مصمم الأزياء طارق زين الدين: فساتين زفاف مجموعة 2026 لعروس أنيقة وجريئة
طارق زين الدين، مصمم فساتين أعراس ومناسبات، حقق بصمة فريدة في مجال التصميم من حيث جرأته في اختيار الألوان والقصّات الفريدة، ارتدت من فساتينه فنانات، وأميرات، وعرائس، من لبنان والعالم العربي.
يقول إنه عاش طفولته في محترف والده، وتأثر بأسرار هذا العالم، وإبداعات المصممين الروّاد الذين تتلمذ في محترفاتهم، أبرزهم المصمم العالمي ويليام خوري، والمصممان العالميان جورج وإدوارد شويتر، الى أن أسّس محترفه الخاص الذي يحمل اسمه في بيروت في، منطقة الطيونة.
بات مقصداً لكل من تبحث عن الفستان الأنسب لها وفق شخصيتها، وتقسيم جسدها، ولون بشرتها، وذوقها الخاص، حيث إنه يعتمد التنويع في ما يقدمه، وأسلوبه الغني بالشك، والتطريز، والفخامة في الأقمشة، والقصّات المتعددة، والألوان المتنوعة، يجعله مقصداً لكل عروس. وفق ما قال في لقاء خاص لمجلة «كل الأسرة»:
كيف بدأ مشوارك في عالم الأزياء؟
درست تصميم الأزياء، وعندما تخرجت في عام 1995، وبدأت مشواري كمحترف، اخترت أن اكتسب الخبرة والمعرفة الواسعتين من كبار المصممين، وصرت من فريق عمل المصمم العالمي ويليام خوري الذي صمم فساتين وإطلالات الفنانة الراحلة صباح، ثم انتقلت إلى «دار شويتر» مع جورج وإدوارد شويتر، اللذين تألقت مسيرتهما خلال حقبة بيروت الذهبية في عالم الموضة، بالنجاح والتميز، وكانا فاعلين في نقابة الخياطين، وكذلك في لجنة الحكم في «استوديو الفن»، ما أفسح في المجال أمامي لأكون شريكاً في عدة مناسبات ضخمة. كما أن «دار شويتر» كانت تصمم فساتين الفنانة وردة الجزائرية، وأميرات كثيرات من الخليج العربي، الأمر الذي جعلني أدرك أدّق التفاصيل في هذا العالم، مضافاً إلى معرفة كيفية الترويج، لذا أسست محترفي الخاص منذ سنوات، ومن خلاله أقوم بإطلاق مجموعات من الفساتين المتنوعة، وبات محترفي مقصداً للعرائس.
هل ترى أن احتراف الأزياء سببه الوراثة أم الموهبة؟
الموهبة هي الأساس، لكن بالنسبة لي فقد ولدت في عالم الأزياء، وعشت طفولتي بين الماكينات، والإبرة والخيط، وكنت خلال العطل المدرسية الصيفية أقصد محترف والدي، رغبة مني في قضاء الوقت في هذا العالم الجميل. كنت سعيدا باستبدال اللعب مع الرفاق بالرسوم، والإبر والخيطان، والأقمشة الملوّنة، ومن حسن حظي أنني تربيت في عائلة فنية تعشق عالم الموضة، حتى أنه لديّ أخوين في عالم التصاميم الراقية، لذا، فإن التصميم بالنسبة لي بمثابة هواية، واختصاص، ووراثة، واحتراف، وخبرة متراكمة، وتوافر هذه العناصر جميعاً أسهم في نجاحي وجعلني أستمرّ في العمل، والاجتهاد، والابتكار، وأنا اليوم أقدم مجموعات من الفساتين الخاصة بالمناسبات على اختلافها، وفساتين الخطوبة، ومهتم بشكل خاص بفساتين العرائس، لأن فستان الزفاف هو حلم كل صبية.
ومن هنّ النساء اللواتي يقصدن متجرك؟
لديّ زبائن في الخارج، والخليج العربي، ولبنان، وقد توجهت، أخيراً، لابتكار خط جديد هو خياطة الفساتين لتأجيرها، بدل بيعها، هذا الخط مناسب تماماً للمحليين، لأن المرأة لا ترغب في تكديس فساتين المناسبات في خزانتها، كما أنها لا تحب تكرار نفسها في ارتداء ذات الفستان. لذا، اعتمدت فكرة تأجير الفساتين، بحيث تستفيد من القطعة الواحدة أكثر من امرأة، ويمكن تبديل بعض التفاصيل للتمايز، وهذه الفكرة حظيت بالتجاوب الكبير، لأنها تتحدّى الصعاب التي نعيشها اليوم في لبنان. فمن المعروف أن عالم الأزياء يعتمد على السياحة والاستقرار، ونحن في بلدنا نفتقر إليهما حاليا، لذا، فإن التأجير في مجال «الهوت كوتور» أفضل طريقة لتلبية احتياجات المرأة من جهة، والتسويق لما ننتجه، من جهة أخرى.
ماهي ألوان وقصّات فساتين الزفاف الأحبّ إليك؟
صراحة أنا لم أستطع تقييد نفسي بالفستان التقليدي الطويل، والفضفاض باللون الأبيض، بل ابتكرت في تصاميم فساتين العرائس بين الطويل، والقصير، والضيق، والفضفاض، وابتعدت عن تقليد السائد، مع الحرص على الفخامة. قدمت فساتين العرس باللون الذهبي و«الأوفوايت»، واعتمدت الفستان الجريء للعروس العصرية، وكذلك ابتكرت فستاناً من ريش النعام، وكان جريئاً، ومغايراً للمألوف، واعتمدت أيضاً الألوان في فساتين الخطوبة، وفساتين المناسبات، فكانت ألواني من الأحمر، والأزرق، والأصفر، والبرتقالي، مضافة إلى ألوان الباستيل الهادئة، بحيث تختار العروس ما يناسب بشرتها.
