28 أبريل 2024

كيف يمكن لعادة الانشغال بالهاتف أن تدمّر زواجك؟

محررة ومترجمة متعاونة

محررة ومترجمة متعاونة

كيف يمكن لعادة الانشغال بالهاتف أن تدمّر زواجك؟

هل سبق لك أن تجاهلت شريك حياتك، للتصفّح عبر Instagram أو TikTok؟ إذا استمررت في فعل ذلك، وتحوّل هذا الأمر إلى عادة، فإنك تخاطر بتدمير علاقتك الزوجية.

هذا ما تؤكده الأبحاث والتجارب، الواحدة تلو الأخرى.. بل إن المحاكم في الكثير من الدول باتت تشهد، بشكل متزايد، قضايا من هذا النوع. والسبب أن هذا الشريك سيكون أمام خطر متزايد بالشعور بالوحدة، والاضطراب النفسي.

هذه الظاهرة جديدة نسبياً، ويطلق عليها باللغة الإنجليزية الـ Phubbing، وبدأت تنتشر كالنار في الهشيم، بسبب انتشار أجهزة الهاتف الذكي، ومنصات التواصل الاجتماعي، والاهتمام بها، لذلك أصبحت مثيرة جداً للقلق.

ويقول خبراء علم النفس إن هذا المصطلح يستخدم لوصف المواقف التي يتحدث فيها شخص على هاتفه، أو يتصفحه ويتجاهل شخصاً ما حاضراً جسدياً معه.

تمت صياغة مصطلح Phubbing لأول مرة في عام 2012، كجزء من حملة تسويقية، ولكنها تحولت، في الآونة الأخيرة، إلى ظاهرة، وجزء من الثقافة السائدة عند الكثيرين، مع انتشار استخدام الهواتف المحمولة. ومما زاد الطين بلّة انتشار «وباء» الوحدة في بعض المجتمعات، وتفضيل الكثيرين هناك الانعزال والانسحاب من المجتمع.

وأظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة علمية متخصصة في الحالة النفسية، أن الأشخاص الذين يتعرضون للـphubbing، أو التجاهل بسبب انشغال شريك حياته بالهاتف، هم أكثر عرضة للشعور بالوحدة، أو الاضطراب النفسي، ما قد يجعلهم أيضاً يشعرون بقدر أقلّ من الرضا عن حياتهم.

إليك ما يجب أن تعرفه عن تأثير هذه الظاهرة، وماذا يجب عليك أن تفعله إذا كنت تواجهها، أو كيفية التخلص منها إذا ما كنت «مصاباً» بها.

كيف يمكن لعادة الانشغال بالهاتف أن تدمّر زواجك؟

تأثير الانشغال بالهاتف في العلاقة الزوجية

بالنسبة إلى الدراسة الجديدة، التي نُشرت في أكتوبر الماضي، طلب الباحثون من 720 شخصاً بالغاً رومانياً، تراوح أعمارهم بين 18 و77 عاماً، الإبلاغ عن مقدار التعلق بالهاتف إلى حدّ الانشغال عن شريك حياتهم، وما الذي شعروا به، إضافة إلى مشاعر الرضا عن الحياة.

وتبيّن أنه كلما تعلق شريك الحياة بهاتفه، وانشغل عن شريك حياته، زادت لدى شريكه مستويات الضيق النفسي والشعور بالوحدة. ولم يكن هناك ارتباط مباشر بين استخدام الهاتف والرضا عن الحياة، لكن المشاركين الذين عانوا المزيد من الشعور بالوحدة لديهم فرصة متزايدة للاضطراب النفسي، وانخفاض الرضا عن الحياة.

وتشير النتائج إلى أن استخدام الهاتف بهذه الطريقة يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الإقصاء الاجتماعي، وانخفاض جودة الاتصال مع الشخص المقابل، وانخفاض الرضا عن العلاقة الزوجية. ووفقاً للباحثين، تحدّد هذه النتائج الحاجة إلى معالجة استخدام (وسوء استخدام) الأجهزة الرقمية، مثل الهواتف الذكية، في سياق العلاقات، إضافة إلى الحاجة إلى فهم أفضل لكيفية تأثير عادات معينة، مثل الانشغال بالهاتف، في الأشخاص، وكيفية تغيير تلك السلوكات بشكل فعال.

