يُعدّ الأصدقاء الملاذ الآمن لكثير من الناس، يتجلّى دورهم عند المواقف الصعبة التي يمرّون بها، إلا أن أكثر ما يكون الشخص في حاجة إليهم عندما يمرّ بأحداث يرغب في أن يتقاسم معهم فرحته.
ولكون ليلة العرس، وما يسبقها من تحضيرات، هي أهم لحظات العمر بالنسبة إلى العروسين، يتجلّى دور الأصدقاء الذين يحرصون على مشاركة الطرفين جميع التفاصيل المرتبطة بهذا اليوم، ومن هذا المنطلق نستعرض مع خبيرة المظهر شيخة الدوسري، الحاصلة على شهادة البورد الأمريكي في الأناقة، وصانعة محتوى وستايل كوتش معتمدة، دور هؤلاء في دعم ومساندة العروسين في ليلة العمر، وماهية هذا الدور، وحدوده.
يحتاج العروسان إلى وجود الأصدقاء المقربين بجانبهما أثناء التحضير لليلة الزفاف، فما طبيعة الدعم الذي يقدمونه؟
بكل تأكيد وجود الأصدقاء المقربين حول العروسين داعم بشكل كبير خلال فترة التحضير للزفاف، وفي ليلة العرس، وهناك بعض أنواع الدعم التي يلعبها الأصدقاء في هذه اللحظات، ويكون لها تأثير إيجابي في العروسين، وهي:
فبشكل عام، وجود الأصدقاء في هذه اللحظات المهمة هو سند، ومصدر للراحة والأمان، إذ يعتبر العريس أصدقاءه شركاء في هذه التجربة الخاصة، وكذلك تشعر العروس بأن الصديقة المخلصة في هذه اللحظات تكون مصدراً للدعم، والتقدير، والحب، والطمأنينة، ولا يعتبر وجود الأصدقاء عبئاً، بل هم مصدر عون للعروسين في التعامل مع التحّديات قبل ليلة الزفاف، وأثناء يوم الحفل.
هل يجب أن يتدخل الأصدقاء برأيهم في كل صغيرة وكبيرة تخصّ تحضيرات ليلة الزفاف، أم هناك إتيكيت للتعامل في هذه المواقف يجب أن يتبع؟
من وجهة نظري لا، بل هناك إتيكيت للتعامل في هذه المواقف يجب على الأصدقاء مراعاته، فلابد من الاستماع إلى رغبات واحتياجات العروسين بعناية، وعرض المساعدة على العروسين لتحضيرات الزفاف، ولليلة العمر، وفي حال رغبا في ذلك يتم تحديد المهام للأصدقاء المقربين، بجانب احترام خصوصية العروسين، وعدم التدخل في قراراتهما الشخصية، وفرض الرأي عليهما، والالتزام بالتواصل معهما بانتظام، وطمأنتهما بآخر المستجدات التحضيرية، وترتيبات الزفاف في حال تم إعطائهم مهام معينة.
القرار النهائي لمظهر العروسين يجب أن يكون لصاحب الشأن
متى يظهر دور الأصدقاء تحديداً، وهل يجب أن يكون لهم رأي يؤخذ به في اختيار مظهر العروسين، وتفاصيل فستان وبدلة العرس، أم تُترك لهما فرصة اختيار ما يريانه مناسباً؟
يظهر دور الأصدقاء بشكل أساسي خلال فترة التحضير، وفي الليلة السابقة للزفاف، وخلال الحفل نفسه. أما في ما يتعلق بمظهر العروسين وتفاصيله، فإن هذا القرار يعتمد على تفضيلاتهما، ويمكن أن يقدم الأصدقاء الاقتراحات والمشورة، بخاصة إذا كان أحدهم خبير مظهر، لأن رأيه سيكون معتمداً على أساسيات وقواعد مدروسة تتلاءم مع كل من العروسين، فمثلاً تحليل اندرتون البشرة، من خلاله يتم تحديد درجة لون الفستان الملائمة، والتصميم المناسب للعروس، إضافة إلى تحليل شكل الوجه لتحديد التصميم المناسب للمجوهرات، والأماكن الصحيحة لوضع تفاصيل المكياج على الوجه، مثل الكونتور، وشكل الحاجب، والرموش المناسبة، ورسمة العين، وشكل تسريحة الشعر، للظهور بأجمل حلّة، ولكن القرار النهائي يجب أن يكون لصاحب الشأن بكل تأكيد.
