تستيقظين في الصباح، تلمسين بشرتك، تصابين بالحزن الشديد، تقولين بشرتي شديدة الحساسية سوف أذهب إلى طبيب الأمراض الجلدية، أو تقرّرين تناول بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية، لعل وعسى «تصطلح» الأمور.
آنستي الجميلة، بشرتك قد تشكو الجفاف، أو الحساسية، أو قد تعاني ظهور البثور، أو قد تصبح دهنية ولامعة.. هل سألت نفسك يوماً ما إذا كنت تعاملينها بلطف، ولا تقسين عليها؟
إن للبشرة ردّ فعل، كما لأعضاء الجسم الأخرى ردود فعل حينما نحمّلها أكثر من قدرتها.
التوازن مطلوب
كريم لإخفاء العيوب حول العينين، وآخر لإخفاء البثور، أو لتوحيد لون البشرة.. مصل، مرطّب، زيوت، واقي الشمس... أنت تثقلين وجهك بالمشكلات، فلا بد أن يأتي يوم يخبرك فيه أنه أصبح متعباً.
إذا كنت من عاشقات تجربة المستحضرات التجميلية الجديدة، فإنك سوف تشترين الأمصال، والزيوت، والكريمات، لتضيفيها إلى برنامجك اليومي للعناية بالبشرة. ولكن، لسوء الحظ، أنت ترهقين بشرتك حتى لو كنت على العكس تريدين التألق والإشراق.
قد ترسل إليك بشرتك بعض الإشارات لتنبّهك أنها متعبة، فقد يبدأ الكريم بإعطاء ملمس زغب، أو قد تبدو بشرتك دهنية ولامعة. وتوقعي بعد ذلك أن تظهر عليها علامات أخرى أكثر إزعاجاً.
لماذا تختنق بشرتك؟
تحتوي البشرة، كما تعلمين، على مسامات لها عدد من الوظائف، فهي تتيح للإفرازات الدهنية أن تخرج، كما تسمح لمواد العناية بالبشرة التي تضعينها عليها، بأن تدخل، وباختصار، لها أكثر من فائدة في حماية البشرة.
تبدأ المشكلة عندما تضعين الكثير من المنتجات على وجهك، فيتسبب ذلك بغلق المسامات تدريجياً، وعدم تنظيفها مباشرة قد يؤدي إلى مشكلات كثيرة، منها الجفاف، لأن مستحضرات العناية لا تستطيع الدخول في عمق البشرة، وتبقى، بكل بساطة، على السطح.
يؤدي الجفاف إلى الشعور بعدم الراحة، وحساسية الجلد، والشعور بملمس خشن في بعض المناطق، أو قد يحدث العكس، إفراط في إنتاج الدهون، خصوصاً في مناطق الجبهة، والأنف، والذقن.
ولكن كيف تصل البشرة إلى هذه المرحلة؟ لأنها ببساطة تشعر بالاختناق!
كريم أساس، مزيل مكياج، أمصال، مرطبات، زيوت معالجة، كريمات الحماية من الشمس.. كل هذه المواد النشطة، والتي غالباً لا تنسجم مع بعضها بعضاً، سواء من حيث التركيب أو من حيث الملمس، تتراكم فوق البشرة، وتخترق مساماتها، وتنتهي بتضرّرها.
كيف تعالجين مشكلات بشرتك الناجمة عن كثرة العناية؟
ابدئي بروتين بسيط يتناسب مع احتياجات بشرتك. فأنت تحتاجين إلى إعادة ضبط العدّاد إلى الصفر، بدلاً من محاولة التخلص من مشكلاتك الحالية بأيّ ثمن، فهي ستُحل تدريجياً عندما تخففين عن بشرتك ذلك الحمل الزائد الذي أثقلتِها به.
وسيكون الحل في البداية بمثابة تقييم لاحتياجات بشرتك، وإذا كان بالإمكان تقديم نصيحة لك، فهي أن تحافظي على بعض الاستخدامات الأساسية والضرورية:
1- التنظيف المزدوج مثالي للبشرة.
2- التقشير الكيميائي، يخلّص المسامات من الأوساخ.
3- المصل يحتوي على مكوّنات نشطة ومركّزة، يمتصها الجلد بسرعة كبيرة.
4- استعمال الكريم المرطّب حتى لصاحبات البشرة الدهنية.
5- استخدام واقي الشمس، فمن المهم حماية بشرتك من الأشعة فوق البنفسجية، المسبّبة للشيخوخة المبكرة، وبعض أنواع سرطان الجلد.
في المساء، يمكنك وضع كريم يحتوي على الريتينول، مرتين أسبوعياً، بدلاً من الكريم المرطّب، فهو يعمل على تسريع تجدّد الخلايا، وعلى إنتاج الكولاجين، ولكن حاذري من الإفراط في استخدامه، كيلا يضعف الحاجز المائي- الدهني في بشرتك.
ما هي المنتجات التي يجب عليك استبعادها من روتين العناية اليومي؟
ليس هناك إجابة مطلقة عن هذا السؤال، كما يقول خبراء التجميل، فذلك يعتمد على نوع بشرتك ومشكلاتها. لكن الغسول المنشط، أو التونر، وكريم الأساس، والترطيب المزدوج، يجب ألّا تكون الخطوات الأساسية في روتينك. إذ يمكنك الاستغناء عنها بسهولة حتى تتعافى بشرتك.
أما بالنسبة إلى زيوت العناية، فهي مختلفة قليلاً، إذ من المفيد جداً الحفاظ على الماء في أنسجة الجلد، والعناية بالطبقة الدهنية. والزيوت مفيدة بشكل خاص إذا كانت بشرتك جافة، أو معرّضة للجفاف، وحتى لو لم تكن ضرورية تماماً، ينصح بعدم الاستغناء عنها.
ولا تنسَي زيارة طبيب الأمراض الجلدية، إذا استمرت بشرتك في إظهار علامات التعب والإرهاق، فهو وحده قادر على وصف علاج يلبّي احتياجاتها، وإصلاح ما أفسدته مساحيق العناية فيها.