04 سبتمبر 2025

خبير التجميل فؤاد حيدر: لا تكوني ضحية ترند الجمال واختاري ما يناسبك

محررة متعاونة في مكتب بيروت

مجلة كل الأسرة

خبير المكياج فؤاد حيدر، له خبرة طويلة في عالم التجميل، في بداية مشواره تعلّم أصول المهنة في مركز جورجيو أرماني في دبي، وفي معهد شارموران في بيروت، ثم كوّن أسلوبه الخاص، وحقق نجاحاً كبيراً، وأسّس أكاديمية تحمل اسم «أكاديمية فؤاد حيدر للتجميل والمكياج»، أو«فرح كولدج».

مجلة كل الأسرة

يقول إن المكياج ليس ريشة وألواناً، كما يعتقد البعض، بل هو رسم شخصية، واختيار طريقة تظهر بها المرأة وفق ما يناسبها. وفي اللقاء معه قال حيدر إنه يحب عالم الألوان، وقد أنشأ الأكاديمية لتسويق مفاهيم الجمال وتقنيات التجميل، من دون خوف من إعطاء أسرار مهنته للآخرين، وإنه اعتمد الأصول القانونية في تأسيس المعهد لكي يتخرّج الهواة مع شهادات مصادق عليها من وزارة التعليم المهني في لبنان، ما يحملّهم مسؤولية المهنة، وتطويرها..

ما هو مفهومك للتجميل؟

التجميل عالم متكامل يعني كل الناس بنسب متفاوتة، وتهتم به النساء بشكل خاص، لأنه يعزز ثقة المرأة بنفسها، ويجعلها متصالحة مع المرآة أكثر، وأنا احب التجميل بواسطة المكياج، لأن محاذيره أقل بكثير من العمليات والحقن، والمكياج يساعد على إظهار المرأة بأفضل نسخة منها، وخبير التجميل هو مزيّن لجمال المرأة، ويبرز الجماليات لديها.

مجلة كل الأسرة

وكيف تنظر إلى مهنة التجميل اليوم؟

لا بدّ من مجابهة المفهوم السائد اليوم حول افتتاح صالونات التجميل بصفة تجارية، كأنها «بيزنس»، التجميل له ناسه، وهو فن قائم بذاته، وأخصائي التجميل يحتاج إلى الموهبة في الأساس، ومن ثم صقلها بالتعلم، والمعرفة، والتجربة، والخبرة.

هل يختلف المكياج بين بلد وآخر؟

أصول وتقنيات المكياج واحدة في العالم، ولكن هذا الفن يتأثر بالزمان والمكان، وثقافة البلد، وهوية المرأة، فهناك مكياج أوروبي، ومكياج شرق أوسطي، كما أن هناك مدارس في المكياج، منها كلاسيكي، وعصري، واستعراضي، وهناك أيضا طرقاً في المكياج، منها نهاري، وليلي، وسينمائي، وغيرها الكثير من التفاصيل التي تفرض على الماكيير معرفتها، من دون أن يحول ذلك دون اعتماد أسلوب خاص به. أنا مثلاً، تعلمت في بداية مشواري في جورجيو أرماني، في دبي، واكتسبت خبرة كبيرة، لكنني أردت أن اتبع أسلوباً خاصاً بي، وهو اللحاق بشخصية المرأة، هذا أسلوبي، وهذه طريقة عملي، فإذا كنت اجمّل امرأة كلاسيكية فلا يمكنني أن انفّذ لها مكياجاً مبالغاً، فيه و«أوفر»، أو «فانكي»، لأنه سيبدو مبتذلاً لها، لكنه قد يكون مناسباً لغيرها، السّر يكمن في مدى ملاءمة الأسلوب التجميلي لشخصية المرأة، وأسلوبها في إظهار نفسها، من لباسها، وتسريحة شعرها، ومكانتها، هنا تكمن المعرفة والخبرة.

