الزوجة النكدية... صراخها حب واهتمام وصمتها انسحاب ولا مبالاة

يشكو كثير من الأزواج من نكد زوجاتهم، وقد يجدون في ذلك حجة إما للتهرب من مسؤولياتهم وإما للبحث عن زوجة أخرى لا تكون بمستوى النكد ذاته... وكيلا نضع كل الزوجات أو كل الأزواج في بوتقة واحدة، ولأن مفهوم النكد يختلف من زوج إلى آخر، ولأن بعض الأزواج يظلمون زوجاتهم بسوء فهمهن، يوضح خبراء التنمية الذاتية مفهوم النكد، ودلالاته ونتائجه على استقرار الحياة الزوجية والأسرية.
ما النكد؟
مصطلح النكد في اللغة يعني كل ما يجلب لصاحبه شراً وتعاسة ونفاد صبر. ونقول أرضٌ نكَد يعني قليلة الخير، وولد نكَد يعني يسبب لوالديه الضيق والحزن، وقد يكون النكد صفة مشبَّهة تدل على الشح وقلة النفع. وسنتحدث بالأخص عن صفات المرأة النكدية، وكيفية التعامل معها وتحويل نكدها إلى سعادة وحب.
من المرأة النكدية؟
بالنسبة لكثير من الرجال، تشكل المرأة النكدية تحدياً صعباً، ذلك أن مزاجها المتقلب الذي ينذر أحياناً بانفجار البركان وإصابة كل من في المنزل وتكدير عيشهم يجعل التعامل معها مرهقاً جداً، ولأن معظم الأزواج لا يستطيعون فك رموز أسباب النكد عند النساء تراهم يهربون تاركين وراءهم سعادة يمكن أن تزهر مع قليل من الصبر والحكمة.
والمرأة التي يصفها الزوج بالنكدية تكون حساسة، سريعة الغضب، متقلبة المزاج، تصرخ لأي سبب، تهاجم وتنتقد، تخلق المشكلات وتفرض رأيها على الآخرين حتى لو لم تكن على صواب.
أسباب النكد عند النساء
عندما تشعر المرأة بالتعب والإرهاق لكثرة المسؤوليات ولتعرّضها لضغوط الحياة بأشكالها المتنوعة، وعندما ترى أنه لا أحد يقدّر تعبها وعطاءها، قد تنفجر معبرة عن استيائها وألمها، وهي الطريقة التي تلجأ إليها غالبية النساء ليقلن: «لقد طفح الكيل!»
إلى ذلك، تتعرض المرأة للكثير من التغيرات الهرمونية في مراحل حياتها المختلفة، فهي في مرحلة الإنجاب تعاني آلام الدورة الشهرية واضطراب ميزان الهرمونات، وفي مرحلة الحمل والأمومة تتعرض لتغيرات هرمونية تؤثر في مزاجها فتصبح سريعة التأثر، شديدة الانفعال.
أما في مرحلة سن اليأس، فهي تتعرض للهبات الساخنة التي تجعلها منزعجة في صحوها وفي منامها، فينعكس ذلك على تصرفاتها وسلوكها مع الزوج والأبناء.
كيفية التعامل مع المرأة النكدية
قد يجد كثير من الرجال صعوبة كبيرة في التعايش مع زوجة نكدية، وقد يلجؤون إلى الطلاق أو الهجر دون محاولة حل المشكلات المتراكمة، وإيجاد الوسائل التي تريح أعصاب المرأة والتوصل إلى علاج يعود نفعه على جميع أفراد الأسرة. فيا أيها الرجل، ليس الهروب من المواجهة حكمة، وهو لا يقل إيلاماً عن النكد، لذا عليك اتباع النصائح التالية لجعل حياتك سعيدة وهانئة، ولإشعال جذوة الحب مجدداً في قلبك، فإن ذلك ينعكس عليك وعليها وعلى أبنائكما إيجاباً، ويمنح الجميع السعادة والهدوء.

1- تعاطَفْ معها وافهم مشاعرها
يساعد فهم مشاعر الزوجة وإدراكها، ومحاولة معرفة ما يزعجها ويعكر مزاجها، وأيضاً الإصغاء إليها، في تهدئة نفسها وحملها على التعامل مع الآخرين بحكمة وتعقّل. وقد يؤدي هذا التعاطف غالباً إلى إخراج الطاقة السلبية التي تسيطر عليها بسبب الضغوط الكثيرة التي تتعرض لها.

2- لا تستخدم أسلوب العنف
وكي تكون العلاقة بينك وبين زوجتك صحية وسليمة لا بد من الحفاظ على الاحترام بينكما وتقدير جهودها وعطائها، فإن ذلك يُساعدك في استقرار العلاقة ويجعل صحتها النفسية والعاطفية سليمة، وكذلك كل المشاعر التي تتعلق بك أيضاً. وكي تنجح علاقتك بالمرأة التي تراها نكدية ابتعد عن استخدام الصُّراخ والشتم والإهانة كلما رفعت صوتها لتعبر عن مشاعرها المكبوتة، بل احتضنها وابتسم في وجهها، فإن ذلك لا ينقص من رجولتك كما تتوهم.
3- ساعدها في الأعمال المنزلية
إن كنت تريد أن تحتسي قهوتك وأنت تشاهد التلفاز، أو تمضي ساعات وأنت تقلب في مواقع التواصل، تدردش مع الأصدقاء، تاركاً زوجتك تغسل وتكنس وتوجه الأولاد -هذا إن لم تكن موظفة تعود إلى البيت منهكة- فاعلم أنك تظلم زوجتك، وأن هذا الظلم ينعكس على كل تصرفاتها سلباً، فيجعلها مستنفرة وحساسة لأي كلمة تتلفظ بها. انهض وشاركها أعمالها، فالبيت مسؤوليتكما معاً!
4- كن مرحاً وفكاهياً معها
يلعب أسلوب الفكاهة والمرح دوراً مهماً في العلاقة بين الزوجين وفي تهدئة أعصاب الزوجة النكدية، شرط ألا تكون الفكاهة مقرونة بالسخرية والاستهزاء! لاعبها وامزح معها، واصبر على تعليقاتها الناجمة عن الضغوط.

متى تلجأ المرأة إلى الصمت؟
المرأة بطبيعتها كائن عاطفي، تنفعل بسرعة وتهدأ بسرعة، تبكي وتحزن لأقل كلمة جارحة تسمعها، تحب العطف والاهتمام، وفي كثير من الأحيان يتجسد حبها لزوجها على شكل صراخ وكثرة كلام وعتاب، فهي تريد بذلك أن تلفت نظره إليها ليعطف عليها ويمسح دمعتها.
والمرأة سكن يجب أن تحافظ عليه وترفع عنه كل ما يزعجك. فهي إن صرخت وهاجمت تريد أن تقول لك: «ما زلت أحبك، وما زلت أهتم بكل تفاصيل حياتك، وما زلت أرغب في مواصلة رحلتي إلى جانبك»، لكنها عندما تصمت وتنزوي في ركنها، ولا تعلق لا على الصغيرة ولا على الكبيرة، فاعلم أيها الرجل أنها بدأت الانسحاب من حياتك، وأن أمرك لم يعد يهمها، وأنها قررت الانفصال العاطفي عنك، وإن استمرت علاقتها بك لأجل أولادكما، فحاذر قبل فوات الأوان!