الخيانة الزوجية أصبحت لها أشكال جديدة في عصر التكنولوجيا، فمواقع التواصل الاجتماعي قلبت حياتنا رأساً على عقب، وأصبح نمط حياتنا وطقوسنا اليومية يخضع لقوانين الـ«سوشيال ميديا»، حيث سهّلت علينا التقارب والتواصل مع الآخرين، واكتساب المهارات، وإنجاز الكثير من أعمالنا، لكنها، للأسف، أيضاً سهّلت الدخول في علاقات خاصة تندرج تحت مسميات متعددة، تبدأ بالصداقة، وتنتهي أحياناً بالخيانة.
خلال الأيام والشهور الماضية، تصدر عدد من أسماء بعض المشاهير، من لاعبي الكرة والفنانين، تريند غوغل بعد انتشار صور مسرّبة لهم تكشف خيانات زوجية تمت عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع بعض الشباب والفتيات للبحث بكثافة عبر الإنترنت حول كيفية مراقبة «سناب»، أو «واتساب»، شخص ما (غالباً يكون الزوج)، وحول كيفية معرفة المضافين والمحادثات عن الزوج عبر تطبيقات التواصل، وفي المقابل يبحث بعض الأزواج حول كيفية إخفاء كل ما يخصّ محادثاتهم وإفشال أيّ محاولة للتجسّس عليهم.
سألنا عدداً من خبراء العلاقات الزوجية والأسرية حول الخيانة الإلكترونية، وماذا تفعل الزوجة عندما تكتشف أن زوجها له علاقة بأخريات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف تتعامل مع هذا الزوج، ومتى يجب عليها البقاء في عصمته، ومتى يكون الانفصال هو الحل الأمثل:
الخيانة لا تبرّر الفضيحة والتشهير!!
بداية، تؤكد الدكتورة أشجان نبيل، استشارية العلاقات الزوجية والأسرية في القاهرة، أن الخيانة أمرٌ مذموم، ومحرّم من كل الأديان السماوية، وهذا شيء بديهي، ومفروغ منه، لكن يجب على الزوجة أن تكون حكيمة، وتحسن التصرف، وأن تغلّب مصلحة الأسرة، لا أن تندفع هي الأخرى وتفضح الزوج، وتشهّر به انتقاماً منه، حتى إن كان هذا الأمر قد أنهى كل علاقات المودة بينهما.
وتقول «المرأة بطبعها عاطفية، وقد تجد في نفسها رفضاً وغضاضة في التعامل مع الزوج بعد الخيانة، ولكن هنا يجب عليها الانفصال بالمعروف، من دون حدوث أي بلبلة غير مجدية، خصوصاً أنها ستعود على أبنائها فيما بعد بالضرر، فالأطفال ليس لهم ذنب في سوء أخلاق أبيهم، أو سوء اختيار أمّهم، وسوء تصرفها في هذا الموقف. والأفضل للزوجة في مثل هذه الحالة أن تحاول أن تعرف ما هو المفقود في علاقتها بزوجها، وأن تحاول أن تعرف من خلال هذه الرسائل ما هي اللغة التي يتعامل بها مع هذه الفتيات، وما الذي فقده في البيت، ووجده هناك، ولا مانع من مواجهته بالأمر وأن تسأله مثل هذه الأسئلة إن كانت مقصّرة، أو كان يحتاج منها إلى شيء، ولم يجده».
ليس بالضرورة أن تكون الزوجة السبب ويجب ألّا يكون هذا الأمر سبباً في أن تقلّ ثقة الزوجة بنفسها
وتوضح الاستشارية الأسرية أن الزوج «البصباص» تعيش معه الزوجة حياة مملوءة بالضيق والمعاناة، بخاصة إذا لم تجد عذراً لتصرفاته السخيفة، لكن هذا ليس معناه أن هذا الزوج لا أمل في أن يتغير، ويصبح زوجاً سوياً مخلصاً لزوجته، بل يجب علينا أولاً أن نبحث في أسباب المشكلة، ولماذا يدخل الزوج في علاقات محرّمة، أيّاً كان شكلها ومضمونها، والبحث في الأسباب لا يكون لتبرير تصرفات الزوج، ولا لوضع اتهامات، سواء على الزوجة أو الزوج، بل نبحث في أسباب المشكلة لتشخيصها، ونعلم كيف نتعامل معها.
