22 أبريل 2025

المصممة الإماراتية مريم القبيسي: المشاركة في أسبوع الموضة المحتشمة فرصة لمسيرتي المهنية

محررة الموضة والجمال

المصممة مريم القبيسي
المصممة مريم القبيسي

لم تكن رحلة المصممة الإماراتية مريم القبيسي نحو عالم الموضة مخططاً لها، بل كان شغفاً لطالما شعرت به عبر رؤية داخلية عن كيف يمكن للمرأة أن تبدو راقية، أنثوية، وأنيقة. كما دعمتها ثقة عائلتها، وصديقاتها لاختيار تصاميم فساتينهن، وكانت بمثابة الشرارة التي أطلقت علامتها الخاصة Bespoke..

وها هي تتحدث إلينا عن تلك الرحلة، وعن مشاركتها في أسبوع الموضة المحتشمة في أبوظبي في نسخته العاشرة:

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

كيف أثّر إرثك العائلي وتجربتك الأكاديمية في شغفك بالموضة؟

خلفيتي الأكاديمية لم تكن مرتبطة بالموضة، بل كانت على النقيض تماماً. أنا حاصلة على درجة الماجستير في البحوث الاجتماعية، من جامعة السوربون. وأقرب ما وصلت إليه في عالم الموضة، خلال تلك الفترة، كان من خلال دروس الفن، والتي ساعدتني على تنمية رؤيتي الإبداعية. لكن الشغف له طريقه الخاص، وقد ناداني بصوت أعلى من أيّ تحضير أكاديمي. والواقع، أن المرأة الإماراتية العصرية تتنقل بسلاسة بين الهويات طوال اليوم، تبدأ بارتداء الكندورة المريحة في المنزل، وتخرج بالعباءة الأنيقة، ثم تتحول إلى إطلالة، جريئة وعصرية، في المساء. ثقافتنا تعتنق التنوع، وهذا الانسياب الثقافي منحني الحرية في التصاميم بلا حدود.

مجلة كل الأسرة

ما مصدر إلهام مجموعتك الأخيرة وكيف تعكس رؤيتك للموضة المحتشمة؟

مجموعتي الأخيرة هي احتفاء بالتنوّع، ليس في الأسلوب فقط، بل في الألوان والخامات والقوام، التي تتناغم معاً لتشكيل كل إطلالة. أردت كسر فكرة أن الموضة المحتشمة يجب أن تتبع نمطاً معيّناً. بدلاً من ذلك، احتضنت التناقض: مزجت بين الناعم والبنيوي، الجريء والهادئ، البرّاق والمطفي، لأُظهر أن الاحتشام ليس قيداً، بل حرية في الاختيار والتعبير. من الشيفون المنساب، إلى الميكادو البنيوي، والتول الغني، كل قماش يروي جانباً مختلفاً من شخصية المرأة المحتشمة. الرسالة واضحة: اللوك المحتشم ليس تقييداً، بل احتفال بالاختلاف، والجمال الشخصي.

مجلة كل الأسرة

خبّرينا بالمشاركة في الدورة العاشرة من أسبوع أبوظبي للموضة المحتشمة؟

المشاركة في الدورة العاشرة من أسبوع أبوظبي للموضة المحتشمة لحظة عميقة المعنى في مسيرتي. إنها بمثابة اعتراف جميل بالقوة الهادئة والرؤية التي تقف خلف علامتي. الأمر لا يقتصر على عرض تصاميم، بل هو سرد لقصة، وتواصل مع نساء ينظرن إلى الموضة على أنها انعكاس للهوية والنعمة.

المصممة مريم القبيسي
المصممة مريم القبيسي
مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

شهدت صناعة الموضة المحتشمة تطوّراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.. كيف ترين مستقبلها؟

الموضة المحتشمة لم تعد اتجاهاً فرعياً، إنها حركة تخاطب نساء يرغبن في التعبير عن أنفسهن بحرية وعمق. وهي تثبت أن الاحتشام لا يُقلل من الجمال، بل يُعيد تعريفه. أرى مستقبل الموضة المحتشمة أكثر شمولاً، وتنوّعاً، وجرأة، ويسعدني أن أكون جزءاً من هذا التحول.

كيف تطبق علامتك ممارسات مستدامة من دون التأثير في هويتها الفريدة؟

بالنسبة لي، تبدأ الاستدامة من التصميم المدروس. قطع «بيسبوك» تُنتج بعناية، محدودة، مخصصة، وتدوم طويلاً. ومن خلال التركيز على الجودة بدلاً من الكمية، وتقديم خيارات مصممة حسب الطلب، نقلل من الهدر، ونمنح كل امرأة قطعة فريدة تخصها فقط. وإضافة إلى خط الكوتور، أطلقت خطاً ثانياً باسم WARDROBE مخصصاً للعبايات وفساتين اليوميات، حيث نُعطي الأولوية للأقمشة النباتية. هذه المواد تُنتج من دون مكوّنات حيوانية، مثل الحرير، أو الصوف، أو الجلد، وغالباً ما تُستخلص من النباتات أو المواد المعاد تدويرها، وهي لطيفة على البشرة، قابلة للتنفس، وتقلل من استهلاك المياه، والانبعاثات الضارّة.

ما هي أهدافك المستقبلية للعلامة؟

Bespoke لا تنمو في مجال الموضة فقط، بل تنمو روحياً أيضاً. نحن نتوسع في مساحات جديدة تسمح لنا بتجسيد العلامة خارج إطار الملابس. المشاريع القادمة لا تزال قيد التخطيط، لكن ما يمكنني قوله هو أنها ستستمر في تجسيد القيم التي نؤمن بها، الجمال، الفردية، والترف الهادئ الذي يميّزنا.