الشيف زينة بياري: اعتمد الشغل اليدوي لزينة الكيك وأستلهم من فستان العروس وديكور المكان

الشيف زينة بياري، المعروفة باسم «زينة كيكس»، اشتهرت بتقديم حلويات متنوّعة من العالم، وتفرّدت في المزج بين نكهات مختلفة بطريقة خاصة، وكذلك في تصاميم حسب الطلب، ومرسومة يدوياً، واعتمدت الدمج بين هواية الرسم واحتراف الحلويات، حيث إنها ترسم وتنحت بالشوكولا وعجينة السكّر مختلف الأشكال، والوجوه، والمجسمات، بحسب المناسبات.. زينة بدأت مشوارها من الإمارات العربية المتحدة، واستقرت في الأردن، وطوّرت نفسها حيث تابعت عملها، وافتتحت مركزاً لتعليم الطهو للصغار والكبار، إلى جانب مشاركتها في ورش عمل تعليمية لتبادل الخبرات.
كيف بدأ مشوارك في عالم الطهو، وماذا تخبرينا عن أبرز المحطات؟
مشواري في عالم الطهو بدأ في الإمارات حيث كنت مقيمة مع أهلي، وأعمل في محل تجاري يتولى ديكور الحفلات، والزينة، والبالونات، والرسم على الوجوه، ولكن من خلال والدتي، التي كانت تهوى تقديم بوفيهات كاملة من المأكولات الشهية، ورثت هواية الطهو، وخضت غمارها، وباشرت مساعدة والدتي في إعداد الحلويات، وكانت أول تجربة هامة لي في احتفال بمناسبة السنة الميلادية والكريسماس، حيث قدمت كعكة باهرة في الطعم، والزينة المرسومة يدوياً، وحظيت بتشجيع كبير لخوض هذا المجال، وبدأت بأخذ حصص ودروس للاحتراف الكامل، بعد ذلك تزوجت، وانتقلت إلى الأردن، فقمت بترتيب مطبخ بيتي ليكون المحترف المهني الأول لي، وبدأت بتحضير الحلويات الخاصة بالمناسبات، وتميّزت بنحت الوجوه، والأشكال، والمجسمات، بواسطة عجينة السكّر، وفيما بعد الشوكولا، وكان ذلك منذ أكثر من 25 عاماً، مستغرباً وفريداً، فنجحت، وشاركت في مسابقة «هوسبيتاليتي فورم »، و«صالون دو شوكولا»، و«هوريكا»، وحصدت جوائز ذهبية عدّة بين المشاركين، في تحكيم من لجنة مكوّنة من تسع دول في «هوسبيتاليتي فوروم»، وحرصت على تطوير نفسي اكثر فأكثر، حتى افتتحت مركزاً لتعليم الطهو والحلويات، من دون أن أهمل اهتمامي بالطبخ أيضاً.

يبدو أنك شغوفة بعالم الحلويات أكثر من الموالح؟
صحيح، لقد أحببت العمل في الحلويات أكثر من الطبخ، لأن رائحة الحلوى زكية، والعمل فيها أكثر نظافة من اللحم، والدجاج، وروائح الثوم والبصل..أحب روائح الخبز، والشوكولا، والحشوات الشهية، وعجينة السكّر والفستق واللوز، كما أن العمل في الحلوى بالنسبة لي يرتبط بالمناسبات والذكريات الجميلة، وفيه فن، وتجدّد.
كل امرأة تختار عملاً مستقلاً تواجه تحدّيات التوفيق بين الأسرة والعمل، مضافاً إلى ذلك أن احتراف الطهو معروف أنه للرجال كثر منه للنساء، فهل واجهتك الصعاب لتحقيق حلمك؟
واجهت تحدّيات وصعوبات متلاحقة، بخاصة وانه في الأردن منذ 25 عاماً كان مجال الطهي للذكور أكثر منه للإناث، وتواجد امرأة بين الرجال أمر مستغرب، ولكن لحقت شغفي، وكنت أخوض المسابقات، المحلية والدولية، وأشارك في عروض الأزياء التي تعتمد زينة الشوكولا، وأدهش المشاركين بابتكارات فيُثنون عليها، بخاصة أنني لم اعتمد قصّ ولصق الشوكولا لتشكيل الرسمة، بل أذيب الشوكولا لأرسم بواسطتها، وأتحدّى نفسي في أنني قادرة على عمل السهل الصعب، أكثر من السهل، حتى فرضت نفسي في المجال. وعلى ذات الخط، كنت أمام تحدّي الاهتمام بالعائلة، فأنا أعطي أهمية كبيرة لعائلتي وأولادي، لذا لم افتتح «بزنس»، وعملت من المنزل إلى أن كبر الأولاد.
إلى أيّ درجة يختلف الطبخ المنزلي عن الاحتراف، وما هو سرّ نجاحك؟
في رأيي الاختلاف بين طبخ الأم والشيف يكمن في مواكبة التطور والحداثة، فربّة المنزل تطهو لأفراد عائلتها، ومن الممكن أن تقيم عزائم لعدد محدود، ولمرّات معدودة، لكن الطاهية المحترفة عليها أن تقدم الأطعمة المتنوعة لعدد كبير من الناس، وعليها التعرف إلى ثقافة الطهو في أكثر من بلد، كما يلزمها معرفه إتيكيت المناسبات، وماذا يقدّم وفق المناسبة، إضافة إلى أن الطاهية تسافر حول العالم، وتتعلم، وتواكب، وتبتكر. وبالنسبة لي، فإن سر نجاحي يكمن في أنني قمت بكل ذلك، مضافاً إلى ذلك أنني اعتمد المزج بين نكهات مختلفة، وفي الحلويات اعتمد الرسم، حتى أن ورود كعكة الزفاف أصنّعها من عجينة السكّر لتؤكل، وأعتمد على جودة المكوّنات، والطعم الشهي، والتصميم المبتكر.
تتحدثين عن أهمية ثقافة الطبخ والمطبخ، فهل تنتمين إلى المطبخ الخليجي أم، العماني، أم اللبناني؟
أنا مولودة في أبوظبي، وفلسطينية الأصل، ومتزوجة من أردني، وأمّي لبنانية، وكل ذلك ترك أثره في داخلي. وفي بداية زواجي قدمت لي والدتي دفتر وصفات كاملاً ومنوّعاً، وأجدت في تقديم النكهة اللبنانية في وصفات خاصة، مثل الكبّة، والبهارات، والحشوات الخاصة بها، والتي تختلف من بلد إلى آخر، ولكن شغفي بالمطبخ دفعني إلى تجربة وصفات بنكهات جديدة، وتعلمت الوصفات الشرق أوسطية، وصرت أمزج بين النكهات والأعشاب العربية والإيطالية الطازجة، التي ازرعها بنفسي، حتى أن السلَطات أميّزها بنكهة عصير الفواكه، والناس أحبّوا أسلوبي في مزج النكهات، وأنا وجدت نفسي في «الخلطة» الخاصة.

