07 يناير 2025

المصمم الإماراتي إبراهيم اليافعي: تصاميمي تحتفي بالتراث وتذكّرنا بالوطن دوماً

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

يدمج التراث الإماراتي في تصاميمه، حيث كل قطعة تروي حكاية. في عالم التصميم، يبرز اسم إبراهيم اليافعي كأحد المبدعين الذين نجحوا في صياغة لغة جديدة تمزج بين أصالة التراث الإماراتي، وحداثة التصميم. كل قطعة من إبداعاته سواء كانت ساعة أنيقة، أو حقيبة فاخرة، وغيرهما، تحمل في طيّاتها حكاية مستوحاة من العناصر الثقافية لدولة الإمارات، ومن خلال رموز، كالنوافذ الهندسية للبراجيل، والأرقام العربية، وميناء اللؤلؤ.

من خلال هذه القطع، يتم توثيق قصص غنية بالتاريخ، مع الحفاظ على لمسة عصرية تتماشى مع أذواق اليوم، حيث يحرص المصمم ابراهيم اليافعي على اختيار مواد مثل جلد الجمل، والكريستال الطبيعي، لإنتاج قطع فريدة تتحدث عن تراث الدولة بلغة معاصرة.

من خلال هذا الحوار، نغوص في عمق فلسفته الإبداعية، والتحدّيات التي واجهته في رحلته لصنع تصاميم تجسّد روح الإمارات بلمسة عالمية:

مجلة كل الأسرة

ما الذي ألهمك دمج التراث الإماراتي في تصاميمك؟

تصاميمي مستوحاة من رغبتنا في احتضان الموروث الثقافي الغني لدولة الإمارات. من خلال دمج هذه العناصر، نروي قصة ثقافتنا عبر تصاميم عصرية. بدأت رحلتنا ببساطة أسلوب الحياة العربية الذي أردنا تمثيله من خلال تصميم قطع فريدة تدمج العناصر الثقافية، بدءاً من الساعات والمجوهرات والحقائب، إلى السلع الجلدية، والعطور، والنظارات الشمسية. قصتنا تدور حول تصميم منتجات لأولئك الذين يجدون الجمال في البساطة، ويتجنّبون التشتت من خلال التركيز على الأمور الجوهرية والمهمة في الحياة.

مجلة كل الأسرة

ما هي الصور التراثية التي تستوحي منها في عملك لتحويل العناصر الثقافية إلى تصاميم عصرية في المجوهرات والساعات؟

تمرّ كل قطعة بمراحل متعددة، بدءاً من الرسوم الأولية، وحتى الإنتاج النهائي، ويتم تصنيع منتجات «مينيماليست»حصرياً في دبي، وتُصنع من مواد عالية الجودة، تعكس أسلوب الحياة البسيط، ونحن محاطون بإلهام وإمكانات لا حصر لها. وقد ألهمتنا الأنماط الهندسية لنوافذ البراجيل تصميم مجموعة ساعاتنا الكلاسيكية، مع إضافة لمسة من تراثنا. الأرقام العربية تعكس هويتنا، بينما يمثل مينا الساعة المصنوع من اللؤلؤ التاريخ العريق والغني لدولة الإمارات. الأرقام العربية هي ميزة بارزة في العديد من مجموعات الساعات، ونعتز بتصاميمنا من خلال إطلاق منتجات بإصدارات محدودة. اختيارنا للمواد والرموز يعكس أصالة عميقة، ويعبّر عن الجوهر الحقيقي لثقافتنا.

كيف يمكنك أن تشرح لنا بعض تفاصيل عملك وتجسّد لنا رحلة تصميم قطعك المميزة؟

كل قطعة تبدأ بحكاية. تبدأ عملية التصميم بإلهام من التصاميم التراثية، وتتبعها عدة رسوم لتجسيد هذه الأفكار إلى واقع. تمرّ رحلة التحوّل من مجرد فكرة إلى التنفيذ الحقيقي بمراحل عدّة، ابتداء من الرسوم الأولية، وصولاً إلى اختيار المواد والتصنيع النهائي. منتجاتنا تجسد تماماً أسلوب الحياة البسيط. من خلال دمج التراث مع الابتكار، حيث نحرص على أن تكون كل قطعة عملاً فنياً حقيقياً.

نحن نعتز بصناعة كل منتج جلدي كتحفة فنية، حيث إننا نتعاون مع حرفيين ذوي خبرة كبيرة لضمان أعلى جودة. ويخضع كل منتج جديد لعملية تنقيح وإتقان تمتد من 10 إلى 12 شهراً، قبل طرحه. على سبيل المثال، الحقائب الجلدية لدينا مصنوعة من أفخم جلود الجمل، والتي تحوَّلت إلى حقائب فاخرة. أحدث إصداراتنا هي حقيبة الميني توت باللون البني، والتي تمثل اللون الطبيعي لجلد الجمل، حيث إنها إصدار، محدود وحصري، واكب يوم المرأة الإماراتية.

مجلة كل الأسرة

أكبر التحدّيات التي واجهتني هو التوازن بين الحفاظ على أصالة التراث ومواكبة الأذواق العصرية ونجحت في دمج هذه العناصر

تستخدم الأرقام العربية في تصاميمك. ما الدلالات التي تحملها تلك الأرقام، وهل تتماشى مع كل الفئات؟

الأرقام العربية تحمل دلالة عميقة، إذ تمثل الإبداع والتراث الغني للعالم العربي. وتثير اهتمام جمهور واسع، فهي تجذب أولئك الذين يقدّرون جذورهم الثقافية، وأيضاً الذين ينجذبون إلى أناقة هذه الرموز في سياق التصميم العصري. كثير من الناس يختارون الساعات ذات الأرقام العربية لارتداء قطعة من التاريخ على معاصمهم.

مجلة كل الأسرة

ما هي التحدّيات التي تواجهها عند دمج التراث التقليدي مع التصميم العصري؟

يكمن التحدي في إنشاء تصاميم تكرّم أصالة تراثنا مع ملاءمتها للأذواق المعاصرة. نحن نعمل بجد لدمج التراث الغني لدولة الإمارات بسلاسة مع العمارة الحديثة، ونسعى لدمج التاريخ مع الحداثة في تصاميمنا، مع الالتزام بثقافتنا. ويزداد التحدي عندما نهدف إلى دمج عدة عناصر في التصميم مع الحفاظ على البساطة.

إذن، كيف تحافظ على الابتكار بينما تظل وفياً للجذور الثقافية؟

نسعى للابتكار من خلال تطوير أفكار جديدة تدمج القيم التاريخية والثقافية. نحن نعمل دوماً على مفاهيم تضيف قيمة لحياتنا، وللحياة اليومية للأفراد، على حد سواء. ويتجلى ذلك في إطلاقنا الأخير لحقائب «اليازية» التي تتميّز بالبساطة، مع الجودة العالية التي تحفظ فخامة المنتج، ورونقه، حيث تُصنع من جلد الجمل المتين، ما يدمج الهوية الثقافية مع التصميم العصري.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

وكيف تعكس أعمالك فلسفتك الشخصية في التصميم؟

أعتقد أن التصاميم يجب أن تكون خالدة، وذات معنى، حيث يكمن الجمال غالباً في البساطة. تعكس أعمالنا هذه الفلسفة من خلال دمج العناصر الإماراتية التقليدية مع الجماليات العصرية، لابتكار قطع ليست جميلة وحسب، لكنها أيضاً غنية بالدلالات الثقافية. قطع ستذكّرك دائماً بالوطن، أينما ذهبت.

* تصوير: السيد رمضان