يمكن أن تؤثر ظاهرة الانشغال بالهاتف في جميع العلاقات الشخصية، والعلاقات الرومانسية، والصداقات، وحتى في علاقاتنا مع الزملاء. إذ يشير الباحثون إلى أنه في العلاقات الرومانسية، يمكن أن يؤدي استخدام الهاتف إلى حدوث صراع، وانخفاض الرضا. أما في التفاعلات الشخصية الأخرى، كما هو الحال مع الأصدقاء أو الزملاء، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض الثقة، والشعور بالتقليل من القيمة.

لماذا يؤثر الانشغال بالهاتف في العلاقة الزوجية؟

من الطبيعي هنا أن نتساءل عن السبب الذي يجعل الانشغال بالهاتف له مثل هذا التأثير في أولئك الذين يتعرضون له؟ والجواب يتعلق بما نشعر به بسبب هذه الأجهزة.

فالطبيعة الإدمانية على الأجهزة الرقمية تنبع من مستويات الدوبامين التي توفرها، حيث يتم إطلاق الدوبامين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالمتعة والمكافأة في الدماغ، استجابة للمكافآت التي نحصل عليها من التفاعلات والإشعارات على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا يمكن أن يؤدي إلى التعود على استخدام الجهاز إلى الحد الذي يجعل فكّ الارتباط معه أمراً صعباً.

كيف يمكن لعادة الانشغال بالهاتف أن تدمّر زواجك؟

كيف تتعامل مع ظاهرة الانشغال بالهاتف وتجاهل شريك الحياة؟

تعتمد كيفية التعامل مع عادة الانشغال باستخدام الهاتف، على ما إذا كنت أنت الشخص الذي يعاني هذا الأمر، أو أنك الشخص الذي ينشغل بهاتفه و«ينسى» شريك حياته.

إذا لاحظت أنت الذي تعاني انشغال شريك حياتك بالهاتف، فقد يكون من المفيد تنبيهه لهذا السلوك، ثم عرض سلوك بديل له يعزز العلاقة، على سبيل المثال، يمكن أن تطلب منه التوقف عن استخدام الهاتف والانخراط معه في محادثة هادفة «من دون استخدام الهاتف».

فالتعبير عن مشاعرك بطريقة صادقة وقيمة يمكن أن ينقل للطرف الآخر ما تعانيه بسبب سلوكه، ليفهم مثلاً أن وقتكما معاً ثمين، ومن الظلم أن يتجاهلك شخص ما بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، أو غيرها من الأنشطة الرقمية غير العاجلة.

على الجانب الآخر، إذا كنت مذنباً باستخدام الهاتف وتتجاهل شريك حياتك، فهناك طرق لتعديل سلوكك، ويبدأ ذلك بتخصيص وقت لوضع هاتفك بعيداً. إن إنشاء منطقة ممنوع فيها استخدام الهاتف أو «عدم استخدام الهاتف»، هو أمر أساسي في كسر هذه العادات، حيث يشجع الخبراء مثل هؤلاء الأشخاص على وضع هواتفهم بعيداً عند تناول العشاء، مع الأصدقاء والعائلة، أو وضع هواتفهم بعيداً عند القيادة في السيارة مع العائلة. وهذا يشجع الناس على التواصل بطريقة أكثر شخصية، ويعزز العلاقات الصحية.

نصيحة أخرى مفيدة هي تجاهل الإشعارات أثناء التفاعل والتواصل مع الأشخاص، وضبط هاتفك على الوضع الصامت لتقليل انتباهك له، هذا يشجع على التواجد مع الشخص المقابل في الوقت الحالي، ويحترم الأشخاص من حولك. وتذكر أن مفتاح العلاقات الشخصية الصحية هو الاحترام المتبادل والاهتمام.

مراجعة سريعة

  • الأشخاص الذين يتعرضون لظاهرة انشغال شريك حياتهم بالهاتف هم أكثر عرضة للشعور بالوحدة أو الضيق النفسي.
  • يحدث الـ Phubbing، «الانشغال بالهاتف»، عندما يتم تجاهل شريك الحياة بسبب الانشغال بالهاتف.
  • إذا كنت الطرف الذي يعاني انشغال شريك حياته بالهاتف، فقد يكون من المفيد التحدث إليه عن سلوكه، وشرح ما تعانيه. وإذا كنت أنت من ينشغل بالهاتف عن شريك حياته، فقد يكون من المفيد أن تتعلم كيفية قطع الاتصال مع هاتفك في كثير من الأحيان، وتخصص وقتك لشريك حياتك وعائلتك.

اقرأ أيضاً: د. هدى محيو تكتب: من يدمن على الهاتف الذكي؟

 

مقالات ذات صلة