بالنسبة إلى قوالب الحلوى الخاصة بحفلات الخطوبة والزواج.. ما هو«الترند» اليوم؟
البساطة، والتنسيق المتكامل، هما «ترند» مناسبات اليوم، وبالنسبة لي كيك الزفاف يجب أن يكون مبتكراً في تنسيقه مع الديكور، وأنا اعتمد الشغل اليدوي لزينة الكيك، وأستلهم من روحية فستان العروس، وديكور المكان، واعتمد ستايل الورود المشغولة من السكّر على البخار، وتكون طبيعية تماماً، وكذلك اعمل «كب كيك»، و«كيك بوبس»، مزيّناً بالذهبي، أو الفضي، وضمن أطباق ملوكية تليق بالزفاف.
في عالم الحلويات نشهد منافسة كبيرة، بالنسبة إليك هل المنافسة وليدة مواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل تخوضين عبرها تحدّيات أكبر قالب مثلاً، لمزيد من الجذب وتحقيق الانتشار؟
الـ«سوشيال ميديا» عزّزت التنافس لأجل «البزنس»،وأنا في البداية أهملت هذا الموضوع، لكنني اليوم أخوض غمار الـ«سوشيال ميديا»، وقد دخلت تحدّي الحلويات العربية، وقدمت أكبر قطايف، وابتكرت في طريقة تقديم وصفات «ترافل»، و«تشيز كيك» التي جذبت الزبائن، والتحدّي الأكبر كان فستان «صالون دو شوكولا»، حيث زيّنت فستاناً صممَّته مُصممة أزياء مشهورة من عدة طبقات، بواسطة أشكال الشوكولا المرسومة باليد.

ما هي الوصفات التي تنصحين بها في مناسبات الأفراح؟
انصح باعتماد كيك أساسي بنكهة واحدة، فانيليا، أو شوكولا، مضافة إلى نكهات متنوعة في«بوفيه سويت»، وبغضّ النظر عن رغبة الناس في القوالب الكبيرة لأجل العرض والتصوير، فإنني أفضّل ضيافة «السويت المنوع»، والحلوى الشهية المشغولة يدوياً، بألوان وفق رغبة العروسين، وأنصح بوصفة «المرزيبان». كما اعتماد اللون الأبيض للكيك الرئيسي الذي يقطعه العرسان، لكن الجديد هو الزينة الملوّنة في «البوفيه السويت»، ويمكن إدخال نكهة اللوز المطحون لأنها تعتبر «ترند» اليوم. أيضاً يمكن نحت شكل حمامة بيضاء اللون مع الذهبي، أو عمل حبّات الشوكولا مع «الباتر كوكيز»، وتشكيل الأحرف الأولى من أسماء العرسان لزينة الكيك، وعمل «الكاب كيك»، مع وردة، أو حبة لؤلؤ مكوّرة من عجينة السكّر، وهناك أفكار جذابة كثيرة يمكن تداولها مع أصحاب الزفاف.
ختاماً، ماذا تخبرينا عن معهد تعليم الطهو لديك؟
هذا المعهد يهتم بتعليم فنون الطهو للصغار والكبار، وفيه أساتذة وطهاة من المطبخ الإيطالي، وبلاد الشرق الأوسط، وهو مركز لإقامة الاحتفالات، والمناسبات، وأعياد الميلاد، حيث يكون الحفل ضمن سلسلة نشاطات يقوم بها أصحاب العيد، لتشارك تحضير البيتزا، أو زينة الكيك، والأهم انه مكان لقاء الناس بحب وفرح.
وصفات ذات صلة:
- كب كيك الفانيلا البيضاء.. من الشيف زينة بياري
- وردة اللوز.. من الشيف زينة بياري
- مونديو الشوكولاتة الداكنة.. من الشيف زينة بياري