طرحت في المجموعة الجديدة الفستان الذهبيّ الشك بالكامل، واعتمدت في تطريزه خطوط الحورية
في مجموعتك الأخيرة الخاصة بعام 2026 قدمت فساتين من عدة قطع، فهل هذه الموضة هي الأكثر رواجاً اليوم؟
أنا لا ألحق الموضة في هذه التفاصيل، بل كنت من الأوائل الذين اعتمدوا أسلوب تقديم الفستان الموصول من عدة قطع، منذ أعوام عدّة، وقد أحبّته العرائس، وأقبلت عليه الفتيات المحجّبات، لذا أطلقت جديداً منه في مجموعتي الأخيرة، والهدف منه هو ضمان راحة العروس، وتأمين إمكانية ارتداء الفستان عبر أشكال عدّة. لقد اشتغلت على الفستان الذي يتم استخدامه بطريقتين، ويتكّون من فستان واسع متعدّد الطبقات، ويمكن للعروس أن تطلّ به كملكة عند دخول صالة الأفراح، ثم خلال نفس السهرة يمكن لها أن تزيل الطبقات الخارجية ليصبح «سورانغ» ضيّق، وملاصق للجسم، فيُظهر تفاصيلها، وتكون مرتاحة أكثر في الحركة. كذلك قدمت الفستان الثلاثي الذي تضاف إليه «كشاكش» وأقمشة متحركة في واجهته، ومن الخلف، مضافاً إلى الشاحوط المتحرك أيضاً، فنحن نعرف أن العروس تحب الشاحوط الكبير، لكنه يقيّدها، لذا قدمت الشاحوط الذي يمكن إزالته في خلال السهرة، من دون أن ينتقص من الفخامة والأناقة. وكذلك طرحت في المجموعة الجديدة الفستان الذهبي الشك بالكامل، واعتمدت في تطريزه خطوط الحورية، مضافاً إلى فساتين السهرات ذات الألوان الواضحة، والصريحة، والقوية، والدافئة التي تناسب موسم الشتاء، والمقرّبات من العروس.
وماذا عن ألوان فساتين السهرات؟
في العموم، ألوان الموضة لربيع وصيف 2026 مستلهمة من ألوان الطبيعة الهادئة، ومن الباستيل، وهي ألوان باردة، أما ألوان الشتاء فهي ألوان دافئة مستلهمة من ألوان قوس القزح، وأنا أحب إطلاق شريحة منوعة من الألوان حتى تجد كل صبية ما يليق بها، ويناسب بشرتها، لأن الموضة تتغيّر، لكن الصور تبقى في الذاكرة.
ما هي نصيحتك للعروس عند اختيار فستانها؟
نصيحتي لكل صبية تزور محترفي أن تقوم بتجربة أكثر من قطعة حتى تختار ما يليق بها، ويظهرها بالنسخة الأفضل من نفسها، وعليها أن تكون منفتحة على تجربة كل الخيارات والألوان، لتختار ما يناسب شكل جسمها، ولون بشرتها، وكذلك انصحها باعتماد الجرأة، في أن تكون مغايرة للمألوف.
هل تؤيد فكرة اللحاق «بالترند» بالنسبة إلى فستان الزفاف؟
المقصود «بالترند» هو الموضة الموسمية المؤقتة، وأنا لا أحبها للعروس في يوم الزفاف، ولكنها مقبولة في يوم الخطوبة. و«ترند» الموسم الصيفي كان الفستان المقسوم إلى قطعتين، وقد دخلت في هذا المجال في عام 2005 حيث قدمت «كروب توب»، مع «تنورة»، والخصر مكشوف، وكان ذلك وفق طلب الزبائن، لكنني لا أختارها ضمن المجموعة الخاصة بي، لأنها تناسب موسم الصيف، والاحتفال على شاطئ البحر، أما ما اختاره للعروس فهو الفستان الكامل الذي يناسب حفل الصالة والحديقة .
هل تواكب الموضة العالمية؟
أتابع خطوط الموضة العالمية كمصمم يجب أن يعرف ما يدور حوله، لكن أستلهم من المرأة الشرقية التي تحب الأناقة الملوكية في يوم زفافها، ولديّ بصمتي الخاصة، وأسلوبي الذي يميّزني عن غيري، حيث إن فساتيني غنية بالشك والتطريز، والقماش الفاخر. وكذلك أعتمد في كل عملي على «الكورسيه»، حتى لو كان الفستان يحمل «سحابات»، لكن بالنسبة لي مقاس «الكورسيه» هو الذي يعطي أنوثة فائقة، ويجمّل شكل الجسم، ويجعل الفستان متماسكاً، و«الكورسيه» مناسب حتى للفستان الثقيل، حيث يظهر تفاصيل الجسم بطريقة أجمل. وأنصح العروس باختيار الفستان المشغول مع «كورسيه»، كما أنصحها باختيار الشك المشغول وفق رسومات عمودية، وضمن أسلوب شرقي، لأنه يضيف إلى أنوثتها، وكذلك أنصحها بالفساتين المشغولة بقماش الدانتيل، والأورغنزا، لأن موضتهما لا تبطل.