هل من المفترض وجود أصدقاء الطرفين قبل أن يطلب منهم، أم يترك للعروسين تحديد الوقت المناسب لتواجدهم؟
وجود الأصدقاء وقت التحضير للعرس يجب أن يكون متفقاً عليه مسبقاً، مع العروسين، وفي الوقت المحدد والمناسب لهما، حتى لا يكون وجودهم عبئاً ومصدر إزعاج.
هناك من يرى أن رأيه هو الصائب دائماً، بخاصة إذا كان يمتاز بمظهر أنيق، فيقدم النصيحة، ولا يرضى عن الأخذ بغيرها بديلاً، كيف يمكن التعامل مع هذه النوعية من الشخصيات؟
التعامل مع هذا النوع من البشر يتطلب ذكاء اجتماعياً، وفي حال تعرّض أحد العروسين لهذا الموقف فعليه الاستماع، بودّ واحترام، لما يقدمه الصديق من نصائح، ولكن من دون الالتزام باتّباعها، إذا لم تكن مطابقة لتفضيلاته، وقناعاته الشخصية، بجانب تقدير النصيحة التي يقدمها الصديق، وشكره على حسن نيته، ورغبته في المساعدة، حتى وإن كانت العروس، أو العريس، لا يرغبان في الأخذ بها، وكذلك بالإمكان التوضيح بلطف، أنهما اتخذا قرارتهما بالفعل بشأن المظهر الذي يرغبان فيه، وأنهما يقدّران مشورته، ولكنهما يفضّلان الاستمرار في تنفيذ اختياراتهما.
متى يشكل تواجد الأصدقاء أو الصديقات بجانب العروسين مصدر ضغط عليهما؟
في حال حاول أحدهم التصرف والاتفاق مثلاً على إنجاز مهمة معيّنة من دون مراعاة ميزانية العروسين، وعدم الالتزام بالبند المخصص لها، أو اختيار تفصيلة معيّنة من دون الرجوع إليهما، أو التنسيق معهما، إضافة إلى النظرة لبعض الأمور التي تجرى بصورة سلبية، وتعظيم المواقف، ونصيحتي للعروسين أن يختارا الأصدقاء الإيجابيين الذين يتحمّلون المسؤولية، ومعروف عنهم الالتزام بالاتفاقات المسبقة.
في ما يتعلق بفن اختيار الهدايا، هل يمكن أن يقدم الأصدقاء الأشياء الناقصة لدى العروسين أم يجب الالتزام بنمط الهدايا المعتاد؟
بالطبع يمكن للأصدقاء أن يقدموا للعروسين الأشياء التي يعتقدون أنهما بحاجة إليها، أو تنقصهما، فتلك الهدايا تصبح بعد ذلك موضع تقدير، لذا ليس من الضروري الالتزام بنمط الهدايا المعتاد.
كونوا جزءاً من الحدث واحرصوا على إضفاء البهجة والسعادة على العروسين
ما الذي يجب الابتعاد عنه حتى لا ينزعج العروسان من وجود الأصدقاء؟
الابتعاد عن بعض السلوكات التي قد تسبب إزعاجاً للعروسين، مثل التدخل في شؤونهما، ومحاولة فرض الرأي وبأنه هو الصائب، وعدم التحكم في أمورهما الخاصة، حتى لا يحدث تشويش على الترتيبات ووقوع فوضى، إضافة إلى تجنب التحدث في الأمور والمواقف السلبية التي قد تحدث خلال حفل الزفاف.
نصيحتك للأصدقاء حتى يكونوا فاعلين ودورهم إيجابياً في يوم عرس أحدهم.
كونوا جزءاً من هذا الحدث المهم، واحرصوا على إضفاء جوّ من البهجة والسعادة والفرح على العروسين، وضيوفهما، وكونوا بالقرب منهما لدعمهما، وتقديم المساعدة في حال الحاجة إلى ذلك، وكونوا مرنين، ومتفهّمين، وإيجابيين مع العروسين، وتجنبوا أي أمر قد يسبب ضغطاً أو توتراً لهما. بجانب التأكد من أنكم على استعداد تام لتقديم المساعدة في أي مهمة يحتاج إليها العروسان، والالتزام بما يتم الاتفاق عليه لتكون الأمور على ما يرام، وحسب طلب ورغبة العروسين، وفي حال ظهرت بعض التحديات الخارجة عن الإرادة، عالجوا الموقف بحكمة، وبحب، وبنظرة تفاؤلية إيجابية.
* تصوير: محمد السماني