وترفض الدكتورة أشجان نبيل إلقاء اللوم على الزوجة واتّهامها بالتقصير، وأنها لم تنجح في أن تملأ عيني زوجها، لذا زجّ نفسه في مثل هذه العلاقات، فليس بالضرورة أن تكون الزوجة السبب، ويجب ألا يكون هذا الأمر سبباً في أن تقل ثقة الزوجة بنفسها، فقد تكون الزوجة جميلة ومهتمة بنفسها، ومع ذلك ينساق الزوج في علاقة مع من هي أقلّ من زوجته في كل شيء.
لماذا يتورّط بعض الأزواج في الخيانات الإلكترونية؟
من جهته، يشير الدكتور عمرو يسري، أستاذ الطب النفسي وخبير العلاقات الزوجية والأسرية في مصر، إلى انتشار مثل هذا النوع من أشكال الخيانات الزوجية، وتكرار مثل هذه الوقائع في مجتمعاتنا، وهو أمر عائد إلى أسباب عدة، من أهمها:
ويشير الدكتور يسري إلى أننا، شئنا أم أبينا، فالزوجة دائماً يجب أن تصارع كل المغريات التي يتعرض لها زوجها، وتأخذه بعيداً عنها، سواء كانت هذه المغريات على أرض الواقع، من صديقات أو زميلات في العمل، أو من مغريات على شاشات التلفزيون والسينما. فالزوج دائماً يأتي منهكاً من العمل على أمل أن يجد زوجة جميلة وأنيقة، تقوم باستقباله.
هل التجسّس على الزوج لاكتشاف نزواته.. مقبول؟
أمّا الدكتور عبد المجيد عويس، خبير العلاقات الأسرية والزوجية، فينظر إلى القضية من جهة أخرى، ويرفض سلوك الزوجات اللاتي يلجأن إلى التجسّس المتكرر على الزوج، والبحث في جوّاله في غيابه، أو في أثناء نومه، والتلصّص عليه، والبحث عن وسائل للإيقاع به، بل إن بعض الزوجات يلجأن لتحريض الصديقات لمحاولات الإيقاع بأزواجهن لمعرفة رد فعل الزوج، ومدى جاهزيته واستعداده للخيانة. ويرى الدكتور عبد المجيد أن مثل هذه الأفعال ما هي إلا مدخل للشيطان، والنكد، والخراب على الحياة الزوجية، وهي في الوقت ذاته، أمر غير مقبول لا شرعاً، ولا خلقاً.
العلاقة الزوجية مباح فيها الكثير من الأمور لكنها لا تفقد الزوجين الخصوصية
ويشدد الاستشاري الأسري د. عويس على ضرورة احترام الزوجين لخصوصيات بعضهما بعضاً، من دون تطفّل لمعرفة أدقّ التفاصيل المتعلقة بالطرف الآخر، وعاداته الخاصة جداً، فلكل منا أمور لا يريد الكشف عنها، والعلاقة الزوجية مباح فيها الكثير من الأمور، لكنها لا تفقد الزوجين الخصوصية، كما يفهم بعض الأزواج والزوجات، لأنه لا بديل عن أن تقوم العلاقة الزوجية على الاحترام والثقة المتبادلة بين الزوجين، فالزوج إذا أراد الخيانة لن تمنعه، أو تكشفه تلصصات زوجته، ولن تستطيع معرفة شيئاً عنه.
10 نصائح لحماية الأزواج من نزوات الـ«سوشيال ميديا»!!
تقدم الدكتورة اعتماد عبد الحميد، استشارية العلاقات الأسرية والعلاج الزواجي في مصر، مجموعة من النصائح للزوجات اللاتي يعانين الارتباط بزوج «بصباص وعينه زايغة»، وترى أن التعامل مع هذا النوع من الأزواج يحتاج إلى زوجة ذكية وواعية، لديها صبر وحسن تصرف، من خلال هذه الأمور:
اقرأ أيضاً:
- هل يمكن استمرار الزواج بعد اكتشاف الخيانة؟
- الخيانة الزوجية تكسر قلوب النساء.. تفكّك الأُسر وتضيّع الأبناء
- علامات تفضح الشريك الخائن من دون أن يشعر