لم يعد الزفاف مجرد مناسبة تقليدية، بل تحول إلى لوحة فنية، تعكس شخصية العروسين، وأحلامهما، وهواياتهما المشتركة. فمن حفلات «الفنتج» الرومانسية، إلى أعراس «الرستك» البسيطة، ومن عالم «الأنمي» الساحر، إلى أفلام «ديزني» الخيالية، وحتى أسلوب «السايبربانك» المستقبلي، تتنوّع المواضيع وتتعدد الأساليب.
في هذا التحقيق، نستعرض «ترندات» حفلات الزفاف التي ينظمها الشباب، لنكشف كيف يجسدون فرحتهم، ببساطة ومرح، ونرصد أبرز الصرعات الجديدة التي تشكل ملامح هذه الاحتفالات الفريدة، إذ ليست القاعات الفاخرة هي الخيار الوحيد، بل اتسعت دائرة الاختيارات لتشمل الغابات الساحرة، والشواطئ الذهبية، وأسطح المباني الشاهقة، وحتى المتاحف والمعارض الفنية، لتتحول حفلات الزفاف إلى تجارب لا تُنسى.
ترى الاعلامية لميا المازمي أن جائحة «كورونا» جاءت كنقطة تحول في طريقة تنظيم حفلات الزفاف الإماراتية، وتقول «بسبب جائحة «كورونا» تقلّص عدد «المعازيم» في حفلات الزفاف، وأصبحت العادات أبسط، وتركز على التفاصيل الجديدة أكثر. و«الترند» حالياً، هو إحياء العادات القديمة والتراثية، بحيث يكون الطابع إماراتياً مئة في المئة، فقد كانت حفلة ليلة الحنة لسنوات طويلة تستعرض ثقافات عالمية، مثل ارتداء الأزياء التقليدية اليابانية، أو الهندية، وغيرها من أزياء الشعوب الأخرى، ولكن اليوم نحرص على إحياء تراثنا، ولبس الزي الإماراتي الأصيل بالكامل، حتى في ليلة عرض ذهب العروس، تكون الصناديق ذات طابع قديم، ولكن بتصميم عصري يبرز جمالها وأصالتها».
أما كنز محمد، منسقة العلاقات العامة، فتبيّن أن حفلات «البرايد شاور» هي «واحدة من الفعاليات التي تشهد أحدث «الترندات» وتنتشر بسرعة، تكون في منزل العروس، أو نستأجر مزرعة، أو ما شابه، وتكون عادة عبارة عن «بيجاما بارتي»، يتم خلالها ارتداء الحرير، والساتان، والريش، ونحرص يومها على استرجاع ذكريات الطفولة، واستعراض الصور القديمة، فهي ليلة تنساب فيها المشاعر الصادقة، وتتخللها مواقف مؤثرة، وأحياناً مضحكة، وتتنوّع فيها الفقرات والاحتفالات لتكون ليلة لا تنسى لكل من حضرها».
من جهته، يقول مهند الشعار، مصور وصانع المحتوى، «لم يعد الديكور مجرّد خلفية للمشهد، بل تحوّل إلى قصة تروي حكاية العروسين، فمن اللمسات اليدوية التي تعكس ذوقنا الشخصي، وتبرز التفاصيل المستوحاة من هواياتنا المشتركة، حرصت في حفل زفافي على أن أتخلّى عن فكرة التلاعب بالإضاءة، وأن أبرز خلفية تنقل قصة حفل الزفاف من خلال الصور».
أصبحت «الدخلات» لحفلات الزفاف أقلّ رسمية، وأكثر حيوية وبهجة، هذا ما يؤكده عمر أحمد «من أبرز «ترندات» الأعراس حالياً، هي الطريقة التي يدخل بها العريس مع أصدقائه إلى الحفل، وتكون من خلال عرض راقص، أو على أغنية راب، أو «ميم ترند»، ويتم التدريب على هذه الفقرة لأسابيع قبل موعد حفل الزفاف».
اختلفت الضيافة في حفلات زفاف الوقت الحالي، فهناك أشخاص يُحضرون عربات الطعام، أو بوفيهات طعام تقدم وجبات سريعة، تشرح لنا ذلك الشيف عبير اللوز «يزداد الوعي لدى الجيل الجديد بعدم البذخ والإسراف في تقديم الطعام، لذلك قلّ الطلب على البوفيهات التقليدية الكبيرة، كما يحرصون على أن تكون الوجبات صحية، والسعرات الحرارية قليلة، و«الترند» حالياً هو الـ«ميني سَت أب» لكل ضيف، ويكون عبارة أطباق فخارية صغيرة، حيث يتم تقديم أطباقنا التقليدية المعروفة، ولكن بنكهات جديدة، وبطرق مبتكرة وحديثة».
تبقى أحلام وطلبات العرسان هي المصدر لكل «ترند» جديد، مثل توثيق الحفل بشكل سينمائي وفني، واستخدام كاميرات فيديو قديمة (Handycams)، أو كاميرات ديجيتال من التسعينيات، وتوكيل أصدقاء يصورون «vlog»، أو «behind the scenes»، أو تصميم هاشتاقات مخصصة على «إنستغرام»، و«تيك توك» + فلتر سناب مخصص للحفل، كما أن الدعوات أصبحت رقمية، ويتم تصميمها في شكل فيديوهات على طريقة «تيزر فيلم»، أو «رييلز» بتصوير سينمائي. وحول أحدث طلبات العرسان، تقول منسقة حفلات الزفاف منال الحاج «أصبحت طلبات العرسان أكثر جرأة، وبهجة، وغرابة، فهناك من يطلب المزيد من الشموع ليتحول الأمر إلى «ترند» يطلبه الكثيرون بعده، كذلك الشيفون عاد من جديد ليكون موضة حفلات زفاف 2025، كما أن رسام الكاريكاتير أصبح من «الترندات» لحفلات الزواج حديثاً، حيث يضيف حالة من البهجة، وكذلك كاميرا تصوير 360 درجة. أما عن «الترندات» الغريبة، فهي طلب تصميم قناع لضيوف الحفل على شكل العريس، فعادة الشباب يحبون الأجواء المرحة، أكثر من الطقوس التقليدية المعتادة».