الحب الذي ينتهي بالزواج أهم خطوة يتخذها الشاب أو الفتاة على الإطلاق، ولكن أحياناً يتحول ذلك إلى قفزة سريعة نحو المشاكل عندما يكون شريك الحياة من النوع «التوكسيك»!!
سألت «كل الأسرة» مجموعة من خبراء العلاقات الزوجية والعلاج النفسي حول ما أبرز العلامات التي تدل على أننا مقبلون على علاقة سامة؟ وكيف يتعامل الأزواج والزوجات مع شريك الحياة «التوكسيك»؟ وهل الانفصال هو الحل الوحيد؟ ومتى يكون العلاج مجدياً؟
أبرز العلامات أنك في علاقة «توكسيك»
في البداية، تؤكد الدكتورة نرمين البحيري، الخبيرة في شؤون الأسرة والعلاقات الزوجية بالقاهرة، أن كلمة «توكسيك» ليست موضة جديدة كما يدعي البعض، أو أنها من المصطلحات الجديدة التي انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هي كلمة إنجليزية تشير إلى العلاقة المؤذية وغير المريحة والتي كنا نترجمها دائماً إلى العلاقات السامة.
والشخص «التوكسيك» هو الذي يسبب الأذى لمن حوله ويمكن معرفته من خلال عدة علامات منها:
حب التملك والطاقة السلبية
ويتفق معها الدكتور محمد الوصيفي، أستاذ الطب النفسي بالقاهرة، الذي يرى أن الشخص السام تظهر علاماته منذ البداية لكن هناك أشخاصاً يتغافلون عن كل هذه المؤشرات حتى يقعوا في المحظور، ويقول «دائماً ما أحذر المقبلين على الزواج من الاستهانة بالارتباط بشخص من النوع «التوكسيك» لأن العلاقة مع هؤلاء الأشخاص لا تستقيم ولا تكون علاقة سوية أبداً مهما بلغت درجة الحب والتعلق».
ويلفت أستاذ الطب النفسي إلى أن التعلق بالأشخاص المؤذيين لا يمكن أن ينتج عنه علاقة صحية، وظهور علامات العلاقة السامة مبكراً قبل الزواج يجب أن يكون حله في النهاية بعد استنزاف الحلول الانسحاب من هذه العلاقة بلا تردد، ويحدد الدكتور الوصيفي أسباب الابتعاد عن الشريك «السام»:
ويشير الدكتور محمد الوصيفي إلى أن حب التملك من أهم صفات الأشخاص «التوكسيك» فالشخص السام يتميز برغبته الدائمة بالحيازة والامتلاك لكل ما حوله وخاصة الشخص الذي يرتبط معه بعلاقة عاطفية أو زواج وهو لا يميز بأن التملك لا يكون للأشياء فقط وليس للأشخاص أيضاً ويبرر دائماً كل تصرفاته بأنها بدافع الحب والغيرة ولكنها في الحقيقة تكون بسبب حبه للتملك وشتان بين الحب السوي وحب التملك.
وينصح الاستشاري النفسي الشباب بالانسحاب من هذه العلاقة السامة في الوقت المناسب ولكن إذا كان الزواج تم بالفعل فيرى أنه لا مانع من المحاولة مع هذا الشريك كي يحصل على العلاج خاصة إذا كان بينهما أطفال فوقتها سيكون الأمر يستحق. والعلاج النفسي لهذه المشكلة تكون بدايته إدراكها والاعتراف بها ثم الرغبة في العلاج وهنا يكون هناك أمل كبير في العلاج خاصة إذا تقبل هذا الشريك زيارة الطبيب النفسي وبداية رحلة العلاج.
أسباب الوقوع في فخ العلاقات «التوكسيك»
من جانبها، تكشف الدكتورة مايسة كمال، استشاري العلاج النفسي والزواجي بالقاهرة، أهم الأسباب التي تدفعنا للوقوع في فخ الارتباط بالأشخاص السامين "الكثير منا يدخلون في علاقات عاطفية وزوجية مع الأشخاص المؤذيين دون الانتباه والحذر من كل العلامات والإشارات التي تدل على أننا في علاقة سامة وذلك يرجع لعدة أسباب منها:
أولاً: النشأة بين والدين تربطهم علاقة سامة، فالعلاقات التي نمر بها تشبه إلى حد كبير العلاقات التي تربينا فيها، فإذا كان الأب والأم تربطهم علاقة عاطفية تفتقر إلى الاحترام فهذا من شأنه أن يكون لدى الأبناء فكرة أن عدم الاحترام ما بين الشريكين شيء طبيعي وبالتالي ينجذب الأبناء مستقبلاً إلى مثل هذه العلاقات السامة لاعتقادهم بأن هذه هي علاقة طبيعية.
ثانياً: فقدان أحد الوالدين اللذين تربطهما علاقة سامة: مما يجعلك تشعر بالهجر والفراغ وتظل تبحث عن الشفاء من جروح الماضي وينجذب عقلنا للبحث عن شريك حياة سام يشبه أحد الوالدين السامين ظناً منا بأن هذا هو الشكل الطبيعي للعلاقة.
ثالثاً: إذا كنت من نوعية الأشخاص الذين يتصورون أنهم سيصلحون حال الآخرين: هؤلاء الأشخاص يكونون فريسة سهلة للعلاقات السامة ويكون لديهم سعي دائم لإصلاح وشفاء الشريك مهما كان ساماً وسيئاً في العلاقة، وهذا يدفع الشريك السام إلى الحفاظ على العلاقة من خلال الوعود التي لا تنتهي بالتغيير القريب للأفضل.
رابعاً: إذا كان الشخص من النوع الاعتمادي ضعيف الشخصية: فهؤلاء الأشخاص الأكثر تعلقاً بالشخص النرجسي والمؤذي ويستسلمون تماماً لحالة حب التملك ويعيش هذا الشخص ضعيف الشخصية حالة من الرومانسية المصطنعة مع الشخص النرجسي وكأنه فارس الأحلام ويبرر له كل تصرفاته حتى وإن كانت تؤذيه بشدة.
ماذا تفعل؟ تفر.. أم هناك طريق آخر؟
لكن إذا كنت موجوداً في علاقة سامة والطرف الآخر لا يعترف بأفعاله السامة «توكسيك»بحقك ويجد لنفسه دائماً المبررات لذلك.. ماذا تفعل؟ هل هناك طريقة للبقاء بلا خسائر أم أن الفرار هو سبيلك الوحيد؟
تجيب الدكتورة نيفين إبراهيم، استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك والإرشاد الأسري، «الأشخاص الذين يتعاملون بطريقة سامة يكونون غير واعيين بطبيعتهم ولا يعترفون بأذاهم الذي يطال كل القريبين منهم لأنهم لا يتعاطفون سوى مع أنفسهم ويفتقرون مشاعر المودة وتأنيب الضمير، لذلك إذا كانت العلاقة مع هؤلاء الأشخاص مجرد علاقة عاطفية أو في بدايتها كالخطبة وخلافه فالأفضل الخروج من هذه العلاقة لأنك تكون ما زلت في الوقت المناسب للانسحاب والتعافي لن يكون مكلفاً كثيراً».
أما إذا كان الزواج قد تم والحياة الزوجية قد بدأت فإن الخروج من هذه العلاقة يكون صعباً لبعض الأشخاص بسبب الظروف الاقتصادية أو وجود أطفال أو بسبب الوضع الاجتماعي، وهنا تنصح الدكتورة نيفين إبراهيم بعدة خطوات تساعد على التعايش مع الشخص السام بأقل الخسائر: