في يوم المرأة الإماراتية.. مصممة المجوهرات عزة القبيسي: سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قوة محورية في تمكين المرأة

ها هي المرأة الإماراتية، عاماً بعد عام، تثبت حضورها وتطورها في المجتمع، وفي العالم، متألقة في جميع المجالات من دون استثناء، كاشفة عن موهبة، وإصرار، وعزيمة تتحدّى بها الصعاب، وتحقق التفوق. و في يوم المرأة الاماراتية كل عام نحتفي بمبدعات في مجالهن.. التقينا هذا العام المصممة الإماراتية عزة القبيسي، وكان لنا هذا الحوار.
ماذا تقولين عن الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية؟
لطالما كانت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، قوّة محوريّة في تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع. لقد أرسى تفانيها أساساً للتغيير الذي نواصل البناء عليه اليوم.ما زلتُ أتذكر أثر رؤية لبنى القاسمي أول وزيرة، لقد كان ذلك نقطة تحول. ومنذ ذلك الحين، رأيتُ المزيد والمزيد من النساء يتولين أدواراً قيادية في مختلف الوزارات، وقد عشت هذا التحول. لقد تشرفت بالعمل مع نساء مُلهمات، مثل الدكتورة رضا المطوع، رحمها الله، وسناء الكتبي، اللتين قادتا العمل بقوة، وكرم، ورؤية ثاقبة.
على الصعيد الشخصي، علمتني نشأتي مع جدتي منذ صغري معنى القوة الحقيقية. وكان والدي، رحمه الله، من أوائل من دعموني ومنحني مساحة للنمو. شكّلت هذه التجارب نظرتي إلى العالم ودوري فيه.

ما الذي جذبكِ لتصبحي مصممة مجوهرات وألهمكِ لبدء علامتكِ التجارية الخاصة؟
بدأت رحلتي مع الفن. وأصبحت المجوهرات امتداداً طبيعياً لذلك - شيئاً شخصياً للغاية، معبراً، ومرتبطاً بالجسد والهوية. لطالما نظرتُ إلى عملي على أنه فن يمكن ارتداؤه، مُصمم ليحمل معنى، ويعكس إحساساً بالمكان. بالنسبة لي، لم يكن الأمر يتعلق أبداً بالموضة، أو الصيحات، بل كان يتعلق بالتواصل، والذاكرة، والحضور.
بعد دراسة الفن والتصميم في الخارج، عدتُ إلى الإمارات العربية المتحدة برؤية للتعبير عن ثقافتي وتجاربي، من خلال وسيط يعيش مع الناس. أصبحت هذه الرؤية أساساً لـ«ارجمست» من عزة القبيسي، حيث استطعتُ تشكيل توجهي الخاص بحريّة، لاستكشاف المواد والقصص والأشكال التي تعكس أرضي، والقيم التي أحملها. كان الأمر يتعلق بابتكار شيء صادق، واقعي، ودائم.
ولدعم الجيل القادم من فناني المجوهرات، أنشأتُ جائزة إبداع للمجوهرات عام 2013، وهي مبادرة لا تزال في نمو وتطور مستمرين، تماماً كما هو الحال مع المواهب التي تهدف إلى تشجيعها.


من أو ما هو أكبر مصدر إلهام لك؟
لطالما كانت الطبيعة أحد مصادر إلهامي الرئيسية - خطوط الرمال، وحركة البحر، وإيقاع الصحراء الصامت. تؤثر هذه الأشكال في كيفية تعاملي مع كل قطعة، سواء كانت مجوهرات، أو منحوتات ضخمة. لكن الإلهام لا يأتي من الطبيعة وحدها.
ولطالما تأثرتُ بقيم مثل العطاء، والكرم، والخدمة. أجد معنى عميقاً في رؤية أفراد يقودون من خلال التطوع والتوجيه ودعم الآخرين. ساعدتني هذه القيم في تشكيل نهجي تجاه الفن والحياة.
كما لعب المجتمع دوراً أساسياً في رحلتي. فمن خلال ورش عمل المجوهرات، وجلسات الإبداع المشترك باستخدام سعف النخيل، أو الصبّ باستخدام عظم الحبار، أدركتُ مدى نموي من خلال التجارب المشتركة. ولطالما كان العطاء للمجتمع يُعيد لي المزيد. عملي ليس منفصلاً عن الناس من حولي، بل ينمو معهم.

ما هي المواد التي تستخدمينها في مجموعة مجوهراتك؟
أعمل بالفضة، والذهب، والفولاذ المقاوم للصدأ، والفولاذ المقاوم للصدأ (كورتن) ومعادن أخرى مُكررة، لكنني منجذبة بنفس القدر إلى المواد الطبيعية والمرتبطة بالبيئة المحلية، مثل سعف النخيل، وعظم الجمل، والرمل، وعظم الحبار.
وكثيراً ما أدمج عناصر مُعاد تدويرها، أو موجودة أيضاً. وبالنسبة لي، لا تقتصر المواد على وظيفتها، أو جماليتها فحسب، بل هي رواة قصص. أختارها بناء على وزنها العاطفي، وسياقها الثقافي، وقدرتها على حمل المعنى. المجوهرات في أعمالي ليست مجرّد غرض، بل هي صوت.
وتحمل العديد من أعمالي معنى عميقاً، لكن أبرزها مجموعة «بريق العود» الفنية، التي عُرضت لأول مرة عام 2006 بالتعاون مع «أجمل إترنال». وتمحورت المجموعة حول خشب العود، وهو مادة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بثقافتنا وتقاليدنا. كانت هذه طريقتي للتأمل في كيفية تحوّل علاقتنا بهذه المادة الطبيعية مع مرور الوقت.
ومن خلال «بريق العود»، أردتُ أن أجسّد ليس رائحة العود أو جماله فقط، بل أيضاً طبقاته العاطفية والثقافية. وبالنسبة لي، هذا هو جوهر الفن: حفظ الذاكرة، وتكريم التغيير، والتعبير عن جوهرنا من خلال المادة والشكل.

ما هو أهم درس تعلمته في مسيرتك المهنية؟
كان أهم درس هو الثقة بصوتي، حتى عندما لم يكن مفهوماً تماماً في البداية.
في البداية، لم يكن عملي متوافقاً مع توقعات المجوهرات التقليدية أو التصميم التجاري. استغرق الأمر وقتاً لتغيير المفاهيم ومساعدة الآخرين على إدراك أن المجوهرات يمكن أن تكون فناً أيضاً.
لقد تعلمت أن الاتساق والوضوح والهدف سيقودك دائماً إلى النجاح. عندما ينبع عملك من النزاهة والنية، فإنه يجد طريقه. الفن الصادق مع نفسه دائماً ما يتواصل في النهاية وبعمق.