مجلة كل الأسرة

وما هو «ترند» اليوم في عالم الجمال؟

بالنسبة لي أن موضوع «الترند» ليس قاعدة ثابتة جمالياً، تفرض على الماكيير اتّباعها، لا أؤمن «بالترند» في المكياج، المهم أن اتبع تفاصيل ما يليق بالمرأة. وأرى أن الموضة تنطلق من دور الأزياء، وتناسب «الريد كاربت»، والاحتفالات الكبرى والمهرجانات، لكنها لا تصب في صالونات التجميل، وما نراه على السجادة الحمراء لا يتناسب مع مناسباتنا ويومياتنا. مثلاً «الكات كريز»، أو ما يمكن تسميته بعيون القطط، وهي تفرض أن نضع ديامان في داخل العين، ونستخدم ألواناً صارخة على الجفن العلوي، وآيلاينر، وكحلاً، ورموشاً كثيفة وطويلة، لا يمكن تنفيذها للمرأة العادية، حتى لو في المناسبات، هذه فنون نستعرض من خلالها مهاراتنا كخبراء تجميل، وهي تناسب عروض الأزياء، هذا فن استعراضي، وليس تجميلياً، لذا يجب التنبّه، والتمييز.

لكن من الملاحظ أن هناك موضة مكياج للشتاء وأخرى للصيف؟

المكياج لا يلحق المواسم، بل يتأثر بها شكلياً فقط، هناك معايير محدّدة، وأصول ثابتة في المكياج، وما يتبدل هو توجهات عصرية. مثلاً، اليوم، ومنذ بداية عام 2025، غلب التوجه صوب الألوان الهادئة، والباستيل، وشريحة «نيود كولر»، كذلك الرموش الطويلة، وهو ما يتناسب مع الشتاء والصيف، كذلك ما يطلق عليه موضة المكياج بلا مكياج، وهو منتشر كثيراً اليوم، هو معتمد منذ زمن، وهو بالنسبة لي يعني اعتماد الألوان الترابية، واستخدامها بطريقة كلاسيكية، وهادئة، ونحن كخبراء تجميل، نعتمده منذ زمن، ولكنه انتشر اليوم بفضل التسويق له. لذا أنا حريص على تنبيه المرأة لعدم الوقوع ضحية «الترند»، واشجّع وأنصح كل امرأة على اختيار ما يليق بها، ويناسب بشرتها، وشخصيتها، كما أنصحها بانتقاء ألوان هادئة وردية، واستخدامها بطريقة خفيفة يومياً، وسميكة للمناسبات.

مجلة كل الأسرة

وماذا تخبرنا عن أسرارك التي تعتمدها وما تحب الترويج له؟

أنا أحب المكياج الكلاسيكي الذي يحدّ من استخدام الألوان الجريئة، ويعتمد شريحة ألوان هادئة، يتم وضعها بطريقة متناغمة، وأحب الوجه المضيء كذلك «الغليتر»، وأحمر الشفاه البيج الدافئ الذي يبرز أنوثة المرأة، ويعزز حضورها، وأحب أن تبدو المرأة جذابة من دون أن تبرز الألوان المستخدمة، حيث الدمج هو الأساس، ومن الجميل أن المكياج الكلاسيكي مطلوب جداً من قبل السيدات من مختلف الأجيال، ومن الجيل الصاعد.

مجلة كل الأسرة

هل مكياج السموكي ولّى إلى غير رجعة؟

أعتقد أن التطوّر في عالم التجميل هو الذي غيّب مكياج السموكي، حيث كانت شرحة العين قوية وحادّة، وأحمر الشفاه بارزاً، والخدود ملوّنة بطريقة تجعل المرأة مثل «مهرج» ملوّن، هذا الأسلوب انتشر مع بداية انتشار المكياج بكثافة بين الناس، وكان ذلك في الثمانينيات والتسعينيات، وبفعل التعمق في فن المكياج ولّى هذا الأسلوب، ولم يعد مقبولاً في يومنا المعاصر.