المصممة الإماراتية شريفة الهاشمي: أشعر بالمسؤولية لتمثيل ثقافتي في مشهد الموضة العالمي
محررة الموضة والجمال
كان لعمل عائلة المصممة الإماراتية شريفة الهاشمي في مجال الأزياء والعطور، دور كبير في تعزيز حبها لهذا العالم منذ الطفولة، ما انعكس في اهتمامها الكبير بتصميم الأزياء، وإدارة الأعمال، ما ساعدها على تأسيس علامتها الخاصة ONORI، كعلامة تركّز على تمكين المرأة من خلال الموضة، وإبراز جمالها، وقوّتها..
عن رحلتها المشوّقة في مجال الموضة كان لنا معها هذا الحوار:
حدثينا عن نفسك أكثر
أنا إماراتية، أتمتع بشغفٍ كبير تجاه عالم الأزياء والموضة، نشأت في المملكة العربية السعودية، ودرست العلوم المالية، وتقنيات المعلومات، والأمن السيبراني في الولايات المتحدة، حيث حصلت على درجة البكالوريوس، نلت بعدها درجة الماجستير. وبعد العمل في القطاع المالي لمدة من الزمن، قررت تأسيس علامة ONORI، مستندة إلى شغفي بمجال الأزياء، وثقتي بذوقي الرفيع الذي رافقني منذ طفولتي، بفضل سفري إلى العديد من عواصم ووجهات الموضة، فقد اعتدنا قضاء شهرين من فصل الصيف في بيفرلي هيلز، ونيويورك، وباريس.
كيف اكتشفتِ شغفك بمجال الأزياء؟
برز حبي وإبداعي في مجال الأزياء منذ طفولتي، إذ لطالما استقيت إلهامي من محيطي، سواء مما أتابعه على التلفزيون، أو حتى الأشياء التي أراها في حياتي اليومية. كما اعتدت تصميم ملابسي الخاصة، وكان من حولي يبدون إعجاباً كبيراً بها، ويخبروني أن لديّ مستقبلاً مشرقاً في تصميم الأزياء، ما دفعني، وعزز رغبتي في المضي قدماً في هذا المجال، حين تسنح الفرصة. ولديّ قدرة عالية على تحديد القطع الخاصة، والفريدة، إلى جانب حبي لتحويل
كيف أثر كونك امرأة إماراتية في هويتك المهنية؟
أسهم كوني إماراتية في تكوين هويتي المهنية بشكلٍ أساسي، فقد منحني جرأة للمضي قدماً بفضل الدعم الذي أحظى به من دولتي الحبيبة، فضلاً عن فخري بتراثي الذي يمثل رمزاً يميّزني أينما ذهبت. كما أستمد الإلهام من قوة، وعزيمة، وحيوية المرأة الإماراتية، ما يبرز في تصاميمي. وأشعر أيضاً بمسؤولية تجاه تمثيل ثقافتي، والمساهمة الفعالة في مشهد الموضة العالمي، بما في ذلك تسليط الضوء على قدرتنا العالية، المتمثلة في مزج التقاليد مع اللمسات العصرية، لتقديم إبداعاتٍ تنبض بالتفرّد، والأناقة. ومنحتني هويتي الإماراتية الكثير من الفرص التي أفضت إلى رسم ملامح مسيرتي على الصعيدين، المهني والإبداعي، إلى جانب نشأتي في دبي، إحدى أكثر الوجهات تنوّعاً في العالم، والتي كان لها دور فاعل في ذلك. أضف على ما سبق، تم إرسالي إلى الخارج في سِن مبكرة للدراسة، ما أسهم في إثراء نظرتي وخبراتي في بداية رحلتي.
ما الذي يميّز علامة ONORI عن غيرها في عالم الأزياء؟
تنفرد ONORI عن غيرها من العلامات بفضل جرأتها، وتصاميمها الاستثنائية التي تفيض بأرفع مستويات الأنوثة، حيث نولي اهتماماً كبيراً بجميع تفاصيل القطع، بدءاً من البطانة والقماش، وصولاً إلى شعار العلامة بتقنية المونوغرام، والأزرار، لنقدم بذلك قطعاً لا يخبو ألقها مع مرور الزمن، وتعكس أعلى مستويات الحِرفية. وتتميّز القطع بمزيجها الفريد من الأناقة، والقوة، في احتفاء بمفهوم الأنوثة العصرية. كما أحرص دوماً على إبداع تصاميمي من مواد عالية الجودة، لأوفر قطعاً استثنائية بأسعارٍ تنافسية، وبالتالي، الارتقاء بمكانة وتفرّد العلامة في عالم الموضة والأزياء.
استمد إلهامي من المحيط حولي، بما في ذلك الأماكن، والأقمشة، والنساء المؤثرات في حياتي، إضافة إلى التفاصيل الصغيرة التي توقد أفكاري. كما أستلهم تصاميمي من ثقة السيدات الأيقونيات والشهيرات، أمثال مثل كوكو شانيل، وبريجيت باردو، وأودري هيبورن، وشير.
