوطن، وروحه.
ما هو الطعام الذي تحبين تحضيره لنفسك في المنزل؟
أحب تحضير الأطباق التي تمنحني شعوراً بالانتماء والحنين، وتذكّرني بالمواقف التي جعلتني أعشق الطبخ، فغالباً ما أعدّ لنفسي «دوينجانغ جيغاي»، حساء فول الصويا، أو طبق أرز الكيمتشي المقلي.
وصفات ذات صلة:
- «بينغسو» بجوز الهند والمانجو.. من الشيف سونغ مي
- البيبيمباب الكوري.. من الشيف سونغ مي
- «كريم بروليه» بالفاصوليا الحمراء.. من الشيف سونغ مي