بمَ تتميّز تصاميمك، وماذا تعكس؟
أركّز حول إبداع تصاميم تفيض بالرّقة والأنوثة، وتنبض بالجرأة والثقة، لتمنح إطلالات متفرّدة تمزج بين البساطة والرقي، ما ينعكس في إبداعاتنا، مثل الفساتين التي تتغنّى بأناقتها غير المتكلفة، والقطع الفاخرة المزيّنة بالريش، واللمسات الكريستالية. وتعكس العلامة مفهوم شغف تنسيق الملابس العفوي لدى السيدات، فلطالما اعتدن في طفولتهنّ على تزيين دمى باربي بإطلالات مختلفة، وتستلهم صالة عرض العلامة تصاميمها من عالم باربي المفعم بالألوان الزاهية، والعناصر اللامعة.
أيّ خامات وأقمشة تفضلين استخدامها؟ ولماذا؟
في المقام الأول، أفضّل استخدام قماش التفتا، يليه الساتان الناعم، ثم الحرير. فالساتان قماش مريح وفاخر، وما يميّزه هو الإحساس الفريد والمريح الذي يضفيه على البشرة، فمن المعلوم أن الإطلالة الرائعة مرتبطة حتماً بمستوى الشعور بالراحة. وأحب استخدام التفتا أحياناً، فلا يوجد قماش يعبّر عن الرّقي والأناقة أكثر منه، فضلاً عن مواصفاته التي تتكامل مع جمال الجسم، وتبرز جماله، إذ يتميز بأنه أكثر متانة وصلابة، ما يجعله خياراً مثالياً لابتكار الفساتين والأزياء المخصصة للمناسبات الرسمية. فإنّ التصاميم الرائعة تستلزم قماشاً يرتقي إلى مستواها، ولا يوجد ما هو أرقى من قماش التفتا لتنفيذها.
تتميّز تصاميمنا بلمساتها الأنثوية الواضحة، التي أهدف من خلالها إلى نقل مشاعر تفيض بالقوّة، والثقة، والأنوثة، إلى عاشقات العلامة
تصاميمك مملوءة بالعناصر الأنثوية، هل يعكس هذا جانباً من شخصيتك؟
نعم، تصاميمي تعكس شخصيتي بالتأكيد، فأنا أحب كل ما هو ورديّ، وكل ما يضفي لمسة أنوثة إضافية، وتحديداً نقشة البولكا، تلك النقشة المنقطة التي تُعد رمزاً للأنوثة. أما بالنسبة إلى الألوان، فيُعد الورديّ الفاتح أحد الألوان المميّزة لدينا، والتي نعرضها في جميع المواسم، وهو بالطبع أحد ألواني المفضلة، وأكثرها أنوثة. وتتميّز تصاميمنا بلمساتها الأنثوية الواضحة، التي أهدف من خلالها إلى نقل مشاعر تفيض بالقوّة، والثقة، والأنوثة، إلى عاشقات العلامة. ربما أكون من أكثر الأشخاص أنوثة ونعومة على الإطلاق؛ الأمر الذي يتجلى في أسلوب حياتي، وديكور منزلي، وحتى مكتبي، فإنّ كل ما يتعلق بي يعكس هذه الصفات، وأحب ذلك حقاً، إذ أميل إلى أن أكون محاطة بأشياء جذابة، وأنيقة، وأنثوية، فهذه شخصيتي.
ماذا تقولين لأي فتاة تحلم بأن تصبح مصممة أزياء ناجحة؟
نصيحتي لأيّ فتاة تحلم بأن تصبح مصممة أزياء هي كوني على طبيعتك، وأطلقي العنان لشخصيتك وتفرّدك من خلال عملك، واستلهمي من العالم والناس من حولك، ولكن احرصي دوماً على ترك بصمتك الخاصة ضمن كل تصميم. بمجرد أن تبدئي، اعلمي أن الالتزام والمرونة هما الأساس، ليس في عالم الموضة فقط، بل في أيّ شيء تطمحين إلى النجاح فيه. ولا تستهيني أبداً بالقوة التي تجسدها الأقمشة، فالتصميم الجيد لا قيمة له في حال لم يحقق القماش تناسقاً معيناً، أو يوفر الجودة المطلوبة. اختاري الجودة دائماً، ولا تتهاوني أبداً في ذلك المطلب.
هلّا أخبرتِنا عن تشكيلتك الجديدة لموسم ربيع وصيف 2025؟
تستوحي تشكيلة موسم ربيع وصيف 2025 عناصرها من الطبيعة وفترة الثمانينيات، وما تحمله من جرأة وحيوية. تعكس التشكيلة حركة الأزهار المتفتحة، التي ترمز إلى النضج والرقي. كما جمعنا بين نقشة البولكا المنقطة، والكريستال، والريش لإضفاء لمسة عصرية على أزياء الثمانينيات التي تتسم بكونها تصاميم مرحة وأنيقة، في آن واحد، إلى جانب قصات مفصّلة، وأقمشة انسيابية، تُوازن بين الحنين إلى الماضي والإطلالات العصرية، فكل تفصيل أدرجته ضمن التصاميم يحاكي حركة مقصودة تحوّل القطع إلى تحفٍ بارزة لا مثيل لها. وتجسد هذه التشكيلة معاني الثقة والأناقة، وتضفي لمسة كلاسيكية على خزانة ملابس كل امرأة عصرية، في يومنا الحالي.